خلال العقدين الماضيين جرت مياه كثيرة من تحت أقدام الزي الباكستاني التقليدي شباباً وشابات، فبعد ان كانت الفتاة الباكستانية والشاب الباكستاني يحرصان على ارتداء الزي القومي الباكستاني الذي يعني الشروال العريض والقميص المشابه لزي العربي لكنه قصير الى الركبة مع فتحتين جانبيتين لتسهيل الحركة، تحول الشباب الى الزي الافرنجي الغربي، بينما أدخلت الفتاة الباكستانية لمسات عصرية وغربية على لباسها ليتواءم مع العصرنة، ويرضي شيئاً من رغبتها في مواكبة التطورات العالمية. تكمن أسباب هذه التغييرات في حزمة من المتغيرات التي طرأت على العالم خلال العقدين الماضيين وتمثلت في موجة العولمة فغدا الماكدونالدز وموسيقى الجاز أو الروك ولباس الجينز ونحوه من مظاهر العولمة علامات الحياة بمعانيها الحديثة. والمتجول في شوارع المدن الرئيسية الباكستانية قلما يرى سيدة باكستانية تلبس الجينز أو السروال وال"تي شيرت"، فالغالبية يلبسن اللباس الباكستاني مع تعديلات طفيفة عليه. ويقول شاهد نديم وهو مصور تلفزيوني: "ثمة أنواع من الزي الباكستاني وهو تأثر كثيراً بموجات التغيير التي اجتاحت باكستان خلال السنوات الماضية بسبب اهتمام وسائل الاعلام بدور الموضة والأزياء، وهذه الأنواع ثلاثة: الأول هو الزي الباكستاني القديم الذي لم يطرأ عليه أي تغيير وتلبسه أو يلبسه الشاب أو الشابة الباكستانية التقليدية أو الفقيرة والذين لم تخضعهم العصرنة، والثاني الزي الباكستاني الذي طرأ عليه تغيير فادخل عليه لمسات تتساوق مع الأزياء الغربية، وهناك الزي الثالث والذي يتمثل باللباس الافرنجي والذي انتشر بشكل لافت خلال الفترة الماضية في أوساط الشباب ولكن ليس في أوساط الشابات إلاّ بصورة محدودة جداً". ويشرح طالب في كلية الكومبيوتر في اسلام آباد سبب عدم انتشار الجينز واللباس العصري بين النساء فيقول: "ما تزال المرأة الباكستانية محافظة ولذا فهي ترتدي اللباس الباكستاني على رغم ذهابها الى أميركا أو الغرب. ويقول شاب مسيحي باكستاني ان هذه النظرة لا تقتصر على المسلمين الباكستانيين فحسب: "فنحن في الكنيسة ننظر الى السيدة التي تلبس اللباس الغربي نظرة سلبية أيضاً، واذا ارادت السيدة مجاراة الموضة فيمكنها من دون ان تتخلى عن زيها التقليدي". ويرى احد الباكستانيين المتابعين لحركة الأزياء في باكستان أن مقولة الناس على دين ملوكهم تنطبق حتى في الأزياء. فحين كان ضياء الحق في السلطة في الفترة الواقعة بين 1977-1988 فإن الشباب درج على لبس الزي القومي كون ضياء الحق ملتزماً به، خصوصاً بعد ان طلب من وزرائه ومساعديه ان يلبسوا اللباس القومي. والأمر نفسه ينطبق حين كان ذو الفقار علي بوتو رئيساً للوزراء في مطلع السبعينات اذ كان يحرص على اللباس العصري الافرنجي وهو ما أدى في حينها الى انتشار الزي الافرنجي. الشابة زوبيا تعمل سكرتيرة تقول: "أؤيد الزي القومي الباكستاني حتى للرجال فهو أفضل، ويمثل تراث البلد اضافة الى كونه مريحاً في الحركة، لكن شابة اخرى تقول: "إنني أفضل ان يلبس الشاب اللباس العصري فهو يمثل وجه العصر، ويبدو فيه أكثر اناقة ونشاطاً، وبالتالي يكون مقبولاً لدى الآخرين".