دعا الرئيس ياسر عرفات الى عقد قمة جديدة للأطراف التي شاركت في قمة شرم الشيخ تشرين الأول/ اكتوبر العام الماضي للبحث في تقرير لجنة ميتشل، التي شكلت بقرار من القمة. في غضون ذلك اغتالت القوات الاسرائيلية صباح امس احد قياديي حركة "الجهاد الاسلامي" قرب بيت لحم جنوبالضفة الغربية، فيما استهدفت المدفعية الاسرائيلية المكاتب المتنقلة للاستخبارات الفلسطينية في اريحا فدمرت خمسة منها واصابت تسعة فلسطينيين. واللافت ان رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية الفلسطيني اللواء موسى عرفات اعتبر امس ان استخدام قذائف "الهاون" ضد اهداف اسرائيلية يكبد الفلسطينيين "خسائر اكبر بكثير مما يلحقه بالطرف الآخر"، مشيرا الى ان "الانتفاضة قادرة على الصمود واقناع الاسرائيليين بان استمرار الاحتلال لا يجديهم نفعا". واعتبر في تصريح لصحيفة "القدس" المحلية امس ان لقذائف "الهاون" تأثيرا معنويا، لكنها لا تعطي نتائج عسكرية". وجاءت دعوة عرفات الى عقد اجتماع للاطراف المشاركة في قمة شرم الشيخ بعد لقائه الرئيس حسني مبارك في شرم الشيخ امس، في طريق عودته من جنوب افريقيا، حيث حضر مؤتمراً لدول عدم الانحياز للبحث في الموضوع الفلسطيني والعنف الاسرائيلي. وقال للصحافيين لدى عودته الى غزة: "المفروض بحسب الاتفاق الذي توصلنا اليه في شرم الشيخ ان نناقش التقرير لجنة ميتشل، مع اللجنة التي وضعته، في قمة اخرى لشرم الشيخ، وان يطرح على القمة التي اقترحت اجتماع اللجنة والعودة اليها لبحثه، وعلى هذا الاساس لا بد من دعوة هذه القمة" راجع ص4. واضافة الى اسرائيل والفلسطينيين، شاركت مصر والأردن والاتحاد الأوروبي والامم المتحدة والولايات المتحدة في تلك القمة التي قررت تشكيل لجنة لتقصي حقائق أحداث العنف التي اندلعت بعد زيارة ارييل شارون المسجد الأقصى، أواخر عهد حكومة ايهود باراك. وناقش عرفات فحوى تقرير لجنة ميتشل مع مبارك، بعدما اجرى اتصالات بالملك عبدالله. وكان الرئيس المصري أعرب عن قلقه وتشاؤمه بالوضع في المنطقة، وقال رئيس مقاطعة بافاريا الالمانية ادموند شتويبر للصحافيين بعد لقائه مبارك: "شعرت ان الرئيس قلق جداً وغير متفائل حيال مسيرة السلام". المبادرة المصرية - الأردنية وعلم ان محادثات عرفات - مبارك، تطرقت ايضاً الى المبادرة المصرية - الأردنية التي رفضها وزير الخارجية الاسرائيلي شمعون بيريز اثناء زيارته القاهرةوعمان، مما يستدعي البحث في تحديد مصيرها، بخاصة بعد صدور تقرير لجنة ميتشل. وأعلن الوزير الفلسطيني نبيل شعث الذي حضر محادثات مبارك وعرفات، ان الجانبين "سيبحثان في سبل حماية المبادرة من المحاولات الاسرائيلية الهادفة الى تخريبها والغاء النقاط الأكثر اهمية فيها". وزاد ان "اسرائيل ترفض تجميد الاستيطان، وتحديد مهلة لانجاز المفاوضات على الوضع النهائي، ولا تريد الربط بين الأوجه الأمنية والسياسية للمبادرة، مما يعني نسفها". واجتمعت القيادة الفلسطينية في غزة لدرس تقرير لجنة ميتشل، وأعلن وزير الدولة الاسرائيلي داني نافيه ان طاقماً من المستشارين في وزارتي الخارجية والأمن، سيجتمع مطلع الاسبوع المقبل لبلورة "ملاحظات على التقرير"، الذي ركز على قضية الاستيطان داعياً الى وقفه بوصفه "استفزازاً". وقال وزير الخارجية المصري عمرو موسى أمس ان المبادرة المصرية - الأردنية هي المبادرة القائمة التي نعمل على أساسها. واضاف: "علينا ان نشكل موقفاً عربياً"، ازاء ازدياد العنف الاسرائيلي. وسيلتقي الرئيس مبارك في شرم الشيخ اليوم الملك عبدالله، وسيركز اللقاء على درس الردود الاقليمية والدولية على المبادرة، بما في ذلك الرد الاسرائيلي غير الرسمي الذي نقله بيريز بحسب تأكيد مصادر مصرية ل"الحياة". وسيبحث الزعيمان المصري والأردني في تقرير لجنة ميتشل وتحديد موعد نهائي لاجتماع لجنة متابعة قرارات قمة عمان العربية. الحسيني في البيت الأبيض الى ذلك، أجرى فيصل الحسيني مسؤول ملف القدس في منظمة التحرير الفلسطينية، محادثات في البيت الأبيض مع مساعد الرئيس الاميركي لشؤون الشرق الأوسط بروس رايدال، تناولت الوضع المتأزم في الأراضي الفلسطينية. وحضر الاجتماع عدد من المسؤولين في وزارة الخارجية، وقالت مصادر اميركية ل"الحياة" ان ادارة الرئيس جورج بوش لا ترى أي اشكال في لقاء قياديين فلسطينيين، وان الاتصالات مستمرة بين الادارة والسلطة الفلسطينية. وعلى رغم ذلك لا يوجد مؤشر حتى الآن الى ان الادارة تنوي دعوة عرفات الى واشنطن قريباً.