اجراءات كثيرة وقرارت متلاحقة اصدرها الاتحاد السعودي لكرة القدم، وبصورة تكاد تكون شبه يومية طوال الاسبوعيين الماضيين تمهيداً لانطلاق مسابقاته المحلية التي ستبدأ في الثالث والعشرين من آب اغسطس المقبل. وتأتي هذه التعديلات في القوانين بعد التشكيل الجديد للاتحاد وضخ دماء جديدة بين اعضائه، وتهدف هذه التعديلات والقوانين الى بث روح جديدة في المنافسات، ولردم الهوة بين المتحفظين على كثير من القرارات ومشرعي القوانين في الفترة الاولى، ولمسايرة التطور المذهل في عالم اللعبة. وكانت القوانين المتعلقة بالاحتراف وانتقال اللاعبين وطريقة منافسات الدوري السعودي قد شهدت الكثير من الجدل طيلة السنوات التسع الاخيرة، هي عمر تشريع القوانين الخاصة بالاحتراف وانتقال اللاعبين. وتمثلت البداية في تعديل طريقة المربع الذهبي، فكان اكثر التعديلات عرضة للجدل من قبل متابعي الدوري السعودي، ولقي القرار ارتياحاً نسبياً للكثير منهم لأنه يعطي شيئاً من العدالة لمتصدر الدوري، ووفق التعديل الجديد سيلعب المتصدر المباراة النهائية مباشرة عوضاً عن الطريقة القديمة التي كان يتوجب عليه فيها اللعب مع صاحب المركز الرابع في مباراتين ذهاباً واياباً، كما اقتضى التعديل الجديد ان يلعب صاحب المركز الثالث مباراتين مع صاحب المرتبة الرابعة والفائز منهما يلاقي صاحب المركز الثاني والفائز يلتقي بالمتصدر في المباراة النهائية. وحتى هذا التعديل لم يسلم من الانتقاد اذ اعلن المشرف على كرة القدم الأهلاوية الأمير محمد العبدالله الفيصل في تصريح الى "جريدة الرياضي" ان النظام الجديد لا يخدم المتصدر، وقال: "سيعاني صاحب المركز الاول كثيراً بسبب توقف نشاطه وانتظار المتأهل للنهائي، وهذا سيؤثر على اللاعبين وعطائهم، وكان من المستحسن ان يحصل المتصدر على درع الدوري، ثم تقام مسابقة اخرى للفرق الاربعة تحت مسمى بطولة النخبة على كأس خادم الحرمين الشريفين". بيع واعلن الاتحاد السعودي منتصف الاسبوع الماضي عن بيع بعض مباريات الموسم الرياضي، والتي لا ينقلها التلفزيون السعودي الى شبكة اوربت في مقابل 15 مليون ريال، ما سيعود بالنفع على خزانة الاتحاد وبالتالي الأندية. وتوالت القرارات بشكل متسارع فأحدث الاتحاد هزة كبيرة في جملة قوانين عندما سمح بتطبيق نظام الاعارة الخارجية والداخلية للأندية التي ستمثل السعودية في البطولات الخارجية وفق ضوابط لا تتعارض مع القوانين الدولية: "يسمح للأندية التي تمثل السعودية في البطولات العربية او الاقليمية بتسجيل لاعبين محترفين سعوديين او غير سعوديين على سبيل الاعارة الخارجية فقط اثناء او بعد فترة التسجيل على الا يتعارض تسجيلهم مع لائحة الاتحاد الدولي، وتقتصر مشاركاتهم في البطولات الخارجية، ولا يسمح لهم في المشاركات المحلية". كما وضع الاتحاد معايير جديدة للاعارة الداخلية منها: "ان تكون الاعارة خلال فترة التسجيل المحددة، وان لا تقل فترة الاعارة عن موسم رياضي يحدده الاتحاد السعودي. وتبدأ الاعارة من تاريخ تسجيل اللاعب وحتى نهاية الموسم، ويجوز انهائها باتفاق جميع الاطراف شريطة الا