} بدأت نتائج زيارة رئيس الوزراء الاسرائيلي آرييل شارون لواشنطن تظهر عبر المواقف الاميركية المتشددة تجاه الرئيس ياسر عرفات وتحميله مسؤولية استمرار أعمال العنف، إضافة الى تبني الانتقادات الاسرائيلية للدول العربية التي تدعو الى الضغط على تل ابيب وبالتحديد سورية ومصر. ولخص هذا الموقف مساعد وزير الخارجية ادوارد ووكر في جلسة استماع للجنة فرعية في مجلس النواب الذي رد على أسئلة اعضاء اللجنة في ما يتعلق بالوضع في الشرق الاوسط والمسألة العراقية، والعلاقة مع ايران. قال ووكر ان بعض المواقف التي عبر عنها في القمة العربية، خصوصاً في ما يتعلق بإحياء المقاطعة العربية لإسرائيل غير مقبولة. وتعهد بأن "تعارض واشنطن بشدة أي تجديد للمقاطعة وستعمل لوقف هذه الجهود، لأنها ستؤدي الى تفاقم الوضع". وعن الوضع العراقي قال ان ادارة الرئيس بوش تجد ضرورة لحماية المواطنين العراقيين من تهديدات النظام، كما ان منطقة الحظر الجوي في الجنوب ضرورية لأمن القوات الاميركية ودول الخليج. واضاف: "اذا حاول صدام مرة ثانية ابتلاع الخليج فإن منطقة الحظر الجوي ستساعد على وقفه عند الحدود بدلاً من مطاردته من الكويت مرة ثانية". وبالنسبة الى ايران قال ووكر ان دعم ايران الارهاب يزداد وهذا يسبب مشكلة. وتابع ان طهران "تشهد ثورة من الداخل تؤيدها غالبية الايرانيين الذين يريدون توجهاً جديداً، نريد ان نرى هذه القوى الشعب الايراني مدعومة، ولهذا السبب فإن الوضع الذي نتعاطى معه معقد". وزاد ان الادارة الحالية بدأت مراجعة السياسة تجاه ايران. وحين سئل عن تصريحات صدام حسين المتعلقة بإزالة اسرائيل اجاب: "اعتقدت أن الحديث عن ازالة اسرائيل اصبح خارج الاجندة، ولكنني اعتقد الآن ان صدام يجب ان يصبح خارج الاجندة". وعن المفتشين الدوليين قال ان المشكلة تتمثل في ان العراق لا يسمح لهم بالدخول لذلك "يجب تعديل طريقة التعاطي مع الموضوع للتاكد من ان الجانب المتعلق بموضوع معدات الأسلحة يخضع للمراقبة". وعن الوضع في جنوبلبنان قال ووكر ان الادارة الحالية ما زالت تدعو لبنان الى ارسال قواته الى الحدود مع اسرائيل لبسط سيادته لأن الفراغ يشكل وضعاً خطيراً. ورحب بتصريحات الرئيس رفيق الحريري "الشجاعة" في ما يتعلق بعمليات حزب الله الاخيرة في الجنوب. وقال ان السلام في المحصلة النهائية "هو الوحيد الذي يحقق انسحاب القوات السورية من لبنان. وفي الوقت نفسه علينا الاستمرار بالعمل مع المسؤولين اللبنانيين والسوريين لخفض النفوذ الذي يتمتع به حزب الله". واضاف ان الرئيس السوري خفف وجود قواته "لكنهم بالتأكيد لم ينسحبوا وما زال نفوذهم قوياً جداً". واضاف ان الولاياتالمتحدة أكدت للأسد دعمها سيادة لبنان واستقلاله وضرورة تطبيق قرارات الطائف. و"شجعنا المسؤولين الاميركيين للعمل مع المسؤولين السوريين من اجل تحقيق ذلك". وعن العلاقات السورية - الاميركية، قال ووكر إن من "الايجابيات التي قام بها الاسد التعهد بوضع انبوب النفط الذي ينقل النفط العراقي تحت سلطة الام المتحدة". وعبر عن اعجاب الخارجية الاميركية بالخطوات التي قام بها الاسد لفتح الاقتصاد السوري وبالتحديد القطاع المصرفي ووصفها بأنها "بداية الحركة بالاتجاه الصحيح، لكن الاصلاح لم يصبح شاملاً". لكن ووكر انتقد الاسد لتصريحاته "المتعنتة" في ما يتعلق باسرائيل خلال اعمال القمة العربية، خصوصاً في موضوع العنصرية والصهيونية والمقاطعة العربية. لكنه اضاف: "انه شخص جذاب وذكي جداً. علينا ان نرى كيف تتطور العلاقات". ودعا ووكر مصر الى اعادة سفيرها الى اسرائيل "للابقاء على اقنية الاتصال مفتوحة ولتجنب الضياع في المواقف ولمساعدة الرئيس مبارك على فهم الوضع داخل اسرائيل". كما طالب مع اعضاء اللجنة ب"وقف" الحملات المعادية لاسرائيل في وسائل الاعلام المصرية واصفا اياها بأنها "بغيضة وشريرة وغير مقبولة وهي تهدف الى تحريض الشعب على العنف". واضاف: "انه من الواضح ان الجرائد التي تتلقى الدعم من الحكومات والمساعدات، ومدراء تحريرها تعيّنهم الحكومة عليهم مسؤولية تشجيع الوفاق وحركة السلام في المنطقة وليس العكس". وكشف ووكر ان واشنطن ستبحث ذلك مع الرئيس مبارك خلال زيارته للعاصمة الاميركية. وعن التعاطي مع عرفات قال ووكر ان الادارة الاميركية "محتارة" لأن عرفات "يدعو الى وقف العنف ولم يعط اي تصريح يدل على انه ضد العنف، وعلى العكس فهو دعا الى استمرار الانتفاضة". وأشار ووكر الى ان عرفات لم يعط أوامر "لا سرية ولا علنية لقواته للسيطرة على الوضع"، وعلى رغم ذلك قال ووكر ان الولاياتالمتحدة ما زالت مستعدة "للتعاون معه اذا أراد ذلك".