سقط الملاكم البريطاني اليمني الاصل نسيم حميد من على عرشه، وخسر للمرة الاولى في تاريخة الرياضي امام المكسيكي ماركو انطونيو باريرا بالنقاط فجر امس في لاس فيغاس في الولاياتالمتحدة الاميركية. وحسم القضاة الثلاثة نتيجة اللقاء الذي دام 12 جولة، لمصلحة باريرا بالاجماع 115-112 و115-112 و116-111، فرفع رصيد انتصاراته الى 53 فوزاً من بينها 28 بالضربة القاضية مقابل 3 هزائم فقط. اما "البرنس" وهذا هو اللقب المفضل لدى حميد، فتوقفت انتصاراته عند 35 فوزاً من بينها 31 بالضربة القاضية مقابل هزيمة واحدة. عموماً، خسارة حميد كانت متوقعة، ومن تابع بدقة آخر مباراتين للبرنس كان على يقين ان نهايته اقتربت... والاسباب كثيرة. الانتصارات المتتالية الكثيرة التي حققها الملاكم البريطاني خلال مسيرته الاحترافية اصابته بنوع من الثقة الزائدة التي وصلت احياناً الى حد العمى، ما كاد يكلفه خسارة فادحة امام الاميركي اوجي سانشيز في مباراته ما قبل الاخيرة... لكن الله ستر. ومع هذا بقي الأمر مقبولاً على اعتبار ان الرجل على يقين تام انه قادر على التفوق على اي منافس له في وزنه. لكن ما حصل ان هذه النبرة، خصوصاً بعد انتقاله للعيش في الولاياتالمتحدة، شهدت تحولاً نحو الغرور والتكبر، وخرجت ميوله الاستعراضية عن الحد المألوف وربما المسموح على رغم يقينه التام ان منافسيه في هذه المرحلة سيختلفون جداً عمن واجههم من قبل. لقد عكس فوز الملاكم المكسيكي تفوقه المطلق طيلة المباراة التي كاد نسيم يسقط خلالها مرتين، ولم يقوَ فيها على تسديد اي لكمة مباشرة الى وجه منافسه. ومن حسن الحظ ان باريرا كان بعيداً من اجواء المنافسات الحميمة في العامين الماضيين ما اثر حتماً على ادائه، والا كانت الخسارة اكثر قساوة ومرارة. وهو اوضح ان "العقل تغلب على القوة في هذه المباراة، لاكمت بعقلي اكثر من قبضتي واوقعته في الفخ الذي نصبه هو. لقد درست وحددت جميع حركاته من خلال الفيديو واستعملتها ضده، فاستدرجته واجبرته على التخلي عن برودة اعصابه، وآمل في النهاية ان اكون اثبت انني استحق ان اكون بطلاً، وعموماً يبقى حميد "البرنس" لكنني صرت الملك". المهم ان حميد وعد محبيه بالثأر من باريرا "لقد خسرت المباراة امام ملاكم كبير، ولذا فأنا مقتنع بالهزيمة وهكذا يجب ان يتصرف الابطال الحقيقيون، سأعود لمواجهته ثانية والثأر منه، ولهذا ترون البسمة على وجهي. كنت اعرف انه لن يهاجم لدى مواجهتي ولو حصل ذلك لكان نصيبه الضربة القاضية، لكنه عرف كيف يفوز. اشكر الله لان المباراة انتهت من دون اي اصابات بالغة لكنني لا اشعر بانني على ما يرام بعد ان عانيت من مشكلات عدة في عيني اليمنى". لكن الاهم ان يكون "البرنس" قد استوعب الدرس، وتأكد ان "كل شيء يزيد عن حده ينقلب الى ضده"... ونبقى في انتظار ان يعيد البطل "العربي" البسمة الى وجوه كل عشاق فنه الرفيع.