لا إعلانات بارزة أو مكثفة عن حفلة السيدة فيروز أميرة الغناء العربي التي ستحييها في دبي في التاسع والعشرين من هذا الشهر، بدعوة من الجامعة الاميركية، وبتقاطع مع شهر التسوق، وبلا صلة بينهما، فالسيدة مؤسسة خاصة كاملة بذاتها وحضورها، ولهذا نفدت تذاكر الدخول تماماً من أوائل آذار مارس الجاري، وبدأ الناس يهتمون بما يقدم شهر التسوق من تسهيلات، وسلع، وبضائع وتأشيرات يسهل الحصول عليها في مناسبة كهذه. وفي الجهة الأخرى من لؤلؤة الخليج، يأتي الفنان منصور الرحباني حاملاً معه مسرحية "أبو الطيب المتنبي"، مستصرخاً العرب، متسائلاً عن سر سباتهم الذي طال، وكرامتهم التي كان دونها الموت. فيما تقع الفنانة اللبنانية المحرضة جوليا بطرس بين الاثنين مستغربة غياب الملايين، مندهشة من إعادة توزيع أغنيتها بلا استئذان، متغاضية، متفهمة، غيابها عن الفضائيات العربية. على بعد كيلومترات قليلة، ولعشرة أيام متتالية تبدأ في 17 نيسان ابريل المقبل يلتقي فنانون من كل الأصقاع العربية و35 بلداً أجنبياً تحت مظلة "بينالي الشارقة الخامس" الذي بدأ يتكرر حدوثه كل عامين منذ 10 سنوات، هادفاً الى رفع الذائقة الجمالية لدى الجمهور وتكريم رواد التشكيل العربي، مازجاً بين المخزون الثقافي والفني في المنطقة والحداثة الجديدة بكل تنوع تجاربها، ويعزز ذلك بإصدار 25 كتاباً عن التشكيل خلال البينالي دعماً لهذه الثقافة، ورصداً لها. مهما يكن فبينالي الشارقة يأتي تتويجاً لكل زخم المعارض التي تقام على أرض الإمارات، ورغبة في إعلاء شأن الفنان والتشكيل، وبتفاعل مع الكلية الملكية البريطانية التي أخذ عنها المنظمون خبرتها في هذا المجال. وبمشاركة 14 فرقة مسرحية محلية وثلاث فرق مسرحية عربية افتتحت في الشارقة أيضاً الدورة الحادية عشرة لأيام الشارقة المسرحية في 17 آذار مارس الجاري وتمتد لعشرة أيام بحضور أسماء مهمة عربياً ومحلياً مثل نهاد صلحية، رياض عصمت، المنجي بن ابراهيم، فايز قزق، سامي عبدالحميد، أحمد راشد ثاني، ويوسف عايدابي وغيرهم. في أبو ظبي تم توجيه الدعوة الى أكثر من 350 دار نشر عربية وأجنبية عائدة ل23 دولة قصد الاشتراك في الدورة العاشرة لمعرض أبو ظبي الدولي للكتاب والذي أصبح علامة مميزة ل"المجمع الثقافي"، ويتميز هذا الملتقى بأنه يتم في أجواء حرة تماماً، بعيداً من الرقابة الرسمية، وبحضور حشد من المثقفين والاعلاميين العرب، سيكون أبرزهم هذه المرة، محمد جابر الأنصاري، وحنان عشراوي، وأسامة الباز. ومعرض أبو ظبي استطاع على مدار عقد من الزمن تكريس مواصفاته الخاصة، التي يشهد له بها الناشرون العرب: لا رقابة، حد أعلى من التسهيلات، أجنحة، وفرة في المبيعات خصوصاً من الدوائر الرسمية ودور الكتب الوطنية، ازدهار صفقات نشر الكتب. علماً أن عدد دور النشر يتضاءل وفق قاعدة النوع لا الكم. ومن اللافت أن بلداً كالإمارات يشهد معرضي كتاب كل عام: واحد في العاصمة وآخر في الشارقة، تفصل بينهما أشهر ستة ويحافظان على انتعاشهما. في النصف الثاني من نيسان ابريل يبدأ في المكان نفسه مؤتمر القمة الدولي الثاني للانترنت والوسائط المتعددة، والذي يبحث في قضايا التعدد الثقافي واللغوي ويساهم به الاتحاد الدولي لجمعيات الوسائط المتعددة. التعارض بين العولمة والتعدد الثقافي، وتطور الانترنت في العالم العربي واستكشاف مستقبله، اضافة الى أمور ثقافية أخرى.