يفتح فيلم "بغزي" لباري ليفنسون 1991 صفحة من التاريخ الأميركي الحديث حين يتكلم على تأسيس بغزي سيغال أدى دوره وورن بيتي مدينة القمار لاس فيغاس، من دون نية منه. وبعكس الصورة اللمّاعة التي لم يرض المخرج الا رسمها حول بغزي فإن ما يردنا، في طياتها، صورة رجل شرس كان عضواً في العصابات اليهودية التي شاركت الإيطالية والإيرلندية في الوقوف ضد القانون في العشرينات والثلاثينات في القرن العشرين، وأقنع ممولين مختلفين بإنشاء مدينة للقمار. لاس فيغاس، بكلمات أخرى، كانت إنجازه "الرفيع" الوحيد. اليوم لاس فيغاس أكبر مما كانت حين أنشئت بعشر مرات. أحد المترددين عليها، صحافي من اليونان، يقول لي إنه حين جاءها أول مرة، أواخر الثلاثينات، كانت غرفة الفندق الفخمة بعشر دولارات: "كنت تستطيع أن تعيش وتأكل وتشرب بأقل من خمسة وعشرين دولاراً في اليوم". اليوم سعر الغرفة أصبح يتفاوت بين 250 دولاراً و350، بحسب الفندق، والمدينة مزدحمة وسكانها أقلية واضحة اذ يهب عليها الزائرون بمئات الألوف كل شهر، من اميركا وخارجها. ما حدث في السنوات الخمسين الماضية أو نحوها، أن مشروع باغزي والعصابات المنظمة كبر وأصبح عناوين مختلفة متناقضة في الظاهر، بينها الحلم والجشع، والخطأ والخطيئة، والثراء الفاحش او الفقر المدقع، والرغبة في الصعود على اكتاف الغير والسقوط تحت أقدامهم في الوقت نفسه، أو الإنكفاء في هزيمة نفس قاسية، على ما عكسه مايك فيغيز في فيلمه الرائع "مغادرة لاس فيغاس" مع نيكولاس كيج - 1995. أحد المترددين، مرة كل عام، يؤكد: "هناك حوادث انتحار كثيرة كل عام. اناس يأتون الى هنا ليقامروا بالقليل او المحسوب، فيخسرونه، فيقامرون بكل ما يملكون ويخسرون، وحينها ينتحرون". الفنادق، بحسب شهادة هذا العتيق، تضع في جيب المنتحر بضع مئات من الدولارات حتى لا يُقال إن المنتحر مات بعدما خسر ماله في اللعب في أحد صالوناتها. اما النوافذ، فثق أنها مغلقة، في إحكام، حتى لا يرمي المفلسون انفسهم من الطبقات العليا. طريقة التنفس الوحيدة هي اجترار الهواء الذي يتسلل من جهاز التبريد. بوبكورن بغزي او لا بغزي، فإن هوليوود قبل خمس عشرة سنة، وجدت لاس فيغاس مكاناً مثالياً لجمع شمل أصحاب الصالات والموزعين في خمسة أيام من الترفيه المتواصل تحت إسم "شو وست" ShoWest. هنا يلتقي ألوف العاملين في خلفية الصناعة من رؤساء الشركات والاستديوهات الكبرى، الى المنتجين مروراً بمالكي سلاسل الصالات التي تربو على 25 ألفاً في اميركا الشمالية وحدها، فضلاً عن اصحاب صالات وموزعين ومنتجين من آسيا واوروبا، بينهم ايضاً مصممو كل ما تحتاج اليه صناعة السينما من معدات ولوازم عمل، وصانعوها. هؤلاء يلقون ما يأتون به في معرض كبير تجد فيه أحدث انظمة الكومبيوتر ووسائل خدماته الى أحدث أنواع المقاعد وآلات الصوت والعرض ونظم الشاشة المجسدة. كل معدات حرب السينما على الجمهور موجودة، بما فيها شركات صنع "البوبكورن" ومشروبات "الصودا". "الكوكاكولا كومباني" كان لديها جناحها الخاص. اكثر من ذلك، كان لديها عروضها السينمائية الخاصة اذ هي تمنح طلاب السينما خمسة آلاف دولار لكل واحد ليصنع فيلماً من