قبل عامين من الآن كانت شركة سيمنس تبدو كأي منتج عادي لأجهزة الهاتف الجوال حيث لم تتجاوز حصتها في السوق 3$ بين عامي 1996 - 1999، وفي معظم تلك السنوات كانت الشركة تخسر في بيع تلك الأجهزة. الا ان الشركة الألمانية العريقة التي يصل عمرها الى 154 عاماً والتي حققت ايرادات اجمالية قدرها 70 بليون دولار أميركي في العام المنصرم لم تعد تقبل بذلك الوضع. وتعكس الأرقام الأولية لمبيعات السنة الماضية ان سيمنس قد احتلت المرتبة الثانية في سباق توريد أجهزة الهاتف الجوال في أوروبا، كما أنها حققت حصة في السوق العالمية قدرها 7$ مزيحة بذلك كل من سامسومغ وبانوسونيك عن المرتبة الرابعة. أما العام الحالي فإن شركة سيمنس يمكنها ازاحة اريكسون، ثالث أكبر مصنع لأجهزة الهاتف الجوال، حيث تتقدمها كل من نوكيا وموتورولا. هذا ويهدف قسم الاتصالات بشركة سيمنس للحصول على 15 في المئة من هذه السوق خلال العامين أو الثلاثة القادمة، الأمر الذي سيضع سيمنس بالمرتبة الثانية خلف نوكيا مباشرة. ان مثل هذا الحديث من قبل شركة صناعة محافظة مقرها ميونيخ، ربما اعتبر على انه نوع من التمنيات في ما لو ورد قبل عامين، الا ان الأرقام تتحدث عن نفسها. ففي العام المالي المنتهي في ايلول/سبتمبر قفزت مبيعات أنظمة المعلومات والاتصالات المتنقلة الى 75 في المئة أي 9 بلايين دولار أميركي 11 في المئة من اجمالي المجموعة. كذلك زادت الأرباح بأكثر من الضعفين حيث حققت 658 مليون دولار أميركي 14 في المئة من اجمالي المجموعة. كما ان مبيعات الأجهزة اليدوية، التي تشكل ضعفي تلك المبيعات، قد زادت بأكثر من الضعفين حيث بلغت 30 مليون وحدة وحققت أرباحاً. يقول رودي لامبريخت، الرئيس العالمي لاتصالات سيمنس الجوالة: "قبل حوالى عامين ونصف العام عندما كانت نتائج الأجهزة اليدوية التي ننتجها سلبية، سألنا أنفسنا هل هذا المجال مجالنا؟ فكانت الاجابة نعم ولكن بشرط ان نكون من أكبر ثلاثة منتجين، وألا يقتصر النشاط على بيع الأجهزة اليدوية فقط، بل يتسع ليستوعب كامل نطاق الاتصالات الجوالة من البنية التحتية الى التطبيقات العملية، مثل حلول البنوك المتنقلة". كيف امكن لشركة مشهورة لمهاراتها الهندسية أكثر من درايتها بالسوق ان تتغلب على كل من موتورولا وأريكسون من حيث نمو المبيعات وهامش الأرباح. وفي هذا الصدد يوضح السيد رودي لامبريخت "لقد قمنا بقلب تركيبة العملية رأساً على عقب. ففي البداية اعتقدنا بأن المسألة مجرد تقنية لذا فقد قمنا بتصميم الجزء الداخلي من الهاتف ومن ثم وضعنا غطاء حوله، الا انه بدا كجسم مستطيل من غير قيمة جمالية. بعد ذلك اكتشفت سيمنس بأن لأجهزة الهاتف خاصيات شخصية لا ينبغي تركها بين أيدي المهندسين في كامل العملية، ان الجهاز اليدوي شيء يرتبط بمتطلباتك الشخصية ولذا لا بد له من مسحة عاطفية. اذاً فالجهاز اليدوي الناجح ينبغي ان يتمتع بخاصية الاناقة وقابلية التسويق جنباً الى جنب مع التقنية الجيدة". والآن فإن جميع تصميمات سيمنس تبدأ عن طريق تعريف من سيقوم باستخدام الجهاز وكيفية الاستخدام المتوقع. لذلك يقوم مصممو الأناقة أولاً باختيار المظهر الملائم كما يقوم اختصاصيو الأصوات بتحديد الصوت المقبول... وبعد ذلك، وليس قبله، يشرع المهندسون في عملهم. في مطلع عام 2000 كان 4 من كل 100 مستخدم سعودي يمتلكون هاتفاً جوالاً وقد زاد العدد الآن الى 7 في كل 100. والصحيح ان المبيعات سوف تنمو بوتيرة متصاعدة وسوف تبدأ سيمنس في زيادة حصتها في السوق من 3 الى 13 في المئة، ومن ثم الى 25 في المئة مع بداية العام القادم. وفي هذا الصدد يوضح جورج يونس مدير المبيعات والتسويق بشركة سيمنس المحدودة، قسم الأجهزة بالمملكة العربية السعودية "حتى اليوم لسنا في المرتبة الأولى، علماً بان السوق متوافرة بمنطقة الخليج وهنالك مجال لكي ننمو ونتوسع". ومن اجل تحقيق حصة قدرها 15 في المئة في السوق العالمية فإن سيمنس تستهدف اسواقاً جديدة في أميركا الجنوبية وآسيا. وهناك بداية في آسيا تمثل 25 في المئة من مبيعات المعدات، وفي هذا الصدد يقول جورج يونس: "نقوم حالياً بانتاج حوالى 10 مليون جهاز في الصين ونتطلع الى زيادة الانتاج في السنوات القادمة، كما اننا قد أطلقنا في هذا الشهر منتجين في سوق اميركا الشمالية". ويضيف يونس قائلاً: "سنقوم في الفترة المقبلة باستثمار أموال في مجال زيادة الوعي بالمنتجات وحصة السوق، الأمر الذي سوف يحسن من وضع سيمنس الكلي في سوق الهاتف الجوال وخصوصاً في منطقة الخليج. وفي المحصلة النهائية فإن سيمنس تبنى وتؤسس الآن على نجاحاتها بينما يحاول المنافسون الآخرون التغلب على اخفاقاتهم". مجموعة سيمنس لأنظمة المعلومات والاتصالات المتنقلة: تقدم مجموعة سيمنس لأنظمة المعلومات والاتصالات المتنقلة سلسلة كاملة من خدمات الشبكات النقالة التي تشمل الأجهزة والبنية التحتية للاتصالات والتطبيقات. وتشمل الأجهزة كلاً من الهواتف المتحركة، الأجهزة اللاسلكية، منظم المواعيد النقال، وأجهزة الهاتف العادية واللاسلكية بالاضافة الى منتجات الشبكات اللاسلكية المنزلية. وتشمل مكونات البنية التحتية للاتصالات سلسلة متكاملة من تكنولوجيا الشبكات المتحركة بدءاً من المحطات الأرضية وأنظمة المقاسم الى خدمات الشبكات الذكية وتطبيقات الهواتف المتحركة.