الفوز... هو الخيار الوحيد لمنتخب مصر لكرة القدم الليلة على ملعب القاهرة الدولي امام نظيره السنغالي في الجولة السادسة من تصفيات المجموعة الافريقية الثالثة المؤهلة لنهائيات مونديال 2002، وأي نتيجة أخرى تبدد عملياً آمال "الفراعنة" كلياً في هذا الاطار. ويحضر المباراة السويسري سيب بلاتر، رئيس الاتحاد الدولي ومستشاره الفرنسي ميشال بلاتيني والكاميروني عيسى حياتو رئيس الاتحاد الافريقي، ومعهم أكثر من 80 ألف متفرج اعتادوا ملء المدرجات في مباريات مصر الدولية. ويبلغ رصيد المنتخب المصري 6 نقاط فقط من 4 مباريات، نتجت من فوز واحد على الجزائر 5-2 و3 تعادلات مع السنغال والمغرب سلباً ومع ناميبيا 1-1، علماً أنه تبقى له 3 مباريات مع ناميبيا في القاهرة واثنتان خارجها مع الجزائر والمغرب، واللتين لم يسبق له ان فاز عليهما ابداً في السابق. اما منتخب السنغال فرصيده 9 نقاط من 5 مباريات، اذ فاز على ناميبيا 4- صفر وعلى الجزائر 3- صفر وتعادل مع المغرب ومصر سلباً ومع الجزائر 1-1، وتبقى له مباراة على ارضه مع المغرب وأخرى خارجها مع ناميبيا. وكان فوز المغرب المفاجئ على الجزائر 2-1 أول من امس في الجزائر زاد من حرج المنتخب المصري وحساسية المباراة في ظل ارتفاع رصيد المغرب الى 12 نقطة، علماً ان رشيد بن محمود 20 وغريب امزين 48 سجلا هدفي المغرب، وعبدالحفيظ تسفاوت 9 هدف الجزائر. واللافت أن الاتحاد الدولي اختار حكماً من النيجر لقيادة اللقاء، هو لوسيان بوشاردو، الذي سبق له ان ادار المباراة بين ايطاليا وتشيلي 2-2 في مونديال فرنسا 1998، وجرى استبعاده بعدها عن المباريات الرسمية الدولية. ونذكر في هذا الاطار أن النيجر هي الدولة الافريقية الوحيدة التي لم تطلب خوض تصفيات المونديال، ما يشير الى تدني مستواها الكروي. واختار محمود الجوهري المدير الفني لمنتخب مصر 18 لاعباً للمباراة غاب عنهم المصابان حسام حسن وحازم إمام والموقوف ابراهيم حسن. ويتوقع أن تتألف التشكيلة الرئيسية للفراعنة من الحارس نادر السيد وأحمد حسن وابراهيم سعيد وعبدالظاهر السقا ومحمد عمارة ومحمد بركات وهاني رمزي وأيمن عبدالعزيز طارق السعيد وعبدالستار صبري - أحمد حسام وأحمد صلاح حسني، وهي ترتكز على 9 محترفين في أوروبا بهدف الافادة من خبرتهم الكبيرة. وكان لاعبو المنتخب المصري انتظموا فترة خمسة أيام في معسكر مغلق في مدينة الاسماعيلية للحفاظ على سرية الاستراتيجية التكتيكية التي يعتزم الجوهري تنفيذها. وفي حال مشاركة أيمن عبدالعزيز في وسط الملعب الى جانب هاني رمزي سيرتكز دور الاول على فرض رقابة فردية لصيقة على صانع العاب السنغال كاليلو فاديغا. ويرى الجوهري أن الفوز على السنغال ثم على المغرب كافيان لتأهل مصر الى النهائيات لأن الفوز في القاهرة على ناميبيا شبه مضمون باعتقاده، وبعدها لن يكون للمباراة الاخيرة امام الجزائر اي تأثير في التصفيات. ومن جهة اخرى، يعتمد المدرب السنغالي برونو ميتشو على تشكيلة ثابتة عكست واقع ارتفاع ادائها الفني في المباراتين الاخيرتين، وصولاً الى تحقيق فوزين متتاليين على ارضه. وتملك السنغال بالتالي حظوظاً كبيرة في التأهل في حال التعادل في القاهرة والفوز في داكار على المغرب. وتكمن خطورة السنغاليين في صانع الألعاب فاديغا وسرعة الجناح كمارا وبراعة