يتعرض فهد المصيبيح المشرف الاداري على كرة القدم في نادي الهلال الى حملة اعلامية يمكن وصفها بالشرسة. وسببها فشل الهلال في تحقيق أي من البطولات المحلية شعلى رغم نجاحه خارجياً وتحقيقه لثلاث بطولات خارجية هي كأس أبطال الكؤوس العربية وكأس النخبة العربية وكأس السوبر الآسيوية. لكن الهلاليين المعروفين بتشددهم تجاه ناديهم، لا يرضون ان تذهب أي بطولة الى غيرهم، وهذا منطق غريب في عالم الكرة. ولا يؤمنون بالمثل القائل يوم لك ويوم عليك، بل انهم يتمنون بأن تكون كل الأيام لهم، والحقيقة ان بعض الهلاليين يؤيدون المصيبيح في سياسته ويشدون على يده، ويرون ان نجاحه في تحقيق ثماني بطولات في خلال موسمين دليل دامغ على نجاحه، لكن - ومع الأسف - فإن هؤلاء قلة وسط أمواج "الجماهير الزرقاء"، القوية العاطفة تجاه فريقها، فتراها "تصنع" من اللاعبين المحدودي المهارات نجوماً. ولم يشفع تاريخ المصيبيح الناصع مع "الزعيم" يوم كان لاعباً، بأن ينال كامل الرضا من الجماهير وحتى من بعض اللاعبين، لأن الهلاليين عموماً يعتبرون ان المصيبيح لم ينجح في تقديم المواهب وتعزيزها بل "طفّش" كثيراً منها، ويدعمون اقوالهم بأن الهلال الذي كان مضرباً للمثل في تفريخ الوجوه الجديدة شح نبعه ونضبت مواهبه، ويدافع المصيبيح عن نفسه بالقول: "ننظر الى اللاعب الذي يود التسجيل في الهلال بأنه محب للنادي وانه أتى بطوعه لذا فمن المستحيل اعطائه مبالغ مادية في مقابل التوقيع، ويفتخر في انه دفع طوال سبع سنوات قضاها مشرفاً على درجتي الشباب والناشئين في النادي بالكثير من المواهب الى الواجهة "نحن ننتقي بعناية مجموعة من اللاعبين الذين نرى انهم سينجحون في ترقيتهم الى الدرجة الأولى، ومن الممكن الا يوفقوا لأن الأجواء تتبدل بين منافسات الشباب والفريق الأول حيث الضغط الكبير". وفي لقاء صحافي مع فيصل ابو اثنين، لاعب الهلال صب جام غضبه على المصيبيح واعتبر سياسته فاشلة والاستمرار في انتهاجها سيؤدي بالفريق الى النفق المظلم، وأضاف "اضاع المصيبيح جهده في الاشراف على أكثر من فريق في النادي من الفئات العمرية المختلفة، وكان الأفضل ان يتفرغ لفريق واحد". ولم يكتف ابو اثنين فقط بهذه الانتقادات بل وصف عمل المصيبيح بعدم المثمر "لأنه يطبق مبدأ العقاب فقط ولا ينظر لشيء اسمه الثواب، ولم يقدم اي موهبة طوال اشرافه على مدرستي الناشئين والشباب، ويكتفي بالتركيز على مواعيد الحضور والانصراف والنوم المبكر". ولم يكن حديث ابو اثنين "الجريء" الأول أو الأخير في مسلسل انتقاد المصيبيح، بل ان بعض الصحافيين المحسوبين على الهلال حملوه المسؤولية كاملة في تدهور نتائج الهلال على الصعيد المحلي، وعن خروجه من كأس ولي العهد اثر اقصائه لقائد الفريق الثنيان الذي كان يعيش أفضل فتراته، خلال الموسم الأخير. كلمة حق وبعيداً من الانتقادات اللاذعة والعواطف المتأججة فإن المصيبيح أسس نهجاً جديداً في معاملة اللاعبين المحترفين ويشهد بذلك ابو اثنين نفسه "الأمر الايجابي عند المصيبيح انه لا يفرق بين اللاعبين". واذا كان منتقدو المصيبيح يمثلون الغالبية وفي مقدمهم رئيس أعضاء شرف النادي الأمير هذلول بن عبدالعزيز، الذي وصفه يوماً بالفاشل، فإنه يحظى بدعم رئيس النادي الأمير سعود بن تركي وعضو الشرف نواف بن محمد الذي وصف اداء المصيبيح بالمنضبط. ويرى اليوغوسلافي زوران المدرب السابق لناشئي الهلال ان المصيبيح مثالاً ممتازاً في العمل. مرحلة حرجة ويمر المصيبيح حالياً بمرحلة حرجة للغاية اذ يعيش بين نادي الاستقالة والرضوخ لطلبات بعض اللاعبين وفئة ليست قليلة من الجمهور أو الاستمرار في منصبه مدعوماً من رئيس النادي. ويعتقد البعض ان المصيبيح يستطيع البقاء في منصبه مع تخليه عن الاشراف على باقي الدرجات في النادي، واسناد المهمة لأحد أبناء الهلال السابقين، أو العودة للاشراف على مدرسة الهلال واسناد مهمة الاشراف على الفريق الأول لمساعده منصور الأحمد أو مسؤول لجنة الاحتراف المهندس عبدالله الجربوع. سجل ممتاز يعتبر المصيبيح احد اللاعبين الذين "أكلوا وشربوا" كرة القدم في الهلال وترعرع في النادي منذ صغره وشكل مع صالح النعيمة وسعد مبارك ويوسف الثنيان وحسين البيشي وحسين الحبشي واليوسف والهذلول الجيل الذهبي للزعيم خلال منتصف الثمانينات، دفع به المدرب العجوز البرازيلي ماريو زاغالو الى الواجهة، وخاض أولى مبارياته امام القادسية وانتهت "زرقاء" 3-صفر، وعُرف المصيبيح بدماثة خلقه داخل الملعب وخارجه حتى انه لم يحصل على اي بطاقة صفراء على مدى السنوات العشر التي لعب خلالها، كما امتاز بمهارته العالية، وهو أحد صانعي الألعاب الذين برزوا ابان تمثيلهم المنتخب السعودي، وساهم معه في تحقيق كأس آسيا 1984 و1988 والتأهل الى نهائيات دورة لوس انجليس الأولمبية 1984، واشتهر ايضاً باتاحة الفرص لزملائه للتسجيل ولو ان الظرف مناسب ليحرز الأهداف بنفسه. وترك المصيبيح الركض في الملاعب بعد ان بلغ الثانية والثلاثين، لكنه انجر الى معشوقته كرة القدم فعاد اليها ادارياً، واشرف على الفرق العمرية في الهلال، وأسس نظاماً صارماً للعمل مع صغار السن، ثم اختير مديراً للفريق الأول ورفض التخلي عن مهامه السابقة. ويحمل المصيبيح درجة البكالوريوس ويعمل مدرساً في الرياض.