اثار اختيار المدرب اليوغسلافي سلوبودان سانتراتش 37 لاعباً في التشكيلة الاولية للمنتخب السعودي استعداداً لاستحقاقاته الدولية المقبلة علامات استفهام عدة، اذ اعتبر مراقبون كثيرون ان العدد كبير، وخشوا وقوعه في حيرة الخيارات الكثيرة المتوافرة. وعموماً اعاد هذا الاختيار الى الاذهان ذكرى انتقاء المدرب البرازيلي نيلسينيو 40 لاعباً في عام 1991، والتي كرست مرحلة انتقالية في مسيرة "الاخضر" بين الانجازات القديمة ومتمثلة باحراز كأس آسيا مرتين والتأهل لدورة العاب لوس انجليس 1984، والانجازات الحديثة التالية. وكان عام 1991 شهد اعتزال نجوم الكرة السعودية الكبار امثال صالح النعيمة وصالح خليفة وفهد المصيبيح وحسين البيشي ويوسف خميس وسمير عبدالشكور ويحيى عامر وشايع النفيسة وناصر المنصور، وتقدم العمر بآخرين امثال ماجد عبدالله ومحيسن الجمعان ومحمد عبدالجواد وعبدالله الدعيع، لكن الجيل الجديد المتمثل في فؤاد انور ومحمد الدعيع وسعيد العويران وفهد المهلل وسامي الجابر ومنصور الموينع واحمد جميل ومحمد الخليوي ومنصور الموسى وحمزة صالح وحمزة ادريس وسالم سرور وعبدالرحمن الرومي والداود امنوا استمرار الانجازات السعودية. ويأمل مسؤولو الكرة المحليون في توفير المعسكر الجديد الزاخر باللاعبين نواة ايجاد منتخب قوي قادر على اعادة هيبته المفقودة على صعيد النتائج، خصوصاً بعد التقهقر الفني الواضح في مونديال فرنسا 1998 ، وخسارة لقب كأس آسيا امام اليابان. وتبدو الآمال السعودية واقعية في ظل اتساع قاعدة المواهب، وهي تكرست في اختيار37 لاعباً، علماً ان السبب الثاني لهذا الاختيار هو وجود لاعبين غير مهيئين لمواكبة مسيرته حالياً، ومن بينهم لاعب وسط الشباب عبدالله الواكد المرتبط في استحقاق استضافة ناديه مسابقة كأس الكؤوس الآسيوية في الشهر الجاري، ولاعبو الاهلي المرتبطون بدورهم باستضافة فريقهم تصفيات مجموعة دول البحر الاحمر هذا الشهر ايضاً، والتي تضمه الى فريقي المريخ السوداني والوحدة اليمني، كذلك لاعبو الهلال الذين سيخوضون مباراة الكأس السوبر السعودي - المصري امام الاسماعيلي المصري بعد اسبوعين، ثم سيلتحقون بمعسكر فريقهم الاعدادي لكأس العالم الثانية للاندية المقررة الصيف المقبل في اسبانيا . وبالتطرق الى انتقادات التشكيلة، رأى بعض المراقبين انها خلت من لاعبين قدموا عروضاً مميزة مع فرقهم هذا الموسم امثال لاعب وسط الشباب عبدالعزيز الخثران وزميله المهاجم "الرصاصة" عبدالله الشيحان ولاعب الوسط الآخر فهد السبيعي ، ومدافع النصر محسن الحارثي ومدافع الاتفاق عبدالفتاح شعيب ومهاجم النصر الشاب عبدالرحمن البيشي. واستغرب آخرون ضم لاعب وسط الهلال نواف التمياط الذي لن يستفيد الاخضر من خدماته طوال ستة اشهر بسبب الاصابة، واستدعاء حارس النصر الثالث محمد شريفي على رغم انه لم يمثل فريقه النصر كثيراً لتألق الخوجلي وحسن جهوزية الحارس الثاني مضحي الدوسري. اما دواعي اختيارالاخير فارتبطت بحسب البعض بواقع ان مساعد المدرب ناصر الجوهر، والذي سبق له الاشراف على تدريب حراس النصر يعرفه جيداً ويتطلع الى تجهيزه لاعوام مقبلة وهو امر ينطبق ايضاً على مهاجم الاتفاق الشاب عبدالرحمن اليامي. كما اوجد الاستغراب انتقاء مدافع الهلال عبدالله سليمان الذي ندرت مشاركته في المباريات، ومن دون ان يصيب النجاح الكبير فيها، وكذلك لاعب وسط القادسية سعود كريري. وضمت لائحة "الاخضر" خمسة حراس يتقدمهم محمد الدعيع 155مباراة دولية، و3 مدافعين في الجهة اليمنى ومثلهم في الجهة اليسرى، وستة لاعبي خط وسط مدافعين، و12 لاعباً في مركز صانع الالعاب و8 مهاجمين. وهي جمعت مزيجاً من اللاعبين ذوي الخبرات الكبيرة والشبان، وعد الاهلي الاكثر تمثيلاً فيها ب 10 لاعبين ثم الهلال 9 والاتحاد 8 والنصر 7 والشباب والاتفاق والقادسية لاعب واحد من كل منهم. يذكر ان استحقاقات "الاخضر" تشمل التصفيات النهائية المؤهلة لمونديال 2002 في ايلول سبتمبر المقبل، وكأس الخليج ال15 في كانون الثاني يناير في الرياض، وكأس العرب في نيسان ابريل المقبل في الكويت.