} تسبب تقرير نشرته صحيفة "النبأ" المصرية المستقلة أول من امس في ردود غاضبة من الأقباط الذين عبروا للمرة الأولى عن استيائهم بطريقة عملية. وتظاهر مئات منهم مساء الأحد وأمس داخل كاتدرائية الأقباط الأرثوذكس. وكانوا خرجوا ليل اول كمن امس إلى شارع رمسيس المقابل، ووقعت صدامات لم تستمر طويلاً بينهم وبين قوات الأمن المركزي التي أحاطت المكان، مما ادى الى سقوط عدد من الجرحى. واجرت نيابة أمن الدولة تحقيقا مع رئيس تحرير الصحيفة ممدوح مهران. اتسم رد فعل الأقباط المصريين على تقرير نشرته صحيفة "النبأ" المستقلة تضمن تفاصيل وصور عن قضية متهم فيها قس مفصول من الكنيسة تتعلق بانحرافات جنسية وأخلاقية، بالغضب الشديد. فللمرة الأولى تظاهروا داخل مقر كاتدرائية الأقباط الأرثوذكس التي تقع في حي العباسية، وسط العاصمة، مما عكس حجم ما شعروا به من إساءة إلى المقدسات. وخرج المتظاهرون إلى شارع رمسيس المواجه ورشقوا قوات الأمن بالحجارة. ووقعت صدامات بين الطرفين أسفرت عن جرح عدد منهم. وبعد ساعات من الهدوء عادت التظاهرات ظهر أمس داخل الكاتدرائية الأمر الذي جعل البابا شنودة يدعو الى "التزام الهدوء وعدم التجمهر"، مشيراً الى أنه "أجرى اتصالات على أعلى مستوى مع القيادات السياسية في مصر من أجل ضمان عدم تكرار ما نشرته صحيفة "النبأ". ورغم أن محكمة جنوبالقاهرة كانت قررت مصادرة الصحيفة، إلا أن العدد كان وُزع بالفعل، وانتقل من شخص إلى آخر وبدأت الأحداث مساء بتوافد مئات من الأقباط غالبيتهم من الشباب على مقر الكاتدرائية حيث كان البابا شنودة الثالث يعقد اجتماعاً لقادة الكنيسة والمجلس الملي العام. وعند المغرب بدأت التظاهرات بترديد هتاف "بالروح بالدم نفديك يا صليب"، واندفع المتظاهرون إلى خارج سور الكاتدرائية وأغلقوا شارع رمسيس إلى أن وصلت أعداد كبيرة من قوات الأمن ووقعت صدامات بين الطرفين اسفرت عن جرح عدد من المتظاهرين وأفراد الشرطة. ودخل المتظاهرون الغاضبون إلى ساحة الكاتدرائية حيث ظلوا يرددون الهتافات، فيما تمكنت الشرطة من السيطرة على الموقف في الخارج وأعادت حركة المرور إلى طبيعتها. واعتبر الانبا يؤنس الذي التقته "الحياة" داخل الكاتدرائية أن رد الفعل على ما نشر في "النبأ" تلقائي. واستغرب السماح بطبع الصحيفة وتوزيعها ثم مصادرتها بعد ذلك. وأوضح أن الشخص الذي نشرت "النبأ" قصته تم فصله من الكنيسة قبل خمس سنوات. وتساءل عن سبب عدم ذكر تلك المعلومة ضمن التقرير المنشور، وقال: إن "الزعم بأن الصور تسجل وقائع جنسية وقعت داخل دير المحرق في اسيوط كاذب وباطل" وأكد أن الكنيسة "لديها معلومات بأن غالبية الوقائع التي تحدثت عنها الصحيفة ملفقة وغير صحيحة"، وأن الصور "التقطت داخل شقة تقع في حي مدينة نصر يملكها الصحافي مهران". وقال النائب رامي لكح الذي التقته "الحياة" لدى توجه إلى الكاتدرائية لتهدئة الموقف انه "سيثير القضية في البرلمان لمحاسبة المسؤولين عن الصحيفة ووضع ضوابط لعدم تكرارها"، مؤكداً أن "ما نشر في "النبأ" يثير غضب المسلمين والأقباط". وأصدرت الكنيسة بياناً فجر أمس بياناً وصفت فيه ما نشر في "النبأ" بأنه "غاية في الإثارة لموضوع يمس ويحرج قيم الديانة المسيحية ويثير الفتنة الطائفية"، وأنه تسبب فى ردة فعل عنيفة وسط الأقباط"، ولفت البيان إلى أن الموضوع "يمس ويجرح قيم الديانة المسيحية ويثير الفتنة الطائفية ويروج قصة شخص يدعى عادل سعد الله غبريال الذي سمي باسم الراهب برسوم المحرقي انحرف عن السلوك السوي وخرج عن تقاليد الكنيسة والرهبنة وتم حرمانه وتجريده من رتبة الرهبانية والكهنوتية العام 1996 أي قبل خمس سنوات وخرج مطروداً من الدير الذي لم ولن يدخله ثانية"، وشدد البيان على "أن ما نشرته تلك الصحيفة امتلأ عن آخره بما يثير الأقباط إثارة بالغة لمشاعرهم والنيل من مقدساتهم كما كُتب بأسلوب مقزز لكل القراء أياً كانت ديانتهم". وشدد البيان على "أن الموضوع المنشور يمس فرداً منحرفاً لا يمت إلى الرهبنة بصلة وليس للكنيسة سلطان على لحيته والملابس التي استتر وراءها واستمر مرتدياً إياهاً دون وجه حق لأن الزي الكهنوتي ليس مسجلاً رسمياً حتى الآن"، واعتبر أن الصحيفة "نشرت ادعاءات سافرة تدخل في مجال القذف والسب العلني ادعى بها كاتب التقرير على دير المحرق العامر ومقدساته ورئيسه"، مشيراً إلى أن ذلك الدير "يمثل واحداً من أقدس مقدساتنا المصرية"، ورأى أن ذلك "أهاج الأقباط جميعاً"، وأعلن البيان أن الكنيسة ستقاضي كاتب الموضوع والصحيفة. ونظم مسلمون وأقباط مسيرة احتجاجية في أسيوط أمس غرب دير المحرق عكست استياء الطرفين مما نشر. وباشر نقيب المحامين السيد سامح عاشور إجراءات لإقامة دعوى على صحفية "النبأ" ورئيس تحريرها موكلاً عن الكنسية. وعكست ردود الفعل الاخرى تجاه ما نشر في "النبأ" حال استياء بالغ اذ أجمعت الصحف القومية والحزبية والمستقلة الصادرة أمس على استنكار تصرف الجريدة. كما أعلن الأمين لنقابة المحامين السيد سيف الإسلام حسن البنا تضامن النقابة مع الكنيسة في الدعوى القضائية التي ستقيمها على الصحيفة ورئيس تحريرها، مشيراً إلى أن مجلس النقابة سيعقد اجتماعاً عاجلاً لاستنكار ما اقدمت عليه "النبأ". وقال البنا وهو أحد رموز جماعة "الإخوان المسلمين" ل"الحياة" ان "المسلمين يفخرون بكون مصر مهداً للعائلة المقدسة"، مشدداً على ضرورة "التفرقة بين تصرف فردي من جانب شخص انتسب لفترة إلى الكنيسة وبين الأديان السماوية والمشاعر المقدسة"، واعتبر أن ما نشرته "النبأ" يأتي في مصلحة أعداء الأمة الذين يسعون إلى إثارة الفتنة"