حضت القمة التشاورية الخليجية الولاياتالمتحدة على التدخل لوقف العدوان الاسرائيلي على الفلسطينيين، مشددة على أن "سياسة القمع والقتل والتدمير تهدد أمن المنطقة". وهنأت القمة البحرينوقطر ب"الانجاز" الذي تجسد بإنهاء الخلاف الحدودي بينهما، منوهة ب"مسيرة التحديث" في البحرين، ونتائج الاستفتاء على ميثاق العمل الوطني في هذا البلد. أعرب قادة دول مجلس التعاون الخليجي في اجتماع القمة التشاوري الثالث، الذي عقد أمس في المنامة، عن قلقهم من الممارسات الاسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني، التي "تهدد أمن المنطقة وتقضي على مساعي السلام". وأشار الأمين العام للمجلس السيد جميل الحجيلان في مؤتمر صحافي عقده بعد القمة، الى ان "كفاح الشعب الفلسطيني من أجل حقوقه وأرضه وكرامته وانتمائه العربي، في مواجهة العدوان الاسرائيلي وسياسة القمع والقتل والتدمير، كان في مقدم الأمور التي استأثرت باهتمام القادة الخليجيين"، مؤكداً "مساندتهم الشعب الفلسطيني الشقيق والتزامهم قرارات قمة عمان" العربية. وأهابت قمة المنامة بالمجتمع الدولي، والولاياتالمتحدة خصوصاً، بذل كل الجهود ل"وقف الممارسات العدوانية الاسرائيلية والعودة بالمفاوضات الى مسارها العادل الصحيح، تجنباً للمزيد من الأخطار التي تهدد أمن المنطقة واستقرارها، وتحقيقاً للسلام العادل الشامل، المبني على قرارات الشرعية الدولية ومبدأ الأرض في مقابل السلام". ونفى الحجيلان ان يكون القادة الخليجيون تطرقوا أمس الى المبادرة المصرية - الأردنية أو قضية الجزر الاماراتية التي تحتلها ايران. وقال ان المجتمعين رحبوا بدعوة قطر التي ترأس منظمة المؤتمر الاسلامي، الى عقد "دورة استثنائية لوزراء خارجية الدول الاسلامية في الدوحة، للبحث في الأوضاع الخطيرة في الأراضي العربية المحتلة". وأجمع القادة على "التعبير عن ارتياحهم الى مواقف الحكمة العالية والأخوة التي اتسمت بها مواقف القيادة في البحرينوقطر، بقبولهما حكم محكمة العدل الدولية في شأن الخلاف الحدودي بين البلدين"، وهنأوا أمير البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة وأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ب"هذا الانجاز الذي جاء تأكيداً لما يجمع البلدين الشقيقين من روابط الاخوة والصلات الأسرية العريقة". وأوضح الحجيلان ان القادة الخليجيين رحبوا أيضاً ب"النتائج التاريخية للاستفتاء على ميثاق العمل الوطني في دولة البحرين، والتي عبرت عن التلاحم الوطني والتأييد الشعبي والموافقة الجماعية على كل الخطوات المباركة والتوجهات الخيّرة لأمير البحرين، دعماً لمسيرة التحديث والتطور" في هذا البلد. وعرض الأمين العام لمجلس التعاون خلال الاجتماع ما انتهت اليه أعمال اللجان الوزارية من توصيات تتعلق بالاتحاد الجمركي بين دول المجلس، وانشاء شبكة الربط الكهربائي، والعمل من أجل وحدة نقدية، واتفاق الدفاع المشترك، الذي وقعه القادة في قمة المنامة أواخر العام الماضي، وصادقت عليه ثلاث دول. وأكد أمير البحرين بعد الاجتماع ان مداولات القادة في القمة التشاورية "اثبتت ان خطى مسيرة المجلس تسارعت، نحو المزيد من التقارب والمنجزات العملية بما يواكب تطلعات شعوبنا الشقيقة الى اقامة الكيان الواحد في الخليج العربي". وأعرب عن ارتياح بلاده الى ما اتخذته الدول الأعضاء في مجلس التعاون من اجراءات لاستكمال تنفيذ الاتفاقية الاقتصادية المشتركة، باتجاه توحيد التعرفة الجمركية، وكذلك المصادقة على اتفاق الدفاع المشترك، وما قامت به الأمانة العامة للمجلس من متابعات ايجابية لدفع مسيرة عملنا المشترك الى أمام". وشكر للدول الشقيقة "ما تقدمه من دعم ومساندة للبحرين، والتنسيق المشترك، وما أبدته من تفهم ومواقف اخوية مشرّفة حيال ما توافقت عليه ارادتنا الوطنية من خير لهذا الوطن، الذي يمثل ركناً من أركان مجلس التعاون، بما يؤكد مجدداً وحدة الهدف والمصير بين دول المجلس وشعوبه".