لماذا تنتهي علاقات الفتيات العاطفية بخيبات الأمل أحياناً؟ جواباً عن هذا السؤال الصعب الذي يحزّ في نفوس كثيرات، لم نسأل الفتيات وحدهن، بل توجهنا الى شبان ارادوا ان يكونوا صريحين... قدر الامكان! قالت عبير الخطيب 22 عاماً - جامعية: "عانت المرأة العربية على مر العصور ألواناً مختلفة من الظلم بسبب العادات والتقاليد التي تحكم من دون انصاف بين الرجل والمرأة، فالرجل له كل الامتيازات التي تحلل له ان يفعل ما يشاء "لا شيء يعيب الرجل". فالذنوب كافة التي يقترفها تمحى وينساها الناس بمجرد ابتعاده عنها، أما الفتاة فيقسو عليها المجتمع وينسب اليها العار الأبدي بأبسط حقوقها وهو الحب، وحتى نصفها الآخر الذي وهبته كل ما لديها من صدق واخلاص يتركها تنزف ألماً وجراحاً. لماذا؟ لأنها أحبته وتمنته رفيق دربها وغامرت من أجله متجاوزة بذلك كل القيود التي تمنعها من اقامة علاقة عاطفية معه قبل الزواج... وهو في المقابل لا يكترث بما قدمت له من تضحيات بل تراه يتجه الى الزواج التقليدي مستعيناً بوالدته وأخته لتخطبا له من لا يعرف عنها شيئاً، ظاناً نفسه بذلك انه على مقدار عال من الذكاء والحكمة، واعتقد ان تصرفه هذا يعكس سذاجته لأنه تخلى عن المشاعر الدافئة التي تزيد من أواصر التقارب والتفاهم بين الزوجين واتجه الى المجهول. وذلك في مقابل موروث متخلف يسكن في ذهنه ويأمره بعدم الزواج من الفتاة التي عرفها قبل الزواج". ويقول نورس ابراهيم 24 عاماً - مدرّس: "أنا اعترف بأن الفتاة مظلومة معنا نحن الشبان ولكن ما الذي نفعله؟ لا نستطيع مقاومة جاذبية الفتيات وحسنهن وقبولهن هذا التعارف الذي يعتز به معظم الشبان ويسعون اليه، وبالنسبة اليّ تعرفت الى كثيرات خلال دراستي الجامعية ولهوت معهن ولكنني لم أعد أياً منهن بالزواج، وقد قبلن ذلك بمنتهى الرضى، ولكن من المؤكد انني عندما أتزوج فستكون زوجتي خارج نطاق الجامعة وربة منزل لا تعمل، فأنا لا أثق بطالبة الجامعة لأنني أكيد انها عرفت رجلاً قبلي، ومن الضروري بالنسبة اليّ ان اكون الرجل الأول في حياة زوجتي، ولن أتزوج من الفتاة التي كانت تربطني بها علاقة قبل الزواج لأنها ستثير قلقي دائماً!...". تهاني أبو عياش 23 عاماً - موظفة اضافت: "هناك أسباب عدة تساهم في فشل الفتيات في علاقتهن العاطفية، واختيار الفتاة الخاطئ للشاب هو أهم هذه الأسباب. من الضروري الا تنساق الفتاة وراء العواطف التي تعميها عن التمييز بين الخطأ والصواب. فلا بد من أن يسيطر العقل على العاطفة ويسيرها حتى تتجنب الفتاة الفشل. فمن الضروري ان تميز الفتاة ما يتمتع به هذا الشاب الذي أحبه قلبها من مواصفات وتدرك نياته، وكذلك يجب ان تنظر الى مستوى وعيه ونشأته وظروفه التربوية والاجتماعية إذا كانت تؤهله للارتباط بها، فمن الخطأ مثلاً ان ترتبط الفتاة بزميلها في الدراسة لأن هذه العلاقة الطويلة