قال رئيس الحكومة الاسرائيلية ارييل شارون انه لا ينوي اطلاقاً العودة الى غزة ونابلس ورام الله "ولا أفكر قط في السيطرة على أية أرض فلسطينية" لكنه أضاف، مهدداً ان ذلك "لا يمنح مخرباً أو من يخطط لعمليات عدائية أو من يرسل مخربين حصانة لمجرد كونهم يقيمون في مناطق خاضعة للسلطة الفلسطينية". وزاد شارون، في سياق مقابلة مع صحيفة "يديعوت احرونوت" تنشر نصها الكامل اليوم انه حذر الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات أثناء المحادثة بينهما عشية عيد الفصح اليهودي انه "إذا لم يتخذ اجراءات لمنع الارهاب" فإن اسرائيل تقوم بهذه المهمة "وقد اتضح ان من ينفذ غالبية العمليات ضدنا هي قوات خاضعة لسيطرته وواضح لي ان عرفات ليس صديقاً لاسرائيل". وزعم شارون ان عرفات بدأ يفهم انه لن تجري أية مفاوضات معه تحت وقع النار وقال: "ثمة تغيير حاصل في مواقفه وقد بدأ يليّن مواقفه وعليه يمكن أن ننظر الى المستقبل بتفاؤل"! ونفى شارون الاشاعات حول خلافات بين المستويين السياسي والعسكري وامتدح نشاط الجيش في الأراضي الفلسطينية التي يطلق عليها الفلسطينيون اسم "المناطق" واثنى على العملية التي نفذها في خانيونس. وأضاف انه يعد بإعادة الأمن للمواطنين الاسرائيليين رافضاً الكشف عن برنامجه لتحقيق ذلك وقال: "لدي خطة في هذا الشأن وهي ليست رهناً بمزاج هذا أو ذاك وتنفيذها لن يكون سهلاً أو خلال وقت قصير ولكنه يستوجب استعداد الشعب كله". وفي مقابلتين أخريين لصحيفتي "معاريف" و"هآرتس" قال شارون ان قوات الجيش تنشط يومياً في المناطق أ الخاضعة للسيطرة الفلسطينية واضاف ان حكومته "تسعى للتسهيل على المواطنين الفلسطينيين غير الضالعين في الأعمال الارهابية وفي موازاة ذلك نحارب الارهاب حتى يفقد منفذو العمليات الارهابية توازنهم يوماً بعد يوم". وزاد: "حكومتنا لا تهدد بالأقوال انما تنفذ بالأفعال وليس صدفة ان فلاناً اختفت اثاره هنا وهناك". وانتقد شارون وزير الاسكان ناتان شارانسكي لاعلانه خططاً لبيع نحو 700 وحدة سكنية في مستوطنتين في الضفة الغربية وقال انه يريد "كلاماً أقل وأفعالاً أكثر". ورداً على سؤال هل يرى في الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات شريكاً لاسرائيل "ام زعيماً لمنظمة ارهابية" قال شارون ان اسرائيل لا تختار زعماء الفلسطينيين وهذا ليس من واجبها "وإذا ما ساد الهدوء وأعيد الأمن فبإمكان ياسر عرفات أن يكون شريكاً لنا ولكن لا يمكنه أن يكون كذلك طالما استمر الارهاب ولم يتخذ خطوات ضد الارهاب بل ان أفراده ضالعون في العمليات الارهابية". وسئل شارون عن امكان اخلاء المستوطنين اليهود من وسط مدينة الخليل فقال: "في الخليل يوجد الحرم الابراهيمي الشريف. لأي شعب في العالم لا يوجد نصب تذكاري أو موقع مقدس دفن فيه اباؤه وأجداده مثل الحرم الابراهيمي وعليه لا أفكر اطلاقاً باخلاء هذا المكان".