الاسطرلاب أو الاصطرلاب لفظة يونانية الأصل وتعني مقياس النجوم. وعندما نُقلت العلوم في العصر العباسي عن الأمم الأخرى أخذ العرب الاسطرلاب عن اليونان واستعملوه في ارصادهم. واشتهر العرب بعلوم الفلك وألفوا كتباً كثيرة فيه واستخدموا الكثير من الآلات الفلكية منها المزولة والاسطرلاب التام الهلالي والزورقي والمسطح، وأشهرها هو الاسطرلاب المسطح. أما الفارق بين الاصطرلاب اليوناني الكروي والاسطرلاب العربي الاسلامي المسطح فهو ان الكروي عبارة عن نموذج لكرة الفلك مزود ببعض الحلقات التي تمثل بعض المدارات، وهو بذلك عبارة عن محاكاة لشكل كرة الفلك. أما الاسطرلاب الاسلامي فهو الاسطرلاب المسطح الذي يعتمد على نظرية تسطيح الكرة والتي تطورت على يد العلماء العرب والمسلمين ومن ثم نُقلت الحسابات المعقدة على سطح الكرة الى المستوي وذلك في عمل ابداعي تجلى في تسهيل حل المسائل الفلكية المعقدة. استخدم كآلة رصد يمكن بواسطتها تحديد الانحرافات الشاقولية والأفقية وكآلة حساب يمكنها حل المئات من المسائل الفلكية والحسابية المرتبطة بالرصد. فهي تقيس الارتفاعات والمسافات والأعماق وزوايا ارتفاع النجوم والكواكب وتقيس الزمن، تحدد أوقات الصلاة وتحسب النسب المثلثية ومطالع البروج. ويعتبر الاسطرلاب المسطح من أعظم انجازات العلماء العرب والمسلمين ونُعت بالآلة الشريفة. استخدم الاسطرلاب المسطح في الملاحة ثم في رحلات المستكشفين بعد ان تسرب علم الاسطرلاب وكيفية صناعته من الأندلس الى أوروبا. يتألف وجه الاسطرلاب من الحلقة، وتسمى العلاّقة وهي التي يعلق بها الاسطرلاب لأخذ الارتفاع والرصد، والعروة، وهي المتصلة بالحلقة والكرسي، والكرسي، وهو ما بين العروة وأم الصفائح، وام الصفائح، وهي الصفيحة الكبرى ذات الطوق الجامع للصفائح، والحجرة، وهي الفراغ الموجود في أم الصفائح، والصفائح، وهي أقراص مستديرة وعددها يختلف في كل اسطرلاب من ثلاث الى أكثر من عشر صفائح، وفي كل صفيحة منها مدار السرطان والوسطى مدار رأس الحمل والميزان والكبرى مدار رأس الجدي، وشبكة العنكبوت، وهي وجه الاسطرلاب وفيها عتبة لتحريكها، والعضادة، ويؤخذ بها ارتفاع الشمس بالنهار، والمحسور والفرس. وينقسم ظهر الاسطرلاب عادة الى 360 درجة والى أربعة ارباع الدائرة وينقش فيها في بعض الاسطرلابات أسماء البروج وغيرها من الرسوم اللازمة للعمل بالاسطرلاب. وأشكال الاسطرلابات مختلفة فمنها الكروي، المسطح، الربع المجيب والاسطرلاب الخطي. وتعددت استعمالاته ومنها استخراج البرج الذي تكون فيه الشمس وارتفاعها وارتفاع الكواكب، ومعرفة وقت الفجر والظهر والعصر والمغرب، ومعرفة موضع القمر من البروج ومواضع الكواكب السيارة فيها، ومعرفة القبلة اثناء الليل والنهار، ومعرفة الطول والعرض لكل بلد. ويوجد الكثير من المؤلفات في موضوع الاسطرلاب ومنها: كتاب صنعه الاسطرلاب لما شاء الله، كتاب جامع المبادئ والغايات للمراكشي، ورسالة الاستيعاب للبيروني. وصف ابو الريحان البيروني الاسطرلاب المسطح بقوله: "الاسطرلاب آلة مسطحة يتحرك بعضها ويثبت بعض فيحكي أشكاله أشكال الفلك بالحقيقة ويوافق ما يؤدي اليه ما يوجد في بسيط كرة الكل لا يغادر منها شيئاً". ويوجد في متحف الآثار العربية الاسلامية في حلب انظر الصورة اعلاه اسطرلاب يعود تاريخه الى القرنين 12-13 ميلادي.