عبّر الشاعر شوقي بزيع الذي حاز جائزة «شاعر عكاظ» في الدورة الماضية عن استغرابه ألا يوجد ضمن المتقدمين للجائزة في دورتها الجديدة من الشعراء العرب والسعوديين من لا يستحق أن يفوز بها، وبالتالي حجبت، مؤكداً وجود العديد من الشعراء الذين يمتلكون مستويات شعرية عالية يستحقون الجائزة. شوقي بزيع رأى أن هناك قصوراً في الترويج للجائزة في أوساط الشعراء العرب. غير أنه، من جهة أخرى، اعتبر نفسه فائزاً بالجائزة في سنتين متتاليين. وأشار إلى أنه لم يأخذ كلام وزير الثقافة والإعلام الشاعر عبدالعزيز خوجة على محمل الجد، حين ذكر، في حديث صحافي على هامش الدورة الماضية من مهرجان سوق عكاظ، أنه وضع بفوزه سقفاً عالياً للمترشحين للجائزة من بعده، واعتبره مجاملة من صديق. وقال في حديث ل«الحياة»: «قد تقودني نرجسية الشاعر للوهلة الأولى إلى شعور لشيء من الزهو نتيجة لحجب الجائزة هذا العام، بما يجعلني أشعر بأنني منحت الجائزة عن سنتين متتاليتين، ولكن هذا الشعور شعور ثانوي وعابر بالنسبة لي، لأنه سرعان ما يخلي مكانه، لأسئلة أكثر عمقاً، تتعلق بأهلية الكثيرين من الشعراء العرب، لنيل هذه الجائزة، وما يعادلها على المستوى العربي. وأنا أعلم أن هناك العديد من أبناء جيلي، والأجيال اللاحقة يمتلكون مستويات شعرية عالية، ومتنوعة المشارب والأساليب، ويعبرون عن اللحظة العربية الراهنة بكفاءة وتميز». ولفت إلى أنه يشعر «بشيء من الاستغراب فعلاً ألا يكون بين المتقدمين للجائزة شعراء يستحقونها، ولأن الأمور ليست واضحة بما فيه الكفاية حتى الآن، فأنا أميل إلى الظن بأن هناك خللاً ما في الإعلام المسؤول عن الترويج للجائزة. وأنا لا أنسى في هذا المجال أن ترشحي للجائزة تم عن طريق المصادفة، اذ أخبرني الصديق جاسم الصحيح بأن شروط الجائزة تغيّرت في دورتها الأخيرة، لما يخرجها عن كونها مسابقة مدرسية بين متبارين حول موضوع محدد، لتمنح وفق معايير وشروط جديدة وعالية، اذ انها تأخذ في الاعتبار معنى التسمية المرتبط بعكاظ التاريخية، اذ كانت القصائد الكبرى تعلق على أستار الكعبة، وتأخذ بالعين الأخرى معنى أكثر اتصالاً بالعصر، باعتبار أن الجائزة تمنح في الوقت ذاته على نتاج الشاعر الإجمالي». وقال صاحب «مرثية الغبار»: «بانتظار أن تتبلور الأمور وتتضح الالتباسات المحيطة بالترشيحات، أريد أن أقول ان تصريح صديقي الشاعر عبدالعزيز خوجة في العام الفائت حول «التحدي الذي يطرحه فوز شوقي بزيع بجائزة شاعر عكاظ، وهو السقف العالي، الذي سيفرض على شعراء اللاحقين» أخذته على محمل المجاملة، لما يربطني بالصديق الشاعر من أواصر المودة والتقدير المتبادلين، ومن المفارقات المحضة أن تتحول هذه المجاملة إلى حقيقة قائمة، في هذا العام على الأقل». وتطرق بزيع إلى ملامح القصيدة التي يمكن لها أن تحوز جائزة «شاعر عكاظ»، فقال: «يمكن الإشارة إلى إشكالية قائمة بين الشعر كحالة ومتخيل وبين القصيدة، كفن مكتمل بذاته ومحدد البناء والتركيب والشروط، بمعنى أن هناك شعراء كباراً، ليست لديهم قصائد أساسية، تنطبع عليها شروط عكاظ، أو مفهوم القصيدة المعلقة أو القصيدة الملحمة، وهو أمر لا ينقص من أهميتهم على أي حال، وهناك في المقابل شعراء خلدت هم قصيدة واحدة، لم يعرف لهم غيرها، كما هي حال مالك بني الريب، وابن زريق البغدادي. ومع ذلك فأنا أستطيع بما أختزنه في ذاكرتي، أن أعدد عشرة شعراء عرب على الأقل، من ذوي القصائد الملحمية والمؤثرة، والمفصلية، التي كتبت في العقود القليلة الماضية». ودعا القيمين على جائزة عكاظ إلى «أن يبذلوا جهداً أكبر في التواصل مع هؤلاء الشعراء والشعراء الذين يرغبون. صحيح أن الدورة الماضية أخذت صدى واسعاً، لكن لا يزال هناك شعراء كثر لا يعرفون».