دانت محكمة الجنايات في الخرطوم 18 من أفراد ميليشيا حزب الأمة لاعتدائهم على نائب رئيس الحزب الدكتور عمر نورالدائم، وحكمت عليهم بالسجن مدداً متفاوتة تراوح بين 6 أشهر وخمسة أعوام، ودفع تعويض مالي يوازي كلفة علاج نورالدائم في الخرطومولندن وعلاج نجله الذي اصيب في الحادث. وتعود تفاصيل القضية إلى تشرين الثاني نوفمبر الماضي حين دهمت قوة من مقاتلي حزب الأمة منزل نورالدائم الذي اصيب في رأسه من جراء رشقه بالحجارة، واعتدت على نجله مهدي بعدما اوثقته بالحبال. وتمكنت الشرطة من القبض على المجموعة التي ظلت تتردد على المنزل مطالبة بحقوق مالية وعد الحزب بتوفيرها عقب عودة المقاتلين من اريتريا واثيوبيا حيث تلقوا تدريبات وخاضوا عمليات ضد الجيش الحكومي في المناطق الحدودية المتاخمة للدولتين. وأمرت محكمة الجنايات في الخرطوم شرق برئاسة القاضي العبيد أحمد بسجن 15 من المتهمين ستة أشهر بعد ادانتهم بتهمتي "التعدي والاتفاق الجنائي"، ومن أبرزهم الطالب الصادق كمال حامد الذي تربطه صلة قرابة بأسرة زعيم الحزب السيد الصادق المهدي. وقضت المحكمة بالسجن عاماً وغرامة قيمتها 150 ألف دينار سوداني على المتهمين الأول جابر محمد أحمد، والثاني كمال عبيد عثمان لاعتدائهما على صهر نورالدائم، وحكمت على المتهم الرابع عشر أحمد حسن ثلاث سنوات لنهبه سيارة مهدي نورالدائم، والسجن ثلاث سنوات وسنتين بالتتابع على المتهم محمد عبدالله عبدالخالق لضربه نورالدائم، ودفع تعويض قدره 760 ألف دينار كلفة علاجه في مستشفى خاص في الخرطوم، وما يعادل 8942 جنيه استرليني كلفة علاجه في لندن. وقال مسؤول في هيئة الدفاع عن المتهمين ل"الحياة" إنهم سيستأنفون الحكم. وأفاد ان قرار المحكمة "يمثل إدانة للحزب قبل أن يكون ادانة للمتهمين"، الذين وصفهم بأنهم "ناضلوا وقدموا ارواحهم من أجل مبادئ الحزب"، معتبراً ان القضية "سياسية وكان من الأفضل حلها ودياً، لأن الحزب بقرار المحكمة يكون خسر أسر المدانين وقبائلهم التي تؤيده".