دقيقة او دقيقتين ، يروج فيه للسينما وللكوكاكولا معاً على أن ينال الفائز أكثر من موازنة الفيلم: 10 آلاف دولار. سيرة رودريغيز كنت بين خمسين اعلامياً أمّوا المؤتمر 5-8 آذار/ مارس وشاهدوا أفلاماً مبرمجة للعروض الربيعية والصيفية وحضروا حفلات باذخة قريبة من أجواء ألف ليلة وليلة مع الفوارق العصرية. بعض الأفلام التي عرضت كان منجزاً بنسبة 93 في المئة وما فوق. هذا يعني أن الفيلم كان كاملاً، لكن تصحيح ألوان من هنا ورتوش كومبيوتر من هناك و"لصقة" موسيقية في أحد المواضع، كانت لا تزال مطلوبة. العشرات منها عرضت في أجزاء او على شكل مقدمات دعائية Trailers كاشفة عن الجديد الذي لا يزال العمل عليه جارياً. أحد الأفلام التي عرضت كاملة "أبناء الجواسيس" لروبرتو رودريغيز. ذلك المخرج التكساسي المكسيكي الأصل الذي قدم أوراق اعتماده قبل نحو ثماني سنوات عندما أنجز، بأرخص التكاليف قيل 30 الف دولار وقيل أقل فيلم "المرياشي". أحاطته برعاية شديدة معتبرة إياه عبقرياً إسم مكسيكي جاذب للاتينيين وموازنة بخسة ومشاهد "أكشن" ذات لون متجدد، ومنحته عقداً لكتابة أفلامه وإخراجها. لكن "المرياشي" كان أعلى حد وصلت اليه عبقرية رودريغيز. بعده أخرج "متسابقو الطريق" الذي توجه الى الفيديو على عجل، و"من الغسق الى الفجر" الذي لم يكن سوى كونغ فو دام تواجه فيه حفنة من الأبطال جيشاً كبيراً من مصاصي الدماء، وجزء من فيلم رباعي بعنوان "أربع غرف" ثم الجزء الثاني من "المرياشي" تحت عنوان "دسبيرادو"، وفيلماً يستعير من كل فيلم رعب سبقه بعنوان "المعهد". ابتسامة التوقعات اختفت سريعاً حين بوشر عرض فيلمه الجديد "أبناء الجواسيس". الإنتاج لشركة "ميراماكس" وأحد صاحبيها بوب وانستين جلس يتحدث كيف أصبح الفيلم حقيقة: "التقيت رودريغيز في مهرجان البندقية قبل عامين وسألته عن جديده. قال إن لديه فيلماً عن طفلين جاسوسين. لم أرد سماع أكثر، بل أجبته: وجدت ممولاً". والفيلم هو عن طفلين جاسوسين فعلاً، والوالدان جاسوسان ايضاً، لكن منظمة شريرة تختطفهما فيتبرع الطفلان صبي وفتاة لتخليصهما من الأسر وانقاذ العالم من عصابة تخطف بعض المشاهير وتحوّلهم بشراً ممسوخين ينفذون الأوامر. هناك دراية واسعة واسلوب سرد سلس وتسلية عائلية كبيرة وأحياناً عنيفة لجانب عمل لا يمكن ضمه الى ما اشتهرت به "ميراماكس" سابقاً من إنتاجات، من مثل "شكسبير شاعراً" و"غود ويل هانتينغ"، لأنه أقرب الى إنتاجات "ديزني" منه الى معظم انتاجات "ميراماكس" السابقة. أفلام بلا علب لكن ما هو أهم من الفيلم طريقة إيصاله الى الحاضرين. إذا كنت في سن الأربعين، ربما كنت تذكر صغيراً ذلك الشعاع من النور الذي كان ينطلق من النافذة الصغيرة في حجرة العرض الى الشاشة. في عتمة الصالة كان منظره ساحراً ينخفض او يرتفع حجماً، تبعاً لكم الضوء الذي استخدمه المصوّر في المشهد المعني، لكن ذلك الوميض الذي يبدو كما لو كان ذرات من الغبار المتحد، كان دائماً هناك. الكبار اعتادوه، والصغار كانوا لا يزالون يتساءلون عما يكون حين طوّر الصانعون آلات عرض تعمل من دون وميض او شعاع. اختفى ذلك السحر الخفي، والآن اختفت آلة العرض بكاملها. "أبناء الجواسيس" هو أول عرض عالمي من دون بكرة أفلام في غرفة العرض، اذ بث مباشرة من الاستوديو الى تلك القاعة الكبيرة الكامنة في فندق "باريس"، بالأقمار الصناعية. النتيجة التقنية مبهرة. الألوان صحيحة وواضحة، والفيلم يبدو، تقنياً، أفضل من المتوقع. فرنسيس فورد كوبولا تنبأ بذلك قبل نحو خمس عشرة سنة. اصحاب الصالات خافوا من مثل هذه الخطوة وعارضوها: ماذا يحدث اذا انقطع الاتصال الفضائي؟ الفيلم ذو البكرة، إذا توقف، سارع العارض الى تصليح عطبه في الحال. ولكن لا أحد يستطيع، على ما يقولون اليوم أكثر من الأمس، الوقوف ضد "التقدم التكنولوجي". تعليقاً على ذلك، قال آلان هورن، وهو أحد رئيسين لشركة "وورنر"، ل"الحياة" في حفلة استقبال خاصة: "قريباً، كل الأفلام ستبث في هذه الطريقة ليس لقاعة او لعشر قاعات او مئة، بل لكل القاعات حول العالم وفي الوقت نفسه. انها وسيلة أوفر بكثير، اذ أن المعروض نسخة واحدة اساساً وعلى كل الصالات التي سيتم الإتصال بها، كما يتصل الواحد منا بالآخر هاتفياً عبر الهاتف الخلوي". لكن هناك أمراً آخر يحبب هذا الاتجاه. فأفلام المستقبل اذا لم تكن صوّرت بطريقة الديجيتال، وبعضها صوّر كذلك بالفعل، بدءاً بفيلم مايك لي الأخير "تايم كود" مروراً الآن بفيلم جورج لوكاس الخامس في سلسلة "ستار وورز"، فقد صوّرت ونقلت قبل بثها على القمر الاصطناعي الى نظام ديجيتال: "كما لاحظت"، يتابع آلان هورن بثقة: "العرض نظيف والصورة أفضل جداً من الفيلم المعتاد. هل تعلم كم يتكبد كل استوديو من كلفة لطبع النسخ وتوزيعها سنوياً؟" وتابع من دون انتظار جواب يعلمه أحسن مني على اي حال: "140 مليون دولار في السنة". الفيلم، ذلك الشريط الخام المعتاد، يتبدل الآن كل ثلاثة أسابيع أو أربعة، نتيجة علامات الاهتراء الناتجة عن كثرة العروض. مع "ايرين بروكوفيتش" التي أعادت "كولومبيا" إطلاقه مجدداً بسبب قرب توزيع جوائز الأوسكار، على نحو 100 صالة، كان لا بد من أن يطبع من جديد، كذلك النسخ التي عرضت مراراً وتكراراً لناخبي هذه الجائزة العالمية. تمويل عربي مشروط الوقوف مع واحد من أقوى عضلات هوليوود قد لا يتكرر في المدى القريب. لاس فيغاس تؤمنه وغيره في تلك المناسبات المنزوية عن جحافل السياح الأجانب الذين جاءوا لتجربة حظوظهم على طاولات اللعب وآلاتها. وكان لا بد من سؤاله عن موضوع ربما كان يفضل أن يبقى بعيداً منه: قبل نحو عام ونصف العام أفردت مجلة "فارايتي" تحقيقها الرئيس لصفحتها الأولى للحديث عن حاجة هوليوود الى التمويل غير الأميركي، بما فيه العربي. كيف ترى الصورة الآن اذا أخبرتك أن ثمة ممولين عرباً يبدون استعداداً للعمل مع هوليوود لكنهم خائفون منها؟ أجاب: "لا أدري سببا للخوف او الإمتناع. كل ما نريده هو ألا يكون التمويل مرتبطاً بغايات سياسية". وسئل: بالطبع، ولكن في الوقت نفسه، هناك مخاوف من أن يعامل العرب الممولون معاملة هوليوود للعرب في الأفلام ... أجاب: "لا أعتقد أنها مخاوف واقعية. في نهاية المطاف هناك معاملات مختلفة للعرب في السينما، لا معاملة واحدة. انا لست مع النيل من اي جنس او شعب، وأرى أن المال لا لون له او جنس. أعني أننا نرحب بالتمويل العربي اذا ما جاء بغاية العمل الجاد. لا أعتقد أن لدى أحد مشكلة مع ذلك". لكن المشكلة كانت موجودة وقبل وصول آلان هورن الى مركزه الراهن قبل أقل من عام، الى جانب أن الصورة كانت منحازة جداً ضد الشخصية العربية. كانت هناك محاولات واضحة لخطف التمويل العربي والهرب به. طارق بن عمّار، المنتج التونسي الذي موّل نصف "الحاسة السادسة" في الواجهة "وولت ديزني" خرج من معركة مشهورة مع "يونيفرسال" التي كانت أبرمت معه عقداً للمشاركة في تمويل فيلمه مع رومان بولانسكي "القرصان" 1983 ثم حاولت التملص منه بعدما وضع تمويله في الميزان. انتقل الى "مترو غولدوين ماير" لديه عقد توزيع معها الآن ورفع دعوى على "يونيفرسال" وكسبها بعد سنوات. أول عربي يكسب دعوى قضائية على شركة سينمائية أميركية. ألعبها آمنة خلال سنوات لاحقة جرب عدد من الأثرياء العرب جس نبض المراهنة على تمويل أفلام معينة، لكن معظمهم احس برفض هوليوود او برغبة بعض من فيها في "لطش" المال والهرب به، او لعله خشي ذلك خصوصاً أنه سيكون وحيداً في غابة من ذئاب المال. ولم يؤد وجود ماريو قصّار، اللبناني الأصل، الذي حقق نجاحاً كبيراً في النصف الثاني من الثمانينات ومطلع التسعينات، الى نشر الثقة بين اولئك الممولين على رغم أنه اجتمع مع عدد منهم لجذب اموالهم الى سوق الإنتاج. العرب الوحيدون الذين استطاعوا العمل في هوليوود، هم الذين ولدوا هنا من أصول عربية، او وفدوا الى هوليوود منذ سنوات بعيدة، مثل ماريو قصّار الذي لا يذكر أنه ووجه بصد من قبل مدينة لا تتباين سياسياً على نحو كبير، فهي ليبرالية في كل شيء باستثناء مدى حماستها لاسرائيل. لكن قصّار أدى دوره مذ أنتج "دم أول" الجزء التمهيدي لسلسلة "رامبو" عام 1982 متجنباً الأذى. كذلك كل الذين شقوا طريقهم في هذا المحفل من أحواض عربية، مثل ابراهيم موسى وجوزف شامية ويوسف مرعي، وراهناً ايلي سماحة. حتى عمر الشريف عندما أمضى في هوليوود ردحاً، آثر السلامة - ربما أكثر بقليل من المطلوب. ستيفن سيغال الممثل الذي كان حاضراً في "شو وست" مع عدد كبير من النجوم الآخرين، كان رفع دعوى قضائية على أمير سعودي بعدما انسحب الأخير من تمويل فيلم له، قبل أن يرفع الأمير عليه دعوى مضادة. وقبل أسابيع أخذ يشيع عن مشروع سينمائي يؤدي فيه دور زعيم راحل وفسر الأمر على أساس أنه مناورة مادية. حديث السلع في اليوم الأخير من المؤتمر، وبعدما كان الحاضرون أمّوا نشاطات مختلفة، حان موعد إقامة الحفلة النهائية التي يتم فيها توزيع جوائز تمنحها جمعية أصحاب الصالات السينمائية كل عام لمجموعة من الممثلين والمنتجين والمخرجين الذين تسببوا في جعلهم أكثر ثراء من العام الأسبق. وهذا الاحتفال يأتي بعد أسبوعين من قرار رفع أسعار التذاكر التي وصلت الى عشرة دولارات في نيويورك وتسعة دولارات في لوس أنجليس، وأقل من شهرين على إعلان مجمل الايرادات التي حققتها أفلام أميركية عرضت في السوق الداخلية، وقد تجاوزت سبعة بلايين دولار. ولكن مع ارتفاع سعر التذكرة، يخفي الرقم المسجل من الدولارات حقيقة أن هناك هبوطاً في نسبة المشاهدين. رئيس "جمعية هوليوود بيكتشر" التي