استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز امس في جدة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الذي وصل الى المملكة من قطر ضمن جولة له على بعض الدول الخليجية قبل انعقاد القمة العربية الاسبوع المقبل في عمان. وقال سفير دولة فلسطين لدى المملكة مصطفى الشيخ ديب ان زيارة عرفات السعودية "تأتي في اطار التنسيق والتشاور" الذي يسبق القمة وذلك من اجل "توحيد الموقف والهدف حيال القضية الفلسطينية في ظل التطورات الاخيرة وايجاد الحلول المناسبة لاخراج الشعب الفلسطيني من تبعات الحرب الضروس" التي تشنها ضده قوات الاحتلال الاسرائيلية. ولفت السفير ديب الى ان الرئيس عرفات سيبحث مع العاهل السعودي السبل الكفيلة باخراج الشعب الفلسطيني من المحنة التي يمر بها جراء الحرب التي تشنها قوات الاحتلال الاسرائيلية وحقه في الاستقلال واقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريفة وهو المطلب الذي اشار السفير الى ان المملكة تؤيده بقوة. الى ذلك، اشارت وكالة الانباء السعودية الى ان الملك فهد والرئيس عرفات بحثا في "العلاقات الثنائية وسبل دعمها واخر مستجدات عملية السلام"، لافتة الى ان الامير عبدالله ناقش والرئيس الفلسطيني "الاوضاع في الشرق الاوسط وفي مقدمها القضية الفلسطينية والاراضي العربية المحتلة". وتأتي زيارة الرئيس عرفات الى المملكة ومن ثم الامارات وعُمان ضمن الجهود العربية المبذولة لوضع القضية الفلسطينية والوضع المتردي في الضفة والقطاع في مقدم اولويات القمة العربية في عمان. والتقى الرئيس ياسر عرفات في جدة امس ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء الامير عبدالله بن عبدالعزيز وكان التقى في بداية زيارته النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران الامير سلطان بن عبدالعزيز وبحث معهما كل على حدة في القضايا ذات الاهتمام المشترك والاوضاع المتردية في الاراضي الفلسطينية. على صعيد آخر، واس اصدر وزير الداخلية السعودي المشرف العام على اللجنة السعودية لدعم انتفاضة القدس الامير نايف بن عبدالعزيز امس امراً بصرف مبلغ 125،14 مليون ريال لصالح 2825 جريحاً من جرحى الانتفاضة وفقاً للخطة التى تتبعها اللجنة في ايصال التبرعات الى مستحقيها من أبناء الشعب الفلسطيني بطريقة مباشرة. وقامت اللجنة التنفيذية لدعم الانتفاضة بتحويل هذا المبلغ الذي يأتي امتداداً للدعم الذي تقدمه المملكة للشعب الفلسطيني في انتفاضته الباسلة ضد قوات الاحتلال الاسرائيلي الى المستفيدين وفقاً لبيانات دقيقة تضمنت أسماء الجرحى وعناوينهم وأرقام حساباتهم ونوعية اصابتهم وتاريخها. كما اصدر رئيس اللجنة الشعبية لمساعدة مجاهدي فلسطين امير منطقة الرياض الامير سلمان بن عبدالعزيز امس امراً بتحويل 3.8 مليون ريال من ايرادات اللجنة الى منظمة التحرير الفلسطينية. واشار المدير العام لمكاتب اللجنة الشعبية لمساعدة مجاهدي فلسطين عبدالرحيم جاموس في بيان تلقت "الحياة" نسخة منه الى ان المبلغ يمثل الدفعة السادسة من تحويلات اللجنة خلال العام الهجري الحالي. وفي الدوحة، علمت "الحياة" ان الرئيس الفلسطيني طلب من أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمس "دعم قطر سياسياً، خصوصاً الطلب من أميركا والدول الأوروبية مساعدة الشعب الفلسطيني الذي يتعرض للضرب بالدبابات وغيرها كما طلب من الدوحة الضغط على الأميركيين والأوروبيين ليتفاعلوا مع القضية العادلة". وقال السفير الفلسطيني في الدوحة السيد ياسين الشريف "ان التجاوب القطري كان رائعاً ووعد أمير قطر بالتحرك في هذا الشأن". ويتوقع أن يطرح عرفات موضوع الضغط على أميركا والأوروبيين خلال جولته الخليجية. وقال المصدر ان زيارة عرفات الى الدوحة كانت تهدف الى تقديم التهنئة لأمير قطر باسم القيادة والشعب الفلسطيني لمناسبة انتهاء النزاع الحدودي بين قطر والبحرين. وعلم ان عرفات قال ان طي ملف الخلاف الحدودي "يسعد الشعب الفلسطيني لأن انهاء الخلافات يؤدي الى مزيد من الاهتمام بالقضية الفلسطينية ومساندتها". وعلمت "الحياة" ان عرفات طرح مع أمير قطر موضوع القمة العربية والقرارات التي ستصدرها وانه تم التشديد "على ضرورة ان تخرج قمة عمان بقرار موحد يستطيع العرب من خلاله وقف العجرفة الاسرائيلية وارسال رسالة لأميركا تقول لها ان القضية الفلسطينية تهمنا كعرب جميعاً". كما تم التشديد على أن "تؤكد القمة العربية ان على الجانب الأميركي أن يلاحظ ان الموقف المنحاز لاسرائيل لا يفيد واشنطن على الدوام". وتطرق عرفات في محادثاته الى موضوع الدعم المالي للسلطة الفلسطينية و"تم وضع تصور آلية لتسليم الدعم من الدول العربية مباشرة الى السلطة الفلسطينية خصوصاً انها تعاني حالياً من ظروف حرجة. وعلم ان أمير قطر "كان متجاوباً مع الطرح الفلسطيني" في هذا الشأن كما وعد أمير قطر الرئيس عرفات بالتحرك دولياً مع اميركا وأوروبا في شأن معاناة الفلسطينيين. وقال المصدر ان الاجتماع بحث في "أهمية ان تخرج القمة العربية بصوت واحد يقول لأميركا ان القضية الفلسطينية مهمة جداً ولا يستطيع أحد الوقوف أمام حلها".