حلّت دولة الإمارات العربية المتحدة ضيفاً على الدورة السادسة لمعرض الكتاب العربي الأوروبي الذي يشهده معهد العالم العربي ويستمر حتى 17 حزيران يونيو 2001. بهذه المناسبة أقيم عدد كبير من النشاطات الثقافية لإبراز الوجه الثقافي لدولة الإمارات. وتناولت هذه النشاطات الكتابة الأدبية والنشر، نظراً للدور الحيوي الذي تؤديه دولة الإمارات سواء على المستوى المحلي أو العربي، عبر المؤسسات الثقافية الحكومية والخاصة مثل: الدائرة الثقافية في الشارقة التي أسست عام 1971، ومن أنشطتها بينالي الشارقة للفنون التشكيلية، المهرجان السنوي للطفولة، الكتاب السنوي. والمجمع الثقافي في دبي الذي يتميز بكل أنواع النشر، ولا سيما النشر الإلكتروني ووسائل الإعلام المتعددة، ومن إنجازاته: الموسوعة الشعرية العربية، مشروع الوراق لترقيم الكتب التراثية. واتحاد كتاب وأدباء الإمارات عام 1984 الذي ينظم مؤتمرات وندوات ثقافية متنوعة، ويشرف على تنظيم جائزة سلطان العويس، إضافة الى أكثر من 60 مؤسسة وجمعية تقدم خدمات ثقافية متنوعة. ويعتبر مركز الماجد من أهم المبادرات الخاصة. هذا الحضور الواضح لدولة الإمارات في الخمس عشرة سنة الماضية أفرز عدداً كبيراً من الكاتبات والشاعرات والفنانات والتشكيليات، ناهيك بالتطور في إقامة مجتمع حديث يكفل لأبنائه التعلم في المدارس والجامعات والصحة في المستشفيات، فضلاً عن المشاركة الفاعلة للمرأة في الميادين المختلفة، وتمتعها بحق التعليم والعمل، وحضورها في الساحة المهنية في مختلف الميادين. وعلى هامش معرض الكتاب العربي الأوروبي أقيمت ندوة عن تجربة الوحدة في الإمارات، ومائدة مستديرة عن تجربة النشر في الإمارات، ولا سيما النشر الإلكتروني، وأمسية شعرية مع عارف الخاجة وخلود المعلا و سالم بو جمهور وكريم معتوق... وصدرت مجموعة مختارة من القصص الإماراتية مترجمة الى اللغة الفرنسية توزع مجاناً خلال المعرض وتقدم صورة للأجيال والمراحل الأدبية كافة. وأقام المعهد على هامش المعرض ندوة بعنوان: "أي أدب للقرن الجديد؟" وجمعت نخبة من الروائيين العرب والعالميين مثل: أورخان باموك، خوان غوتيسولو، جمال الغيطاني، عبدالرحمن منيف، الطيب صالح، جواد كاراخسان، إضافة الى لقاء حول "الكتاب العربي في المكتبات الفرنسية" وندوة حول الترجمة من اللغة العربية وإليها. ونشير أخيراً الى أن معرض الكتاب العربي الأوروبي أسسه المعهد مع الناشر الفرنسي الراحل بيير برنار مؤسس دار "سندباد" عام 1990، وتهدف هذه الدار الى التعريف بالنتاج الأدبي والفكري العربي، والأوروبي حول العالم العربي. وفرض المعرض نفسه في الساحة الثقافية الفرنسية والأوروبية، وأصبح لقاء لا يستغنى عنه، كونه مناسبة تسمح للمتخصصين في الكتاب في أوروبا والعالم العربي بتبادل تجاربهم وخبراتهم، إضافة الى استقباله 200 ناشر عربي وأوروبي.