ينهي الرئيس الكوبي فيدل كاسترو اليوم زيارته الأولى لإيران، بعد جولة ثانية من المحادثات مع الرئيس محمد خاتمي. وكان أمس يوماً طويلاً جداً للرئيس الكوبي، إذ استقبله كبار صنّاع القرار، وعلى رأسهم آية الله علي خامنئي مرشد الجمهورية الإسلامية، وهاشمي رفسنجاني رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام، ومهدي كروبي رئيس مجلس الشورى البرلمان. وقدرت صدران لكاسترو "نضاله ضد العنصرية والاستكبار الدولي"، فمنحته دكتوراه فخرية في العلوم السياسية من جامعة إعداد المعلمين، وهي أول دكتوراه فخرية تمنحها الجامعة لرئيس دولة أجنبية. وفتحت جامعة طهران أبوابها لكاسترو، فألقى كلمة عن العولمة وآثارها السلبية. وتحدث بإسهاب عن تجربة بلاده في الوقوف في مواجهة "التسلط"، وذلك في استهداف مباشر للولايات المتحدة. وقال إن الأميركيين "يريدون تحويلنا إلى عبيد للتقنية الغربية". وطغت لغة مشتركة على مواقف كاسترو والمسؤولين الإيرانيين، خصوصاً في النظرة إلى أوجه التشابه بين الثورتين الكوبية والإيرانية، ووقوفهما ضد "الامبريالية". وقال كاسترو إن "الشاه حليف واشنطن كان عدونا اللدود، وكان أنانياً، وقطعنا علاقاتنا معه أثناء حكمه". وزاد خلال لقائه رئيس البرلمان ان بلاده عازمة على "تمتين العلاقات مع إيران في كل المجالات"، مذكّراً بحال من "السرور العارم عمّت كوبا لدى انتصار الثورة الإسلامية في إيران" عام 1979. ورد كروبي بأن "الشعب الإيراني على معرفة كاملة بالثورة الكوبية"، وان "شخصية كاسترو كانت معروفة أيضاً لدى الثوريين الإيرانيين في نضالهم ضد نظام الشاه". وأشار إلى الجهود التي بُذلت بعد الثورة في إيران "لمأسسة أجهزة الدولة". وقال: "إن ركائز النظام ارسيت عبر الانتخابات التشريعية وتشكيل البرلمان، وعبر الانتخابات الرئاسية". ووصف التعاون البرلماني مع كوبا بأنه "متطور جداً، خصوصاً عبر مجموعات الصداقة بين البلدين". ولدى تسلمه الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية، انتقد كاسترو سياسة واشنطن مع الدول النامية قائلاً إن "الولاياتالمتحدة تتحدث عن الاختراعات والتقنية المتطورة، في حين يعود الفضل في هذه الاختراعات إلى شخصيات مهاجرة إلى الولاياتالمتحدة من دول العالم الثالث. إنهم الأميركيين يريدون تحويلنا إلى عبيد للتقنية الغربية، عبر منظمة التجارة العالمية". وتحدث عن الثورتين الإيرانية والكوبية اللتين "تعملان لتكريس حقوق الإنسان والحرية الحقيقية والرفاه المادي، وتعزيز الأخلاق والمبادئ الإنسانية".