تشرف على مراقبة الأوضاع الاقتصادية والانتاجية والاعلامية للسينما الأميركية، واسمه جاك فالنتي، خطب في "شو وست" موضحاً الصورة: عدد التذاكر المبيعة في اميركا سنة 2000 بلغ 7 بلايين و660 مليون دولار في مقابل 7 بلايين و450 مليون دولار في العام 1999. لكن عدد التذاكر المباعة عن العام الماضي بلغ بليوناً و420 مليون تذكرة اي أقل بنسبة 3 في المئة عن العام الأسبق، ولو أن الحضور لا يزال أعلى بنسبة 25 في المئة عما كان عليه قبل عشر سنوات. في المقابل، فإن معدل كلفة الانتاج ارتفعت الى 80 مليون دولار للفيلم الواحد. وكانت قبل عشر سنوات لا تتجاوز ال 39 مليون دولار تشمل هذه الكلفة صنع الفيلم والدعاية له ايضاً. جورج فاتيان رئيس جمعية اصحاب الصالات يقول ل"الحياة" رداً على سؤال: هل يزيد ارتفاع سعر التذكرة من انخفاض عدد المشاهدين: "لا أعتقد ذلك. الحقيقة أن كلفة صنع الأفلام ارتفعت، وككل سلعة عليها أن تعوض ذلك الارتفاع من زبائن تلك السلعة. ولكن مع رواج الأفلام المبثوثة عبر القمر الاصطناعي ستتغلب هوليوود على واحد من أسباب ارتفاع الكلفة، لذلك يمكن توقع احتمال أن يتوقف سعر التذكرة عند هذا الحد الى وقت طويل". نجوم العام خلال الحفلة الختامية، وعلى طاولة متقدمة، حاولت أن أنسى حديث السلع، لكن المحاولة قضى عليها النفس التجاري المهيمن على المؤتمر بكامله والمنتقل الى تلك الحفلة الباهرة التي حضرها عشرات النجوم وأكثر منهم من المنتجين وأصحاب القرار. خلال ساعتين ونصف الساعة، قدمت اثنتا عشرة جائزة، كل واحدة صممت لها مقدمة مصوّرة تتألف من عرض سريع لأهم أعمال الفائز. وهي بدأت بجائزة نالتها شانون اليزابث باسم "نجمة الغد" وانتهت بجائزة "كوميدي العام" التي منحت للممثل الأسود كريس روك. وبينهما كر الفائزون: السيناريست ويليام برويلز كاتب "المعزول" بطولة توم هانكس فاز بجائزة "سيناريست العام". ساندرا بولوك فازت بجائزة "نجمة العام". نيكولاس كايج خرج الى جمهور معجب وتسلم جائزة "عقد مميز من الإنجاز" على رغم أن بداياته تتجاوز العقد الواحد. وفي مجال التمثيل المساند فازت البريطانية جودي دنش التي لم تستطع الحضور لأنها تصوّر فيلماً ل"ميراماكس" واحداً من ثلاثة متوالية لها مع الشركة، والصبي هايلي جوويل أوزمنت "الحاسة السادسة" و"ادفع سلفاً" فاز بجائزة أفضل ممثل مساند. وولفغانغ بيترسون مخرج "في خط النار" و"عاصفة تامة" وبضعة أفلام أخرى جلبت جميعاً أكثر من بليون دولار من صناديق التذاكر، فاز بجائزة "مخرج العام" سلمه إياها كلينت ايستوود. اما نجم العام فكان راسل كرو. ومنح المنتجان الشريكان ديفيد براون ورتشارد زانوك جائزة "منتجي العام". حين ظهر كريس روك لتسلم جائزته أعاب على الحفلة إطالتها، وانتقد ما تسرب اليه من ملل بسبب ذلك، وطلب من الحاضرين الانصراف. كان ذلك استعراضاً فقط، فالحفلة كانت شارفت الإنتهاء، على اي حال، وكان هو آخر الفائزين... لكن شيئاً صادقاً في كلماته تردد في البال: آن الانصراف ليس من حفلة الختام فقط، بل ومن المدينة بأسرها، تلك التي لا تنام. ولماذا تنام اذا كانت نواديها مشغولة بلاعبيها ليلاً ونهاراً؟ بينغو!