يوقع الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في الكرملين اليوم "اعلان الشراكة الاستراتيجية". ومن المنتظر ان تبرم اتفاقات مهمة منها صفقات عسكرية علمت "الحياة" ان قيمتها الاجمالية قد تصل الى 2.5 بليون دولار. ويبدأ بوتفليقة الذي وصل مساء امس الى موسكو جولتي محادثات مع بوتين اليوم تبدأ ب"خلوة" تجمع الرئيسين ثم ينضم اعضاء الوفدين الروسي والجزائري. واثر انتهاء المحادثات يوقع "اعلان الشراكة الاستراتيجية" الذي قال عنه ديبلوماسي روسي تحدثت اليه "الحياة" انه سيمثل "نقلة نوعية مهمة" في العلاقات. ومعروف ان موسكووالجزائر ارتبطتا بصلات وثيقة في الستينات والسبعينات. الا ان العلاقات "المتميزة" اخذت تنكمش بعد وفاة الرئيس هواري بومدين 1978 الذي كان استعان بالاتحاد السوفياتي لإقامة عدد من المنشآت الصناعية الكبرى وتسليح بلاده. ولعب بوتفليقة دوراً مهماً في الاتصالات مع الكرملين حين كان وزيراً للخارجية. وبعد توليه الرئاسة سنة 1999 بدأ تطور ملحوظ في العلاقات الثنائية. وكان تقرر ان يقوم الرئيس الجزائري بزيارة موسكو في تشرين الأول اكتوبر الماضي الا ان الزيارة ارجئت لتبدأ الآن وتصبح أول زيارة يقوم بها رئيس جزائري الى موسكو منذ الثمانينات. والى جانب المحاور السياسية وامكان تعاون البلدين على الصعيدين الاقليمي والدولي، فإن اهتمام بوتفليقة وبوتين سيتمحور على العلاقات الثنائية بهدف ايجاد تسوية لمشكلة الديون المتراكمة التي تقدر بأربعة بلايين دولار والانطلاق بالصلات الى مستوى جديد. وسيحظى باهتمام خاص ملف التعاون العسكري الذي تم اعداده خلال زيارات متبادلة عدة أهمها زيارة الجنرال محمد العماري رئيس هيئة الاركان في الجزائر الى موسكو أواخر العام الماضي وتوقيعه اتفاقات مع نظيره الروسي اناتولي كفاشنين أُعلن منها اتفاق تدريب الأفراد والابحاث العسكرية. إلا ان مصادر وثيقة الصلة بوزارة الدفاع الروسية ابلغت "الحياة" ان وفداً عسكرياً روسياً كبيراً برئاسة الجنرال ليونيد ايفاشوف مدير العلاقات الدولية في وزارة الدفاع قام بزيارة الجزائر في 26 - 29 آذار مارس قبل أيام من وصول بوتفليقة لوضع اللمسات الأخيرة على برنامج للتعاون العسكري يتوقع ان تعقد في اطاره صفقات ب2.5 بليون دولار. واضافة الى شراء 22 قاذفة قنابل من طراز "سوخوي 24" يتوقع ان يطلب الجزائريون طائرات مقاتلة وأنظمة للدفاع الجوي واسلحة للقوات البرية والبحرية اضافة الى ان موسكو ستتعهد تصليح وتحديث معدات وأسلحة كانت الجزائر اشترتها من الاتحاد السوفياتي. وفي القطاعات المدنية ينتظر ان تساهم روسيا في بناء شبكة قطارات الانفاق في العاصمة الجزائرية وتحديث عدد من المصانع التي شيدت بمساعدة سوفياتية. ويتوقع تطوير التعاون في مجال النفط والغاز الذي كان حقق بداية مهمة بتوقيع اتفاق بين وزارة النفط الجزائرية وشركة "روسنفط" الروسية لاستثمار حقول في الجزائر على اساس اقتسام الانتاج. وستكون الملفات الاقتصادية على طاولة المحادثات بين بوتفليقة ورئيس الوزراء الروسي ميخائيل كاسيانوف. كما ستناقش اثناء لقاء الرئيس الجزائري عدداً من كبار رجال الاعمال الروس الذين سيدعوهم للعمل في الجزائر. ومن المقرر ان يلتقي بوتفليقة رئيسي مجلس الدوما غينادي سيليزنيوف والفيديرالية، ايغور سترويف ويتفقد "مدينة النجوم" حيث يجري اعداد رواد الفضاء. وبعد اختتام الجزء الرسمي من الزيارة ينتقل يوم الخميس الى سانت بطرسبرغ ومنها يعود الى وطنه.