قصة من أدب الأطفال الانكلوساكسوني ترجمة: نبراس الخزاعي كان هناك أب كبير في السن وعنده ولدان، "جاني" و"رون". - جاني: لا يزال أبي في فراشه. انه مريض. - الأب: أشعر بالبرد. انني بحاجة الى كيس من الماء الساخن. - جاني: مسكين أبي. علينا أن نجلب له كيساً من الماء الساخن. - رون: بماذا؟ - جاني: بالنقود، طبعاً. - رون: أية نقود؟ - جاني: نستطيع الحصول على النقود. - رون: كيف؟ - جاني: وكيف يحصل الناس على النقود؟ - رون: بالعمل. - جاني: إذاً علينا أن نعمل. - رون: أنت مجنون. فنحن ما زلنا صغيرين. وفي كل الظروف والأحوال علينا الذهاب الى المدرسة. جلس الولدان على السلالم خارج المنزل يفكران بحلّ لمشكلتهما. - جاني: أنظر. هناك ورقة ملصقة على شباك جارتنا. ماذا كُتب في تلك الورقة يا ترى؟ - رون: ألم تستطع قراءتها بعد؟ - جاني: كلا لم أستطع. فأنا ما زلت صغيراً، ولست مجنوناً لأعمل. ألم تقل أنت ذلك قبل قليل؟ - رون: بل أنت لم تستطع لأنك بالعكس إنما تفكر كيف بإمكانك الحصول على عمل. - جاني: أرجوك قل لي ماذا كتب في الورقة الملصقة؟ - رون: الورقة تقول، "خردة للبيع". - جاني: ما معنى خردة؟ - رون: الخردة؟ انها كل شيء. - جاني: ماذا؟ - رون: أعني كل شيء قديم. ملابس قديمة، أشياء قديمة، كتب قديمة، الخ... - جاني: ومن أين سنأتي بالخردة؟ - رون: أنت تبيعها، أو الناس تجلبها. - جاني: وماذا سنفعل بالخردة؟ - رون: سنبيعها طبعاً. - جاني: ومن سيشتريها؟ - رون: الناس طبعاً. - جاني: ولماذا سنبيعها. - رون: ما الذي جرى لك؟ هل نسيت؟ سوف نبيعها كي نحصل على النقود ونشتري لأبي ما أراد ليشفى من مرضه. - جاني: إذاً دعنا نقيم مزاداً لبيع الخردة كي نحصل على النقود ونشتري لأبي كيس الماء الساخن. - رون: نحن ما زلنا صغيرين. - جاني: كلا، لسنا صغيرين. وجلب رون ورقة كبيرة وكتب عليها عبارة "خردة للبيع" إعلاناً عن المزاد الذي سيقيمانه. - رون: علينا أن نذكر متى سنقيمه. - جاني: في الأسبوع المقبل، يوم السبت. - رون: وعلينا أن نذكر أين سنقيمه أيضاً. - جاني: هنا. - رون: علينا أن نذكر سبب إقامة هذا المزاد. - جاني: لشراء كيس من الماء الساخن لوالدنا. مسكين أبي. بعد أن أكمل رون كتابة الاعلان، لصقه على باب المنزل. وفي اليوم التالي وبعدما قرأ الجميع الاعلان، قرر أصدقاء جاني ورون جلب كل ما يمكن جلبه من أشيائهم القديمة لبيعها في المزاد. جاء صديقهما "جوي" ومعه كرتان زجاجيتان صغيرتان حمراوان. - جوي: هاتان الكرتان خاصتي جلبتهما للمزاد. انهما قديمتان. جاء "تيري" أيضاً ومعه ملعقة قديمة للمزاد. جاءت ساندرا ومعها دميتها. - ساندرا: هذه دميتي وقد انكسرت يدها. انها للمزاد أيضاً. - سوزي: هذا كتاب تمزقت احدى أوراقه يمكنكم بيعه أيضاً. - رون: شكراً لكم جميعاً. كل ما جلبتموه يمكن بيعه في المزاد. انها الخردة. - جاني: نبيعها ونشتري لأبي كيس الماء الساخن. مسكين أبي. وخلال أسبوع بأكمله كان الأولاد يأتون بكل ما عندهم من خردوات فتجمعت نتيجة لذلك كمية كبيرة منها في حديقة الدار الصغيرة. - رون: الحديقة صغيرة جداً ولا تكفي لكل هذه الأشياء. - جاني: كلا، سننظم كل شيء في الحديقة. كما اننا في الصيف الآن فلا يخشى عليها من المطر. - رون: إذاً بعد غد سنبدأ البيع. وسوف أحضر أوراقاً صغيرة ملونة لنكتب عليها الأسعار، ونضع لكل مجموعة من الخردة بطاقة بلون مختلف عن الأخرى لتظهر كالأزهار الملونة. - جاني: أنا سأحظر الطبل. وعندما أقرع الطبل سوف يفتتح المزاد. ويوم السبت، عند الساعة العاشرة صباحاً، وقف رون في باب الحديقة المفتوح. أما جاني فبدأ يقرع الطبل معلناً افتتاح المزاد. وأخذ ينادي: "المزاد المزاد، كل شيء بسعر زهيد، ومن يريد الشراء عليه بالإسراع". كان جاني ينادي وهو يتنقل بين بداية الشارع ونهايته. حضر الكثير من أبناء الحيّ مسرعين بعد سماعهم قرع الطبل. في نهاية اليوم، لم يتبق أي شيء في حديقة المنزل إذ تم بيع كل شيء، وجمع جاني وروني مبلغاً بسيطاً كافياً لشراء كيس الماء الساخن. - جاني: هيا يا رون. لنذهب ونشتري الكيس قبل أن تغلق المحال أبوابها. ثم وقف الولدان أمام أبيهما وقالا: "تفضل يا أبي. إليك ما طلبت. نتمنى لك الشفاء العاجل". في صباح اليوم التالي استيقظ الأب ونهض من فراشه. - رون: لماذا قمت يا أبي وأنت مريض؟ - الأب: أنا بخير وأشعر بالتحسن. - جاني: كيف ذلك يا أبي؟ - الأب: ظهرت نتائج كيس الماء الساخن بسرعة هائلة. هذا ما فعلتماه أنتما. أليس كذلك؟ شكراً لكما يا أولاد. * سقط سهواً الأسبوع الماضي اسم دار الحدائق عن القصتين المنشورتين فاقتضى الاعتذار