} للمرة الأولى منذ نشر تايوان صواريخ "باتريوت" المضادة للصواريخ حول العاصمة تايبيه قبل سبع سنوات، أجرت تجربة عسكرية حية عليها، موجهة بذلك رسالة واضحة الى الصين التي تنفذ الآن مناورات قرب الجزيرة، تؤكد فيها استعدادها الكامل لأي مواجهة معها. تايبيه - أ ف ب، رويترز - أجرت تايوان أمس تجربة عسكرية ناجحة لاعتراض صاروخ بواسطة صاروخ "باتريوت"، ما يعزز ثقة البلاد بمواجهة التهديدات العسكرية الصينية. وأطلق الهدف، وهو على الأرجح صاروخ من نوع "تينكونغ - 2" تايواني الصنع، من جنوب شرقي الجزيرة، واعترضه صاروخ "باتريوت" الأميركي الصنع المضاد للصواريخ، أطلق بدوره من قاعدة عسكرية، على ما أظهرت مشاهد بثها التلفزيون. وقال مسؤول عسكري، رفض نشر اسمه، شارك في الاختبارات إن الصواريخ الثلاثة التي أطلقت من قاعدة في مقاطعة بينغتونغ أصابت صاروخاً وطائرة. وأضاف: "نحن سعداء بالنتيجة". وكانت سلطات الطيران المدني أعلنت أنها تلقت أوامر لابلاغ الطائرات بحظر الطيران في مناطق جوية يتم فيها "اطلاق نار"، جنوبتايوان، بين 20 و22 حزيران يونيو الجاري، ويوم 26 منه. واشترت تايوان ثلاث بطاريات صواريخ "باك - 2" من الولاياتالمتحدة عام 1993، ونصبتها لحماية منطقة تايبيه من أي هجوم صيني محتمل. وعام 1996، أطلقت الصين في خضم معركة الانتخابات الرئاسية التايوانية، صواريخ فوق الجزيرة سقطت في البحر، في عرض عضلات يهدف إلى الضغط على السكان. يذكر أن "باك - 2" نموذج متطور من صواريخ "باتريوت" التي استخدمت خلال حرب الخليج الثانية، وتعرضت لانتقادات حادة لفشلها في اعتراض أهدافها. وتسعى تايوان إلى شراء نموذج "باك - 3" الأكثر تطوراً، إضافة الى نظام "ايجيس" للدفاع الجوي المتطور. لكن واشنطن أجلت النظر في الصفقة، تحسباً للتدهور المتزايد في العلاقات مع بكين. ويرى خبراء عسكريون ان "باك - 2" يمنح تايوان أفضلية دفاعية ضد بعض الصواريخ الباليستية والطائرات الحربية المحلقة على ارتفاع مخوفض، وأن فاعليتها ضد الصواريخ المتطورة محدودة جداً. ومنذ انفصال تايوان عن الصين في نهاية الحرب الاهلية عام 1949، تعتبر بكين ان الجزيرة اقليم صيني متمرد. وجاءت الاختبارات في وقت تجري الصين مناورات في جزيرة قريبة، الا ان مسؤولين عسكريين ومحللين قالوا إن التزامن مصادفة محض. ومن المقرر ان يزور الرئيس التايواني السابق لي تينغ - وي الولاياتالمتحدة، نهاية الأسبوع الجاري، ما سيرفع التوتر بين واشنطنوبكين. وكانت زيارة مماثلة عام 1995 أثارت السلطات الصينية الى حد دفعها الى تنفيذ مناورات جوية وبحرية قرب السواحل التايوانية استمرت شهراً كاملاً، وأدت إلى تراجع الثقة في مستقبل الجزيرة. ورفضت بكين التعليق على تجارب "باتريوت"، لكن وزارة الخارجية أصدرت بياناً جددت فيه معارضتها الشديدة لبيع تايوان أسلحة متطورة اياً يكن مصدرها. واعتبرت أن مبيعات الأسلحة لتايوان تشكل تدخلاً سافراً في الشؤون الصينية الداخلية.