دمشق - "الحياة" - الى سنوات قليلة مضت، كان مجرد الوقوف وراء الكاميرا من جديد، حلماً يداعب خيال أسامة محمد، وخيالات المتفرجين القلة، والسينمائيين الكثر الذين سبق لهم ان شاهدوا فيلمه الأول "نجوم النهار" اواسط سنوات الثمانين، واعتبروه واحداً من اجمل الافلام السورية، حتى ذلك الحين، واسهاماً جديداً طموحاً في بناء صرح السينما الذاتية العربية. فالحال ان كل محاولات اسامة محمد لتكرار التجربة يومذاك باءت بالفشل، وظل فيلمه الأول فيلمه الوحيد، وأضيفت الى شهرة هذا المخرج الشاب كواحد من ألمع السينمائيين العرب، شهرته كواحد من رهط "اصحاب الفيلم الوحيد". ولكن خلال السنوات الاخيرة راحت الامور تتحرك. وخرج أسامة محمد من يأسه و"كسله" وكتب سيناريو فيلم ثان له، جعل عنوانه "صندوق الدنيا". الا ان "الصندوق" ظل طويلاً في صندوقه عاجزاً عن ان يرى النور. ولكن هنا ايضاً، ومن جديد، تحركت الامور، بل تسارعت خلال العاميين الفائتين. ثم حدثت "المعجزة الصغيرة" اذ ها هو اسامة محمد عاد وراء الكاميرا. عاد مدهشاً ومدهوشاً كأنه لا يصدق ما يحدث له. فعلى الساحل السوري قريباً من اللاذقية، ها هو اسامة محمد بدأ فعلاً بتصوير اولى لقطات الفيلم الذي تنتجه "مؤسسة السينما السورية" وبدأت بالانفاق عليه قبل اكثر من عام حين موّلت تحضير الملابس والديكورات، ثم دخلت الانتاج فعلاً. "صندوق الدنيا" فيلم يسير على خطى "نجوم النهار" في كونه يلتصق بسيرة صاحبه الذاتية، او على الأقل بحديثه عن البيئة التي انتمى اليها طفلاً. وهو، بالطبع، فيلم روائي طويل، سيتواصل تصويره في ديكورات بنيت لتلك الغاية في مناطق ريفية مجاورة لمكان التصوير الأول. اما الادوار الرئيسية - علماً ان ليس في الفيلم ادوار بطولة مطلقة - فيقوم بها بسام كوسا وأمل عرفة وكاريس، بين آخرين. ومن المتوقع ل"صندوق الدنيا" ان يكون جاهزاً للعرض في الخريف المقبل، حتى يمثل سورية في مهرجان دمشق السينمائي. او هذا ما يأمل به محبو السينما على الأقل.