لم تخلُ مباراة الاتحاد والاتفاق في نهائي كأس ولي العهد السعودي لكرة القدم، على رغم هدوئها، من احداث يحمل بعضها ان لم نقل مجملها الكثير من السخونة، ولقطات تسترعي الانتباه، وتصريحات من طرفي المواجهة، ونوادر تستحق الذكر، وردود فعل متنوعة سجلتها "الحياة" من خلال حضورها هذا الحدث الكبير. جدة، الدمام - "الحياة" - لعل المواجهة التي جمعت بين الاتحاد والاتفاق في نهائي كأس ولي العهد الاربعاء الماضي كانت اعادة لسيناريو مرّ عليه نحو 14 عاماً، حيث التقى الفريقان في اخر نهائي على كأس المسابقة ذاتها، ولكن مع تغير المسميات اذ كانت المسابقة على كأس الملك، وأصبحت حالياً على كأس ولي العهد، عامذاك فاز الاتحاد على الاتفاق 1-صفر، وسجل هدفه قائده الحالي احمد جميل، وبعد ذلك لم يكتب للفريقين ان يلتقيا في اي نهائي حتى تحقق ذلك اخيراً. في المباراة الاخيرة احتج الاتفاقيون على حكم اللقاء، وقالوا انه تسبب بالهدف الاتحادي كونه احتسب خطأ لمصلحة الاتحاد، وان الخطأ لعب بسرعة من دون ان ينتبه الاتفاقيون، فوصلت الكرة الى الحسن اليامي الذي سجل الهدف ببراعة، ويبدو ان الاتفاقيين كانوا ينتظرون اطلاق الحكم صافرته لاعلان تنفيذ الخطأ! عميد المدربين السعوديين ومدرب الاتفاق الاسبق خليل الزياني حضر المباراة وساند فريقه بقوة، وقال في تصريح خاص الى "الحياة": "ان الفريق الاتفاقي بذل كل ما لديه وانهى الشوط الأول سلباً وتفوق على نفسه وعلى امكاناته، ومن الطبيعي ان تنتهي المباراة اتحادية، كون "العميد" يملك الخبرة وجمهوراً ملأ الملعب عن بكرة ابيه". وأكد ان اللاعبين الحاليين في الاتفاق من الشباب الحديثي الخبرة، والخسارة لن تؤثر عليهم كثيراً، وقد تُعدهم بشكل افضل للمستقبل". عموماً، احسن الاتفاقيون صنعاً عندما كثفوا دفاعاتهم في الشوط الاول واستطاعوا الخروج بالتعادل السلبي، ولو كان لديهم مهاجم متمكن الى جوار هداف الدوري الانغولي باولو ديسلفا 15 هدفاً لفعلوا شيئاً، كون المهاجم علي الفهيد يكتفي بدور ضيف الشرف، وتألق في الدفاع بشكل واضح عبدالفتاح شعيب. اما المدرب الاتفاقي الموقت البرازيلي كليبر فحمّل حكم المباراة ناصر الحمدان ومساعديه مسؤولية خسارة فريقه، كون الهدف الاتحادي الاول "في رأيه" جاء بطريقة خاطئة أثّرت على معنويات لاعبيه وأحبطت تفوقهم وأدت الى تسجيل الهدفين الثاني والثالث! واكد المدرب أن لاعبيه أدّوا ما عليهم بكل اقتدار، ولا ذنب لهم في الهزيمة بثلاثة اهداف!! وعلى رغم انتقادات من كليبر وغيره من الاتفاقيين، الا انهم اجمعوا على ان فريقهم قدم كل ما لديه، واجتهد وفق ما عنده، ولم يكن بالامكان افضل مما كان. وركزت غالبية الاتفاقيين على نقطة مهمة حصل عليها فريقهم نتيجة بلوغه هذه المباراة الكبرى، وهي تمثيل الوطن مجدداً في المحافل الخارجية، علماً بان الاتفاق هو اول فريق مثّل المملكة في الخارج، وسبق له ان حقق لقب بطولة الاندية العربية مرتين، وبطولة اندية الخليج مرتين. والحق يقال أن الحكم الدولي ناصر الحمدان صاحب اللياقة العالية والابتسامة الدائمة كان احد نجوم المباراة، فلم ينهج نهج باقي زملائه في ارتكاب الاخطاء وتوزيع