تتجه أنظار عشاق كرة القدم الآسيوية مساء اليوم الى ملعب الأمير عبدالله الفيصل لمعرفة هوية بطل كأس الكؤوس الآسيوية ال11 في اللقاء الذي سيجمع الشباب السعودي وداليان الصيني بدءاً من الساعة 45،20 بتوقيت المملكة. وتسبقه مباراة المركزين الثالث والرابع بين شيميزو الياباني والاستقلال الايراني. ويحضر مباراة القمة الأمير سلطان بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب. ويسعى فريق الشباب بمعنويات مرتفعة الى اللقب يساعده عامل الأرض والجمهور. ويعمل مدربه البرازيلي لويس على ايجاد لاعب بديل للمدافع الموقوف فيصل العبيلي، وربما سيلجأ الى اللعب بطريقة 4-4-2 مستغلاً عودة نجمه عبدالعزيز الخثران للمشاركة، الذي غاب عن اللقاء الأول مع عودة الواكد للعب في مركز المحور بجوار خالد الشنيف. وربما تكون تحركات النشيط عبدالله الشيحان الى جوار التونسي رياض الجلاصي سبباً في خلخلة دفاعات داليان خصوصاً أن الفريق الصيني يعاني ايقاف لاعب بالبطاقة الحمراء، فضلاً عن الارهاق الشديد الذي يعانيه لاعبوه في ضوء ما قدموه من جهد أمام شيميزو. ويظل الحذر الشبابي مطلوباً لأن داليان يملك مهاجماً من طراز ممتاز هو البرايلي اورلاندو داسيلفا، وقد يسبب ازعاجاً للمدافعين الا في حال عهد رقابته اللصيقة الى الواكد الأمر الذي سيسهم في الحد من خطورته. وعموماً تظل الآمال مشرعة أمام الفريقين حتى صافرة النهاية لأن لكل مدرب تكتيكاً معيناً سيعتمده ليضمن له الفوز باللقاء. وتعتبر مباراة شيميزو والاستقلال على المركزين الثالث والرابع لقاء الجريحين، لأن الفريق الياباني حامل اللقب كان مرشحاً ليكون طرفاً في النهائي، كما كانت آمال الايرانيين كبيرة بحصد الفوز. يذكر ان داليان استطاع التغلب على النقص والظروف الصعبة والفوز على شيميزو بالهدف الذهبي في مباراة جاءت مخالفة لكل التوقعات والآراء. فقد كان البادئ بالتسجيل في المرمى الياباني عن طريق مهاجمه البرازيلي اورلاندو 18، وعادل اليابانيون بعد دقيقة واحدة فقط عن طريق ايتو. ثم تقدموا عن طريق مهاجمهم ايتشاكاوا 57، ورد عليه محترف اواندو 59. وواجه الصينيون مشكلة تمثلت بطرد لاعبهم دوتشي بداعي الخشونة، ثم أطاح البديل هاو هاي دونغ آمال شيميزو حين سجل لداليان هدفاً ذهبياً 109. أمام جمهور كبير عزف الشبابيون لحن الانتصار وتمكنوا من استعادة الثقة في الوقت المناسب ليكسبوا بطاقة التأهل الى النهائي قبل نهاية الوقت الأصلي للقاء بثلاث دقائق في مباراتهم والاستقلال وزج مدربهم البرازيلي لويس كارلوس بأفضل تشكيلة لديه... وحصل رجل اللقاء عبدالله الشيحان على ركلة جزاء 9 تصدّى لها سعيد العويران وأودعها شباك الاستقلال، ثم احتسب الحكم الكوري كيم يونغ ركلة جزاء ثانية ولكن هذه المرة للاستقلال تمكن محمد نوازي من تسجيل التعادل من خلالها 19. وعاد النجم الشيحان في الشوط الثاني وسجل هدف التقدم الشبابي بعدما تلقى تمريرة زميله رياض الجلاصي الرأسية 59، ولم تستمر الأفراح الشبابية طويلاً إذ عادل الايرانيون الكفة عن طريق المهاجم أحمد زاده 61... وقبل نهاية اللقاء تمكن قائد الشباب سالم سرور من التوغل بكرة داخل منطقة الجزاء ومررها الشيحان الذي جهزها امام