منصة العروض العسكرية التي غابت عنها هذه العروض لسنوات عدة استعادت امس دورها باستقبال اكبر مسيرة شعبية كرنفالية شهدتها الامارات في تاريخها، عبر مسيرة من دبي الى ابوظبي 160 كيلومتراً تعبيراً عن الفرحة بشفاء رئيس الدولة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وعودته من رحلة علاج في الولاياتالمتحدة قبل اكثر من ستة شهور. انطلقت مسيرة "الوفاء والحب والاخلاص" تحت رعاية الشيخة هند بنت جمعة آل مكتوم، قرينة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي وزير الدفاع في دولة الامارات، كما هو مخطط لها في الثانية ظهراً من امام مركز راشد التجاري في دبي باتجاه ابوظبي، وقد ضمت اكثر من ثلاثة آلاف سيارة وآلاف المواطنين والعرب المقيمين في دبي. اطلق الشيخ محمد بن راشد طلقة البداية لهذه المسيرة ورافقها حتى ابوظبي، وكانت المفاجأة الأهم حضور الشيخ زايد شخصياً في استقبال المسيرة، محاطاً بأبنائه، واختلاطه بالمسيرة في لقاء أسري، وعناق بين الشيخ زايد والشيخ محمد. واكدت الشيخة هند في كلمة القاها نيابة عنها اللواء ضاحي خلفان تميم القائد العام لشرطة دبي، ان هذه المسيرة "تعطي فكرة عن معنى الحب الذي يكنّه شعب الامارات لرئيسه والذي كان وراء النهضة الشاملة التي حققتها الامارات في عهده". وقالت ان مشاركة الاشقاء العرب في هذه المسيرة "تقدير لدور زايد في تحقيق التضامن العربي ومواقفه المشرفة تجاه القضايا العربية وفي مقدمها القضية الفلسطينية". وجاء الجواب على كلمة الشيخة هند من جانب الشيخة فاطمة بنت مبارك قرينة الشيخ زايد رئيسة الاتحاد النسائي في دولة الامارات، في كلمة ألقتها نيابة عنها نورة السويدي مديرة الاتحاد. فقالت مخاطبة الشيخة هند وكل الذين زحفوا من دبي الى ابوظبي: "بكم كبر زايد وكبر الوطن، وبكم نفتخر، وهذه المبادرة هي الاستفتاء الدائم لما صنعه هذا الرجل حتى يكون حاضراً في التاريخ. انكم اليوم تجسدون علاقة الوطن بالقائد". وكان المشهد معبّراً عندما مرّ الشيخ زايد امام المنصة المخصصة للنساء، فأخذن بإطلاق الزغاريد وهن يلوّحن بأعلام الامارات ما أضفى بعداً انسانياً آخر للمشهد. وكانت المسيرة قطعت المسافة بين دبيوابوظبي في حوالي ساعتين وفق نظام مروري دقيق، ونقلت وقائع المسيرة الطويلة على الهواء مباشرة من محطتي دبيوالامارات الفضائيتين. وكانت في استقبالها فرق الفنون الشعبية التي ادت الأهازيج والرقصات الشعبية في تناغم مع الحدث. وفي ساحة اللقاء هبط مظليون بمظلات مشكّلة من علم الامارات، وفي سماء المنطقة منطاد ضخم عليه صور الشيخ زايد وعبارات التهنئة بشفائه. وكان الفصل الاخير من المسيرة حفلة عشاء أقامها الشيخ زايد لأكثر من 10 آلاف شخص شاركوا في المسيرة تظللهم الالعاب النارية.