تدرس الحكومة اللبنانية مجموعة اجراءات للتخفيف من تلوث الهواء الناجم عن حركة السير، خصوصاً داخل المدن. لكنها لم تتوصل بعد الى أي تدابير نهائية. وقد تضمنت احدى أوراق العمل التي قدمت في هذا المجال حلولاً عملية للمسببات الرئيسية، أهمها: منع استيراد السيارات العاملة على المازوت الديزل. ومشكلات التلوث الأساسية من سيارات المازوت في لبنان ناتجة من عاملين رئيسيين: المحركات القديمة التي لا تخضع للصيانة والكشف الدوري لقياس مستوى الانبعاثات، ونوع المازوت المستعمل وهو صالح للآليات والمعدات ذات السرعة الثابتة، مثل أجهزة التدفئة والحفر وغيرها، لكنه ليس مخصصاً لوسائل النقل. ومحركات المازوت ذات الصيانة الجيدة تعطي نسبة أقل من الغازات السامة مقارنة مع محركات البنزين حتى الخالي من الرصاص مع محوّل حفّاز. لكن محركات المازوت، في جميع الحالات، تعطي كمية كبيرة من الجزيئات Particulates التي تظهر في شكل دخان أسود. وهذه المحركات تحتاج الى تغيير الفلتر دورياً والى صيانة أكثر من محركات البنزين. وقد تم تقدير وجود 30 ألف سيارة صغيرة تعمل على المازوت خلافاً للقانون. والمطلوب حلحلة الوضع القائم، ومراقبة التطورات التكنولوجية المتسارعة في مجال الوقود النظيف خلال السنوات الخمس المقبلة، فتبقى الخيارات مفتوحة لمنع المازوت كلياً في السيارات أو تشريعه مع شروط رقابة صارمة، بعد فترة "التنظيف". خلال هذه الفترة، تتخذ التدابير الآتية: يمنع فوراً استبدال محركات البنزين بمحركات مازوت في السيارات الصغيرة. وتعطى فترة 3 شهور لتسجيل جميع السيارات التي تم تحويلها سابقاً الى المازوت، لتيسير مراقبتها. ويتم انشاء مراكز معاينة في المحافظات، بعد تفعيل دوائر الميكانيك وتزويدها المعدات اللازمة لمعاينة سيارات المازوت. ويتم تسيير دوريات فحص على الطرقات. وتزود محطات المحروقات مازوتاً من نوعية صالحة للسيارات، مع الاشارة بوضوح الى هذا السعر أعلى من المازوت الصناعي. وتخضع جميع السيارات الصغيرة والحافلات والشاحنات العاملة على المازوت الى فحص دوري كل ستة أشهر لتحديد نسب الانبعاثات منها، كما تخضع لحملات فحص استنسابية على الطرقات. هذه التدابير ستؤدي الى إخضاع جميع سيارات المازوت للقانون، وهي ستؤول، خلال فترة قصيرة، الى خفض عددها، لأن صيانتها لاجتياز الكشف ستجعلها أعلى كلفة في التشغيل وبالتالي أقلّ إغراءً. للمساهمة في تخفيف تلوث الهواء والحفاظ على صحة المواطنين، تقرر الحكومة اعتماد خطة مرحلية للتحول الى البنزين الخالي من الرصاص وتعميم المحولات الحفازة، علماً أن لبنان هو من أسهل الدول تحولاً في المنطقة، ربما بسبب اقتصاده الحر، كما أن البنزين الخالي من الرصاص موجود في أي محطة تقريباً، وهذا غير متوافر في أي بلد عربي حتى الآن. يتم تعيين عدد من ورش الصيانة الخاصة في كل المحافظات، أكانت تابعة لوكلاء السيارات أو لميكانيكيين مستقلين، لاجراء معاينة سنوية للسيارات. وهذا يتم وفقاً لمعايير محددة يشترط توافرها، أبرزها الخبرة ووجود المعدات اللازمة والصالحة للمعاينة والموقع المناسب. تشمل المعاينة وضع السيارة من حيث الميكانيك والسلامة، كما تشمل فحصاً لنسبة الانبعاثات الغازية. وهي تجرى سنوياً في فترة دفع الرسوم، لقاء بدل محدد، وتحصل السيارة حين اجتياز المعاينة على شهادة ميكانيك وبيئة. وتوضع معايير للمعاينة وتحدد المعدات المطلوب توافرها والمقاييس المعتمدة. وتجرى مراقبة دورية لورش الميكانيك المكلفة إعطاء التصاريح.