تشهد مدينة الرياض بدءاً من غد الأحد 18 نيسان ابريل الدورة التاسعة ل"لقاءات الفرنكوفونية" وتتضمن هذا العام برنامجاً حافلاً. ويحلّ الكاتب أحمد أبو دهمان ضيفاً على الدورة ويلقي كلمة الافتتاح تحت عنوان "مدار الثقافات". وفي البرنامج: عرض من تقديم المدارس الفرنكوفونية في الرياض بمشاركة المدرسة العالمية المتحدة ومدرسة الشرق الأوسط ومدرسة نجد، وكذلك حفلة موسيقية يحييها الفنان الكيبيكي لوك دولاروشيليير، ومحاضرة باللغة العربية يلقيها أحمد أبو دهمان تحت عنوان "كاتب سعودي في باريس"، وأمسية موسيقية من تنظيم سفارات تونس، لبنان، المغرب ومصر، وبمشاركة المطربين والموسيقيين وسام شيخو، أمل منصور، عادل وعائشة الوعد. ويقام بازار فرنكوفوني، بمشاركة سفارات بلجيكا، تونس، الغابون، رومانيا، ساحل العاج، لبنان، الكاميرون، كندا، مالي، المغرب وبولونيا. ووزّعت إدارة الدورة الفرنكوفونية ملفاً عن الفرنكوفونية وتاريخها وضمنه سيرة الكاتب أحمد أبو دهمان وهو أول كاتب سعودي وخليجي يعبّر بالفرنسية. وعرف كتابه "الحزام" نجاحاً كبيراً حتى بلغ ثماني طبعات دار غاليمار. وفي سيرته أنه ولد قبل خمسين سنة في قرية آل خلف في منطقة عسير، حيث "لا يسقط المطر بل يصعد"، بحسب ما يروي المؤلف في كتابه. أنهى الكاتب دراسته الابتدائية في القرية والمتوسطة في مدينة أبها. ثم دخل الى معهد إعداد المعلمين في الرياض وعاد ثانية الى قريته حيث درس لمدة ثلاث سنوات. واصل تعلمه الجامعي مدة خمس سنوات في جامعة الملك سعود في الرياض، وحصل سنة 1979 على منحة مكنته من مواصلة دراسته الجامعية في السوربون. يتنوع نشاط الكاتب حالياً بين الكتابة والعمل الصحافي، وهو مراسل جريدة "الرياض" منذ 1982. يمثل "الحزام"، الذي تم طبعه في دار "غاليمار" الفرنسية أول رواية له. وحول عناصر شعرية وخرافية "أتيت من عالم يجسد فيه الشعر العربي قاعدة للثقافة"، بنى الكاتب نصاً عن حياته الذاتية، البسيطة والعميقة، وكأنه يحيا من جديد طفولته، وعادات قريته ومعتقداتها وأغانيها ودعواتها. وفي نهاية الكتاب، نكتشف ان "الحزام" هو أيضاً اسم حكيم القبيلة الذي يمثل الرابط بين العالم التقليدي والحداثة. عقب نشر "الحزام"، تمت دعوة أحمد أبو دهمان الى برامج تلفزيونية في فرنسا، منها "حقوق الكتاب"، القناة الخامسة، "راديو فرانس كولتور" راديو فرنسا للثقافة. وساهم في الكثير من المحاضرات في المؤسسات التعليمية. وخصصت الصحف الفرنسية ذات الانتشار الواسع مثل "لو موند" و"ليبيراسيون" مقالات عنه ومقابلات مع الكاتب في شأن كتابه. وكتاب أحمد أبو دهمان، وهو أول كاتب باللغة الفرنسية من الجزيرة العربية، أصبح ظاهرة "مكتبية" نظراً الى الاقبال الكبير عليه. فبيع أكثر من 10 آلاف نسخة منه وسيتم طبعه مجدداً لدى "غاليمار" في طبعة الجيب. في المملكة العربية السعودية، ترك نشر كتاب "الحزام" أثراً كبيراً، ولا سيما في الوسط الاعلامي. ونشرت المقالات منه في مختلف الصحف وكتبها مثقفون ونقاد في مجال الأدب. وينتظر القراء الترجمة العربية لهذا الكتاب. وفي الملف أيضاً كلمة من الناقد معجب الزهراني عن رواية "الحزام" وفيها: "في مقدمة "الحزام" أشار أحمد أبو دهمان الى أنه أول كاتب من الجزيرة العربية ينجز نصاً ابداعياً بالفرنسية. هذه المعلومة حقيقة دالة على أمرين مهمين راهناً ومستقبلاً. الأول منهما ان اللغة الفرنسية يمكن أن تجتذب المزيد من المبدعين من مختلف البلدان باستمرار، وخصوصاً المشرق العربي حيث كانت الى فترة قريبة اللغة الأوروبية الأكثر ارتباطاً بالثقافة والمثقفين. الأمر الثاني ان الأجيال الجديدة في هذا الفضاء الحضاري العريق يمكن أن تتجه الى المزيد من المغامرات الخلاقة لهذه اللغة الجذابة التي تضمن لهم ولغيرهم حضوراً قوياً في المشهد الثقافي العالمي الراهن والمقبل. صدرت رواية "الحزام" في نهاية العام 1999، وهي الآن في طبعتها الثامنة مما يدل على الأهمية القصوى والحاجة الملحة الى الحوار البناء بين الكتاب واللغات والثقافات والشعوب في عصر "العولمة" أو "القرية الكونية". فالرواية تحكي بلغة شعرية آسرة حياة الناس البسطاء في قرية من أقاصي الجنوب سريعاً ما تحولت الى "قرية كونية" بفضل تلك اللغة التي تحتفل بالانسان في ما وراء كل الحدود الفاصلة والهويات الضيقة أو "القاتلة". ان علاقة أبو دهمان بالأرض والبشر هي علاقة محبة شفافة وعميقة، ولا غرابة إذاً ان يجد كل قارئ حزامه الخاص في هذامنص المتميز بكل المعاني. إننا جميعاً "هنا" و"هناك"، لا بد من أن نتعلق بحزام ما، وخصوصاً حينما تأخذنا مغامرة البحث والترحل خلف الأحلام الى الأقاصي حيث يكون للحياة والكتابة والقراءة معنى آخر يختزل ويكثف أجمل ما في الاختلافات من معاني".