البديل خالد ذعار الذي لم يتوانَ في اسكانها الشباك هدفاً أنهى الآمال الايرانية بالوصول الى النهائي. وينتظر أن يقدم الشيحان في المباراة النهائية عرضاً يليق بسمعته وسمعة فريقه، ما يؤهله للفوز بلقب أفضل لاعب في البطولة ويحرز كأس الاتحاد الآسيوي. وكان اختير أفضل لاعب في مباراة الشباب والاستقلال، في حين اختير البرازيلي اورلاندو لاعب داليان أفضل لاعب في مباراة فريقه وشيميزو. المباراتان والمدربون قدم مدرب الشباب البرازيلي لويس كارلوس في المؤتمر الصحافي الذي أعقب اللقاء مع الاستقلال شكره وامتنانه للرئيس الفخري للشباب الأمير خالد بن سلطان ولرئيس النادي الأمير خالد بن سعد نظير ما قدماه دعماً لمسيرة الفريق وتذليلاً للعقبات التي واجهته. وقال: "نهنئ فريق الاستقلال الإيراني على مساعدتهم لنا في إبراز وجه جميل للمباراة، فهو فريق متمكن وجيد". وأضاف "ان الروح العالية التي ظهر بها الفريق كانت سبباً حقيقياً وراء تألقه، إلى عوامل أخرى مثل التكتيك واللياقة". وعزا كارلوس انخفاض مستوى اداء لاعبيه في خط الوسط الى الإرهاق الذي يظهر عادة في نهاية الموسم، كما أن قرب انتهاء المباراة ادى الى بعض الشد العصبي. وفضل عدم ذكر السبب وراء إخراجه سعيد العويران، ورأى أن أوراق داليان باتت مكشوفة. وهنأ محمد منصوري مدرب الاستقلال الشباب، وقال: "حاولنا مع صديقنا الشباب تقديم مباراة نظيفة في كل شيء". وأكد أن فريقه بحاجة الى إعادة حساباته "فحتى تقدم مباراة راقية في كرة القدم لا بد من ان تتوافر عوامل عدة، وأي نقص في جودة هذه العوامل يؤدي الى الهزيمة، وهذا ما حدث في المباراة". وأضاف "أن سوء الحظ لازم الفريق وكان لعامل السن أثره، فلاعبونا صغار في السن وسيكوّنون فريقاً رائعاً في المستقبل". وأشار الى أن غياب أبرز لاعبي الدفاع كان له أثره أيضاً في الفريق "وبوجودهما كان سيتغير الوضع تماماً ولما انتهت النتيجة بفوز الشباب". في المقابل، بدا اليوغوسلافي زيونوفيتش مدرب شيميزو غاضبا ومتوتراً وعلّق على عجل: "دخلت بهدف الفوز وفوجئنا بهدف مبكر لم نتوقعه، ولكننا استطعنا التعادل ومن ثم التقدم، إلا ان هناك اسباباً لم تساعد فريقي على التألق، فهو لم يعتد على أرضيه الملعب، ولم تكن جيدة ولا أعلم ما الذي أصاب اللاعبين فتحركاتهم كانت ثقيلة، وتمريراتهم خاطئة، أنا لا أقلل من قوة داليان، لكن فريقي كان سيئاً. وعلى النقيض تماماً ظهر مدرب فريق داليان اليوغوسلافي كوسانوفيتش هادئاً وقال: "دخلنا المباراة ونحن نعيش تحت ضغط نفسي كبير بسبب النقص الذي يعانيه الفريق، إلا أننا بذلنا جهداً كبيراً، وطالبت اللاعبين بتخيل ان هذا الجمهور الحاضر يشجعهم، وأن يتحلوا بهدوء الأعصاب والإفادة من الفرص". ولفت الى أن لاعبه اورلاندو عاد لتوه من الإصابة، "ولم يستعد لياقته كاملة، وكان متحمساً، وخشية ان يصاب من جديد فضّلت استبداله"، وثمّن في ختام حديثه فوز الشباب على الاستقلال، لتقام المباراة النهائية وسط مدرجات مكتظة بالمتفرجين. وحرص بيتر فيلابان الأمين العام للاتحاد الآسيوي على حضور المؤتمرين الصحافيين للمدربين عقب مباراتي اليوم الأول، وأشاد بحسن التنظيم، ومستوى الأسئلة التي توجه من الاعلاميين.