الأمد ستنتهي بالفشل غالباً لما قد يصاحب الطرفان من تغيرات قد تؤثر في الحب الذي يجمعهما، ويتأثر الشاب في شكل أكبر إذ يعتريه الملل من ارتباطه الطويل ويرغب في التجديد. وأرى ان الفتاة التي تفشل في علاقتها العاطفية قبل الزواج يجب ان تكون قوية. فهذا الفشل هو خير لها من الارتباط الأبدي برجل متخلف لا يحترم المرأة ولا يقدر مشاعرها". حسن قاسم 23 عاماًَ - مصمم ديكور يقول: "نحن نتاج مجتمع تقليدي لا نستطيع الخروج عن عاداته التي تحكم كل أمور حياتنا، فالشاب الشرقي مهما تعلم وتحضر يعود في النهاية الى جذوره المترسخة والتي تعطيه الحرية الكاملة في التعرف الى من يحب من فتيات، في حين لا يحق للفتاة ان ترتبط بالشاب الذي أحبته بعلاقة عاطفية قبل الزواج، فهذا الفعل نقطة سوداء في حياتها. مع ان الحب احساس طبيعي خارج عن ارادتنا. ولكن تلك تقاليدنا ولا يمكنني ان أشذ عنها وأتزوج بفتاة ارتبطت معها بعلاقة عاطفية قبل الزواج وتشير اليها الأصابع مما يقلل من شأني وهيبتي أمام الناس". وتقول هيام العلي 25 عاماً - صيدلانية: "مشكلة رجلنا الشرقي انه معقد، تسيطر عليه الأنانية وعقد النقص وحب التملك. فهو يظن نفسه غاية في الدهاء والحنكة، يستطيع ان يكشف خبايا الفتاة التي سيرتبط بها من خلال الاختبارات التي تظهر نتائجها مدى قبوله وثقته بها، فغايته الوحيدة ان تكون الفتاة التي سيرتبط بها ملكاً له وحده فقط ولم يسبق لها ان احبت أحداً سواه. وكأن الله لم يخلق غيره ذكراً على هذه الأرض. ويغيب عن ذهنه "ان لكيدهن عظيم" حيث تستطيع الفتاة بدهائها ان تمثل عليه وتقنعه تماماً بأنها لم يسبق لها ان تحدثت مع أحد سواه، وستكون العلاقة هنا مزيفة مبنية على الخداع بين الطرفين، وأعتقد ان الصراحة والوضوح والتفهم لحقائق الأمور تمثل الدعائم الأساسية لعلاقة سليمة تجمع بين الطرفين. ومن جهة أخرى يعيش شباننا الشرقيون تناقضات كثيرة، فهم يرفضون الزواج من بنت البلد التي احبتهم قبل الزواج في حين يسعون بمختلف الطرق للزواج من فتاة اجنبية تعيش في مجتمع اباحي لا يراعي اية حدود أخلاقية على اساس انها نتاج مجتمع حضاري متقدم". مصعب محمد 25 عاماً - موظف: يعتقد انه "من السخف والغباء ان يتخلى الشاب عن الفتاة التي يحبها انسياقاً وراء عادات وتقاليد اكل الدهر عليها وشرب. ولماذا؟ لعدم ثقته بها وخوفه من ان تقيم علاقة مع سواه، فالشاب الذي يفكر بهذه الطريقة انسان مهزوز تنقصه الثقة بذاته ولا يبصر حقائق الأمور. ولا يستطيع ان يميز الفتاة التي تستحق الثقة. وأنا لا أؤيد الزواج التقليدي لأنه قد يكون في كثير من الأحيان زواجاً فاشلاً تنقصه المودة والألفة والانسجام خلافاً للزواج الذي يبنى على الحب والتعارف السابق حيث الحب في معناه العاطفي والإنساني أسمى المشاعر التي يحملها الزوجان في رحلة الحياة الطويلة هو المبرر الأهم للاستمرار".