الانذارات بلا مبرر، وطبعاً من الصعب ان يخرج اي حكم بلا خطأ، ولكن الحمدان قد يكون الاقل اخطاء، ومما لا شك فيه ان هدوء المباراة وعدم اشتعالها ساعده كثيراً في اخراجها نظيفة وشبه خالية من "الشوائب". وحضر المباراة عمر باخشوين القائد الاتفاقي المبتعد حالياً والذي يقف على اعتاب الاعتزال، وأكد أن لاعبي فريقه ابدعوا في اللقاء وفي شكل يبعث على الفخر "على رغم ان هذا النهائي جديد على غالبيتهم ان لم يكن كلهم، وجميل ان نواجه الاتحاد وجماهيره الغفيرة وخبرة نجومه الدوليين وننهي الشوط الأول من دون اهداف، ولو لم يسجل الهدف الاتحادي الاول في وقت باكر لما خسر الاتفاق المباراة، او لربما تأجل الحسم حتى وقت متأخر، وبعدد اقل من الاهداف". وكان لاعب وسط الفريق المهاجر الى جدة ابراهيم عسيري من بين الموجودين على مقاعد المدعوين للمباراة، إذ حضر لمتابعة فريقه بعد ان نقل مقر عمله الرسمي الى جدة، واشيع انه في طريقه للعب مع أحد الفريقين الكبيرين الاهلي والاتحاد، وهو اكتفى بالقول "دعوني اتابع فريقي الآن، ومن ثم لكل حادث حديث"! افراح واتراح تباينت أوضاع فريقي الاتحاد والاتفاق بعد نهاية المباراة، وشهد مقر "العميد" مسيرات كبيرة، وتوافد الاتحاديون الى مقر ناديهم ومنح البرازيلي اوسكار مدرب الاتحاد لاعبيه راحة لمدة يوم واحد فقط، يعودون بعدها الى التدريب استعداداً الى المباراة النهائية على كأس خادم الحرمين الشريفين. وفي المقابل، يخيم الهدوء التام على جنبات نادي الاتفاق، وقد ألقت الهزيمة بظلالها على المقر. وأعلن عدد من اللاعبين أصحاب الخبرة اعتزالهم، وسيتقدم أربعة منهم بخطابات اعتذار عن مواصلة اللعب الى إدارة النادي وهم عمر باخشوين وفؤاد المقهوي وحمد الدبيخي وسمير هلال. وشارك الأخيران مع الفريق هذا الموسم، لكن المدرب البرازيلي كليبر لم يشركهما ضمن الطاقم الأساسي. أما باخشوين والمقهوي فقد شاركا في بعض اللقاءات، إلا أنهما انقطعا عن التدريب قبل ثلاثة أشهر. ويُحمّل ابناء الاتفاق الجهازين الفني والإداري مسؤولية ما حدث للفريق في الشوط الثاني والاهتزاز الذي تعرض له خلال عشر دقائق نتج منه ثلاثة أهداف اتحادية، واعتبر غالبية الاتفاقيين ان عدم مشاركة لاعبي الخبرة امثال الدبيخي وهلال كان سبباً في اختلال الفريق، كما انهم حمّلوا الجهاز الإداري مسؤولية عدم اقناع الحارس الأساسي المقهوي بالعودة الى التدريب بعد مباراة الشباب في الدور قبل النهائي، لاسيما ان الفترة كانت كافية لأن يستعيد لياقته. واستشهدوا على ضرورة وجود المقهوي أن الهدفين الثاني والثالث في مرمى الحارس طارق الذاودي نتجا عن قلة خبرته إذ تسبب في ركلة جزاء وخرج من مرماه من دون داع. وعلى صعيد ردود فعل الخسارة الاتفاقية علّق فيصل العبد الهادي مدير المنتخب السعودي ومدير الكرة السابق في الاتفاق بقوله "ادى الاتفاق شوطاً جيداً لكن فارق الخبرة والإمكانات رجّحت كفة الاتحاد في الشوط الثاني"، معتبراً أن وصول الاتفاق الى النهائي إنجاز بحد ذاته. ولفت باخشوين الى أن الخبرة خانت فريقه في الشوط الثاني، بينما رأى حمد الدبيخ ان المدرب وجهاز الكرة عموماً هما وراء الخسارة الاتفاقية.