أول الكلام: للشاعر/ العصر - نزار قباني: - هذا زمان ضيِّق صارت به الكلمات تبحث عن فضاء صارت به حرية الإنسان تبحث عن هواء صار اقتراف الحب فيه: جريمة وتكسَّرت فيه النساء على النساء!!
منذ تقمصه دور "الباشا" في المسلسل الذي غرس الخوف في قلوب ابطاله بعد نجاحه الكبير: "ليالي الحلمية"... وامتداداً لشخصية: "بشر عبدالظاهر" في مسلسل "زيزينيا"، وحتى هذا الإبهار في دور: "سيد أوبرا" كبطولة لمسلسل: "أوبرا عايدة"... وهذا الفنان النجم/ يحيى الفخراني يتربع في موقع المايسترو القادر على ان يحقق في داخلك - كمشاهد متابع لأدواره - هذا المزيج من الضحك والحزن... من القهقهة والدمعة... من الرؤية والصدمة. يحيى الفخراني: فنان كبير... برع كثيراً في تقمص الدور الذي يؤديه، حتى يشعرك من خلال الأداء: أنه هو نفسه الشخصية الأصلية لبطل العمل التلفازي، فتحبه جداً، ويغيظك جداً، وتركض وراء عبثيته أحياناً، وتتدفأ في استرخاءته وهو يردد كلمات لها نكهة الحياة والتجربة بسخرية ضاحكة!!
ولعل "ىحيى الفخراني" قفز باسمه الى مراقي النجوم وهو يبدع في أداء شخصية "الباشا سليم البدري"/ بطل مسلسل "ليالي الحلمية"... لكنني بُهرت به اكثر وهو يؤدي ذلك الدور الصعب عليه حقاً أمام تلقائية وبساطة سيدة الشاشة العربية/ فاتن حمامة... خاصة في ذلك المشهد وهو يُقعدها بجانبه على رصيف الشارع في عمق الليل ويفلسف لها الحياة بكلمة وبضحكة ساخرة مفتوحة دائماً على الأسئلة التي تبعثرنا اكثر مما تلمنا... وأنت - كمشاهد - لا تدري قفلة المشهد مع لحظة إطباق شفتيه!! ذلك دور رائع، تمنيت ان أشاهده مرة أخرى - ولو ان الفضائيات تحب التكرار حتى تصيبك بالملل - لكن "يحيى الفخراني" في هذا الدور، كدت أصدق انه: لن يكون إلا صائعاً!!
وفي مسلسل "زيزينيا": لم يكن يحيى الفخراني مجرد نجم، بل كان يشكل قاعدة تقوم عليها الرواية كلها، وأداؤه: كان ينعكس على كل ممثل يقف امامه... فهذه الشخصية التي جسَّدها من قماشة "أسامة أنور عكاشة" الدرامية: احسبه قد تفوق فيها على كل الملامح التي حددها المؤلف، بكل ما يقال عن إبداعه في الدراما! حتى نأتي الى أوبرا عايدة... وستعرف ان اسم البطل هو: أوبرا، أو أن "يحيى الفخراني" ينادونه في المسلسل: أوبرا/ المحامي الذي سقط في هوة من الخلخلة النفسية التي تولدت من تفاقم شعوره بالقلق والإحباط، رغم أنه - كمحامٍ - كان ناجحاً وربما مخيفاً للخصوم... وهنا يبرع "يحيى الفخراني" في تقديم النقائض في هذه الشخصية، ويؤدي لحظات الشد والجذب، والخصام مع النفس، ثم التصالح معها... فيتأكد لديك: أن هذا الفنان/ الفخراني، قد امتلك قدرته على الدخول الكامل الى عمق الشخصية التي يصورها، وهو الاقتدار لديه ليكون امامك - كمشاهد - هذا الشخص المقنع جداً وقد نسيت في انسجامك مع أدائه أنه: يحيى الفخراني!! إن الفنان "يحيى الفخراني": لا يذكِّرني بأي فنان من جيل سبق هذا الجيل، من أولئك الكبار الرواد... وكان "يحيى الفخراني" بشخصيته وأدائه المتصالح مع نفسه: يشكل ريادة فنية في الأداء الذي يقدمه للناس!!