اقيم في موسكو أمس استعراض عسكري قاده للمرة الأولى وزير دفاع مدني لمناسبة الاحتفال بالانتصار في الحرب العالمية الثانية. وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ان "الراية الحمراء عادت الى مواقعها"، فيما أظهرت استطلاعات الرأي ان نسبة عالية من مواطني روسيا تحن الى الاتحاد السوفياتي وترى ان النصر تحقق بفضله. ومنذ 56 سنة تقام في موسكو سنوياً، احتفالات كبرى بالانتصار الذي دفع الاتحاد السوفياتي ثمناً له زهاء 28 مليون قتيل ودمرت له اكثر من 10 آلاف مدينة وبلدة، لكنه خرج من الحرب دولة عظمى لها نفوذ في أوروبا الشرقية. ولم تشارك في الاستعراض أمس، الصواريخ والدبابات والآليات الأخرى، بل مر امام المنصة التي وقف فوقها كبار رجال الدولة زهاء خمسة آلاف جندي وضابط خدم عدد منهم في الشيشان، فيما تولى قيادة الاستعراض وزير الدفاع سيرغي ايفانوف وهو أول مدني يقوم بهذه المهمة. وفي كلمة القاها في المناسبة، قال بوتين ان الانتصار في الحرب هيأ لبلاده الفرصة لتكون دولة "مستقلة شامخة". وقال ان الروس لا يحق لهم ان يتخلوا عن الروح التي قاتلوا بها أو ان "يخونوا رايات النصر الحمراء للقوات المسلحة التي عادت الى موقعها". وهذه اشارة الى قرار كان اصدره بوتين وصادق عليه البرلمان على رغم معارضة الأحزاب اليمينية باعتبار الراية الحمراء التي رفعت في أيار مايو فوق مبنى الرايخشتاغ في برلين، راية للقوات الروسية. ولم يذكر بوتين بالإسم الاتحاد السوفياتي إلا ان استطلاعات الرأي تظهر حنيناً شديداً الى تلك الدولة التي حققت الانتصار. وأكد 71 في المئة من المواطنين ان الاتحاد السوفياتي كان قادراً على هزيمة المانيا وايطاليا من دون مشاركة الحلفاء الغربيين في الحرب. وأشار بوتين في كلمته الى دروس الحرب العالمية الثانية. وأكد ان تاريخ المرحلة التي اعقبت الحرب يبرهن انه "لا يمكن لأحد ان يبني عالماً يكون هو فقط آمناً فيه، خصوصاً اذا كان أمنه على حساب الآخرين". وهذا تلميح واضح الى نية الولاياتالمتحدة اقامة درع صاروخي من دون الالتفات الى احتجاجات موسكو التي ترى ان انسحاب الأميركيين من المعاهدة المبرمة معهم عام 1972، يشكل هدماً للتوازن العالمي وتحجيماً للدور الدولي الذي لعبه الاتحاد السوفياتي وروسيا في اعقاب الحرب.