الهداف الحاج ضيوف، الذي سجل 6 أهداف في مرميي ناميبيا والجزائر. اجواء وبالتطرق الى اجواء المباراة، فقد اعتبر الحصول على البطاقات مهمة صعبة وصولاً الى تشبيهها بانها اندر من لبن العصفور، علماً بان عدد 70 الف بطاقة مطروحة للبيع غير قليل، ولكن المتخصين في شراء لتذاكر كانوا الاسرع في الوصول اليها، وتركوا علامات استفهام كبيرة حول اسلوب البيع او شفافية العملية. وازاء هذا الواقع نشطت حركة البيع في السوق السوداء، والتي ضاعفت ثمن البطاقة الواحدة خمس مرات مقارنة بثمنها المحدد. من جهة اخرى، فرض الاهتمام الزائد بالمباراة تخصيص وسائل الاعلام المرئية اكثر من 40 ساعة من البث الحي على الهواء، وشمل ذلك 11 قناة محلية ستبث كل ما يتعلق بالمباراة المرتقبة. ومن بين المستفيدين الكبيرين من المباراة اصحاب المقاهي الذين سترتفع نسبة الاقبال لديهم نحو اربعة اضعاف، وهم استعدوا للحدث باستئجار المئات من الكراسي ونشرها على ارصفة الساحات المواجهة لها، علماً بان تكلفة ارتياد هذه المقاهي للشخص الواحد سترتفع الى 20 جنيهاً. ويبقى الامر الاكثر استغراباً ان عدداً من المتعصبين للنادي الاهلي اعلنوا رغبتهم في خسارة مصر امام السنغال، وهتفوا علانية ضده، وضد مدربه الجوهري في مباراة الاهلي الاخيرة امام الاتحاد السكندري في مسابقة الكأس. آسيا تصدرت عُمان ترتيب المجموعة الآسيوية الاولى، بعدما اكتسحت لاوس 7-صفر في الجولة الثانية. وتحقق ذلك بفارق الاهداف عن سورية التي هزمت الفيليبين 5-1. وجاء فوز عُمان على لاوس على استاد السلطان قابوس في مسقط بسهولة فائقة، وسجل الاهداف السبعة هاني الضابط 15 من ركلة جزاء و79 وتقي مبارك 36 ومحمد خميس 39 و42 ويعقوب جمعة 43 ومجدي شعبان 90. اما فوز سورية على الفيليبين في حلب فلم يعكس سيطرة الفريق الاول المطلقة على مجريات المباراة بخلاف مباراة الجولة الاولى التي حسمها لمصلحته ب12 هدفاً نظيفاً. وسجل بشار سرور 41 و54 من ركلتي جزاء وسيد بيازيد 71 وجومر موسى 78 و87 اهداف سورية، ويانتي باراسل 58 هدف الفيليبين. وتقام الجولة الثالثة في 7 الجاري، فتلعب سورية مع لاوس في حلب، وعمان مع الفيليبين في مسقط. وحققت الامارات فوزاً غير مقنع على بروناي 4-صفر على استاد القطارة في مدينة العين الاماراتية، لكنه كاف لاستعادة صدارة ترتيب المجموعة الآسيوية الثامنة المؤهلة لمونديال 2002، والاقتراب بالتالي من انتزاع بطاقة التأهل الى الدور الثاني. وسجل ياسر سالم 20 و50 وسعيد الكاس 70 وفيصل خليل 87. وبات ترتيب الامارات 9 نقاط بفارق نقطة عن اليمن المتصدرة السابقة اليمن، والتي تعادلت مع الهند 3-3 في صنعاء. وسجل عادل السالمي 13 من ركلة جزاء و20 و62 اهداف اليمن، وجو بول انشاري 17 و39 وفيجايان 51 اهداف الهند. وكان بامكان المنتخب اليمني ان يخرج فائزاً ويحسّن وضعه في المنافسة على بطاقة المجموعة الى الدور الثاني، الا ان هجماته كانت غير مركزة. ومن حسن حظه ان نجم المباراة عادل السالمي وُفق في تسجيل ثلاثة اهداف والا لخرج المنتخب الهندي بالنقاط الثلاث. وتنتظر الامارات مواجهتين قويتين مع اليمن في الجولتين الاخيرتين، حيث ستلتقي معها ذهاباً في 11 الجاري في صنعاء، وفي 18 منه في الامارات، وهي تحتاج الى فوز واحد لتضمن تأهلها الى الدور الثاني.