نفى الرئيس المصري حسني مبارك أن يكون قطع زيارته لموسكو التي وصفها بأنها كانت "جيدة وناجحة". وقال انه قرر عدم زيارة مركز أبحاث الفضاء في موسكو قبل أن تبدأ زيارته الرسميشة لروسيا لضيق الوقت. ويستقبل مبارك اليوم وزير الخارجية الإسرائيلي شمعون بيريز للبحث في الرد الإسرائيلي على المقترحات التي تضمنتها المبادرة المصرية - الأردنية المشتركة. كشف الرئيس المصري حسني مبارك لمرافقيه على الطائرة في رحلة عودته من روسيا أمس أنه اختصر بعض بنود جدول الزيارة حين عرض عليه في القاهرة. وقال "اكتشفت أن البرنامج مشحون ومكثف للغاية فقررت اختصار بعض بنوده وليس فقط موضوع زيارة مركز أبحاث الفضاء ولكن أيضاً غيره من النشاطات". وأشار مبارك إلى برنامج يوم الجمعة "المكثف والمشحون" الذي زار خلاله مجلس الدوما وقبر الجندي المجهول والتقى الرئيس فلاديمير بوتين في الكرملين وحضر المحادثات الموسعة بين الجانبين التي أعقبها توقيع إعلان موسكو وبرنامج التعاون طويل الأجل بين البلدين، ثم الغداء والتوجه الى البيت الأبيض الروسي ومنه إلى المجلس الفيدرالي الأعلى مجلس الشيوخ ثم العودة للكرملين لحضور العشاء. وصف مبارك يوم الجمعة بأنه "كان يوماً طويلاً طويلاً"، مشيراً إلى أن محادثاته السبت مع وزير الخارجية إيغور إيفانوف الذي جرت عقب لقاءات أخرى "انتهى بعدها برنامج الزيارة الذي وضعت التعديلات عليه في القاهرة والتي تم الاتفاق عليها قبل أن أغادر القاهرة". وقال مبارك: "الحقيقة أنني فضلت أن أرجئ زيارة مركز الفضاء لرحلة قادمة فقد كان الوقت ضيقاً"، وكان برنامج اللقاءات مكثفاً "بالنسبة للوقت المحدود للزيارة". وكان السفراء العرب في موسكو ابلغوا ان زيارة مبارك الى مركز خروتشيف للصواريخ الفضائية الغيت، وان مغادرته ستكون في وقت ابكر مما ورد في برنامج الزيارة بثلاث ساعات من دون تقديم توضيحات. وقال ديبلوماسيون ل "الحياة" في موسكو ان من المحتمل ان تكون جولة الرئيس المصري التي شملت المانيا ورومانيا اضافة الى روسيا ارهقته، واشار آخرون الى ان من المحتمل ان يكون الرئيس المصري اراد التحضير للقاء بيريز في القاهرة اليوم. وقال وزير الخارجية ايغور ايفانوف ان مبارك اخبره بأنه "سيغادر موسكو بمزاج طيب جدا". واضاف ان الطرفين اتفقا على ان المحادثات اظهرت "تطابقا كبيرا في مواقف البلدين. واكد تأييد موسكو المبادرة المصرية - الاردنية "كاساس للخروج من الازمة. سنعمل على اعتمادها لايجاد حلول تسمح بتسوية النزاع"، لكنه شدد على ضرورة "ان تنظر فيها كل الاطراف". وينتظر ان تستقبل موسكو وزير الخارجية الاسرائيلي شمعون بيريز منتصف أيار مايو المقبل. وأكد مبارك، في تصريحات للصحافيين أثناء رحلة العودة بالطائرة من موسكو، أن ملف العلاقات الثنائية احتل مساحة كبيرة من الاهتمام في المحادثات وكشف عن أن الجانب الروسي أبدى استعداداً كاملاً للتعاون مع مصر في كل المجالات و"الاستجابة لكل ما نطلب". وفي شأن ما أثير عن التعاون في المجال النووي، قال مبارك: "دعونا من المبالغات الصحافية"، وأكد أن مصر لن تنشئ محطات نووية في الوقت الحالي لتوليد الكهرباء لأنها "لا تمثل ضرورة ملحة الآن"، مشيراً إلى وفرة الغاز وعدم وجود مشكلة في الطاقة. وأوضح أن البلدين سيتعاونان في مجال إنتاج الغاز وتصديره ومد الأنابيب بالاستعانة بالخبرة الروسية. وفي شأن الدور الروسي في عملية السلام، أوضح مبارك أن الجانب الروسي أبدى رغبة حقيقية في المشاركة في عملية السلام والعمل من أجل العودة إلى مائدة المفاوضات، مشيراً إلى مساندة موسكو للمبادرة المصرية - الأردنية المشتركة "التي وضعت تفاصيلها أمامهم". واشار إلى زيارة وشيكة لوزير الخارجية الروسي الى واشنطن وزيارة وزير الخارجية الإسرائيلي شمعون بيريز الى موسكو. ونوّه مبارك بالتطور في الاهتمام الروسي بالسياسة الخارجية "مقارنة بما كان عليه الوضع في زيارتي الأخيرة سنة 1997"، ووصف ذلك بأنه "تحول كبير". وأشاد بالرئيس الروسي، وقال "أعتقد أنه عازم على التعاون مع مصر". وكشف أنه ابلغ موسكو بأنه "بعد أن أقامت مصر عبد الناصر علاقاتها الطيبة مع الاتحاد السوفياتي في الخمسينات والستينات أقامت كل المنطقة العربية علاقاتها المتشعبة مع موسكو، بل ليس العالم العربي وحده وانما معظم دول الشرق الأوسط". وعلى صعيد العلاقات الثنائية وقع الجانبان برنامجاً للتعاون خلال السنوات العشر المقبلة. وذكر وزير الصناعة والعلوم الكسندر دوندوكوف الذي كان في وداع مبارك ان البرنامج ينص على مشاركة روسيا في مشاريع صناعية كبرى منها تجميع سيارات من طراز "لادا" و"واز" في مصر. وأشار دوندوكوف الى أن "الروس بدأوا يعودون الى حقل زرعوه في الزمن السوفياتي". ولفت الانتباه اعلان سكرتير مجلس الأمن القومي فيلاديمير روشايلو اثر لقائه مبارك انه تم النظر في "التعاون بين الأجهزة الخاصة"، وأعرب عن الامتنان لمصر لأن "لها مواقف مشابهة لروسيا في مكافحة الارهاب الدولي". بيريز وينتظر أن يصل بيريز الى القاهرة في الثامنة من صباح اليوم الأحد ويجتمع مع نظيره السيد عمرو موسى على إفطار عمل في أحد فنادق مصر الجديدة شرق القاهرة قبل أن يتوجها للقاء مبارك في تمام التاسعة والنصف. وعقب اللقاء يغادر بيريز الى العاصمة الأردنية عمان.