يلعب اللاعب مع ناديه السابق، وعلى النادي المستعير تحمل مصاريف اللاعب وعلاجه ويعامل اللاعب وفق معايير بنود الاحتراف، ويسمح لكل ناد باعارة او استعارة ثلاثة لاعبين كحد اقصى". كما اعتمد رئيس الاتحاد الأمير سلطان بن فهد توصيات المكتب التنفيذي القاضية بتعديل عدد اللاعبين المحترفين في كل ناد، فأصبحت على النحو الآتي: "تطبق اندية الدرجة الممتازة الاحتراف على ما لا يقل عن 16 لاعباً ولا يزيد على 30 لاعباً، وتطبق اندية الدرجة الاولى الاحتراف على ما لا يقل عن 8 لاعبين ولا يزيد على 16 لاعباً". منع وجاء قرار الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير سلطان بن فهد بمنع انتقال اللاعبين الدوليين من انديتهم الى اندية جديدة وفق نظام الاحتراف المطبق في السعودية قبل انتهاء التصفيات النهائية المؤهلة لكأس العالم لكرة القدم 2002، ليصب الماء على النار التي كانت مشتعلة بين العديد من الاندية ولاعبيها المحترفين الذين ستنتهي عقودهم خلال الاشهر القليلة المقبلة، وجاء في حيثيات المنع: "نظراً لوجود عدد من اللاعبين ضمن التشكيلة الحالية للمنتخب وتنتهي عقودهم قبل أو خلال فترة التصفيات الآسيوية المؤهلة للمونديال فبإمكان هؤلاء اللاعبين تجديد عقودهم اثناء فترة التسجيل المعلنة، اما اولئك الذين لا يرغبون في تجديد هذه العقود فانه وحرصاً من الاتحاد السعودي لكرة القدم على تحقيق الاستقرار للاعبي المنتخب ولإفساح الوقت الكافي للتعديلات المتوقعة على لائحة احتراف الاتحاد الدولي والتي قد تمس عقودهم، فقد تقرر ارجاء البت في عقود اللاعبين المستمرين مع المنتخب حتى نهاية التصفيات في تشرين الثاني نوفمبر المقبل، واعتبار عقودهم الحالية حتى لو انتهت مستمرة لنهاية التصفيات". ويأتي هذا القرار بعد موجة عارمة تبنتها الصحف واخذت حيزاً كبيراً في التغطيات اليومية بخصوص انتقال اللاعبين، وكان من ابرز اللاعبين الذين وقعوا تحت طائلة تركهم لأنديتهم ثنائي الهلال الدوليان احمد الدوخي ونواف التمياط، وثلاثي النصر محمد الخوجلي ومحسن الحارثي وابراهيم ماطر، ونجم هجوم اتحاد جدة الحسن اليامي وزميله المدافع محمد الخليوي، ومهاجم الاهلي طلال المشعل وزميله الظهير الايسر حسين عبدالغني. كما اعلن الاتحاد السعودي اسماء الفرق التي ستمثل المملكة في البطولات الخارجية. و حدد الاتحاد السعودي مواعيد انطلاق بطولاته المحلية للموسم المقبل، ومواعيد معسكر المنتخب الذي يستعد لخوض منافسات التصفيات النهائية للتأهل لكأس العالم 2002. وفي بادرة ليست بغريبة، اصدر الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير سلطان بن فهد قراراً يقضي بتحصيل مبلغ ريال واحد على كل تذكرة دخول الى الملاعب لدعم الانتفاضة الفلسطينية. واعتاد الاتحاد السعودي فرض مثل هذا المبلغ على تذاكر الدخول في مناسبات سابقة فدعم الافغان في حربهم ضد السوفيات، ودعم جمعيات رعاية الاطفال المعاقين ولجنة مكافحة المخدرات، وينتظر ان يجني هذا القرار مبالغ طائلة بسبب تشفير بعض المباريات، وبالتالي توجه الجماهير الى متابعتها من الملاعب مباشرة.