بعد خمسة ايام على اعتقال مجموعة اسلامية في ايطاليا يشتبه في ارتباطها بأسامة بن لادن، هز انفجار قنبلة تم التحكم بها آلياً فجر أمس، مبنى معهد الشؤون العالمية الواقع في أحد الشوارع الخلفية لواحدة من الساحات الكبرى في روما "بياتزا ديل بوبولو". ووصفته وزارة الداخلية الايطالية ب"الاستفزازي". وألحق الانفجار أضراراً كبيرة بالمبنى الذي يضم مكاتب منظمة العلاقات الايطالية - الاميركية. وعثرت قوات الأمن الايطالية، في الوقت نفسه، على قنبلة مماثلة أمام أحد مكاتب شركة "فيات" للسيارات في مدينة تورينو الصناعية، لكن الشرطة استبعدت أي علاقة بين القنبلتين لاختلاف تركيبتهما. إذ أن الأولى منزلية الصنع ومعقدة التركيب. وتعتقد المصادر الأمنية أن انفجار روما وإبطال مفعول قنبلة تورينو، وفي شكل متزامن، عمل ارهابي استهدف "رمي" ايطاليا في أحضان العنف والفوضى، وتهيئة أجواء من الرعب اثناء الحملة الانتخابية البرلمانية الراهنة. وفي وقت لم يستبعد وزير الداخلية اينسو بيانكو ان يكون وراء الحادثين جماعات متطرفة لها علاقة بالخلية الاسلامية المتطرفة التي اعتقل بعض اعضائها في مدينة ميلانو، تبنى تنظيم يساري متطرف يسمى "خلايا الابتكار العمالية الثورية" مسؤولية الانفجار في روما، مشيراً في بيان الى انه يهدف الى مناهضة العولمة. وكانت مصادر أمنية قالت أن وراء الانفجار الذي يهدف الى توجيه انذار الى المصالح الاميركية، بعض الجماعات الاسلامية المتطرفة التي سبق لها ان حاولت، في كانون الثاني يناير الماضي، نسف مبنى السفارة الاميركية في العاصمة الايطالية. وكانت الصحافة الايطالية سعت الى تأكيد هذا الادعاء بالكشف عن تورط أجهزة الاستخبارات التونسية بإخبار وكالة الاستخبارات الاميركية باستهداف سفارتها في العاصمة الايطالية ، من دون المرور بالقنوات السياسية الايطالية. يذكر أن جماعة "الألوية الحمر" المتطرفة استهدفت سابقاً معهد الشؤون العالمية الذي يهتم الآن باستراتيجية العلاقات العالمية وشؤون العولمة، بتفجير قنبلة موقوتة في مكاتبه، مطلع سبعينات القرن الماضي.