انطلقت الحركة السياسية للعماد ميشال عون من توليه رئاسة الحكومة العسكرية العام 1988، بعدما حالت الانقسامات السياسية في لبنان دون انتخاب رئيس جديد للجمهورية، فسلمه الرئيس آنذاك أمين الجميل، رئاسة الحكومة الانتقالية التي رفض فريق من اللبنانيين شرعيتها، وتمسكوا بحكومة برئاسة الدكتور سليم الحص، مدعومين من سورية. وكان عون من الذين رُشحوا الى الرئاسة الأولى. وتأسست أفكار عون السياسية من ادائه دوراً في الجيش الذي تسلم قيادته. وعبر عنها أحد كبار الضباط في كتاب: "ويبقى الجيش هو الحل". لكن البلاد بقيت بلا رئيس، فيما تمكن عون من ان يجمع حوله تياراً شعبياً تظاهر لمصلحته في القصر الجمهوري في بعبدا بكثافة، لوقوفه ضد الميليشيات، ثم ضد الوجود السوري في لبنان الذي أعلن عليه "حرب التحرير" في 14 اذار مارس 1989. واستمرت الى حين اجتماع البرلمانيين اللبنانيين في الطائف حيث توصلوا الى ميثاق الوفاق الوطني. ولم يكن للتيار الذي تحلق حول عون أي تنظيم يؤطره، نظراً الى ان الجنرال كان في السلطة... لكنه تحول حركة سياسية منذ مؤتمر انعقد عام 1994 في باريس التي نفي اليها بعد نحو سنة على اخراجه من قصر بعبدا الجمهوري بعملية عسكرية نفذها الجيش السوري والجيش اللبناني بقيادة العماد اميل لحود آنذاك. ولم ينتقل "التيار الوطني الحر" الى حيز التأطير التنظيمي إلا في العام 1998 مع انه لم يتحول حزباً بالمعنى التقليدي للكلمة بل ضم شخصيات وقيادات طالبية من ميول متعددة، يميناً ويساراً، أكثرها في الوسط المسيحي. وبين 92 و98 اقتصر تحركه على بيانات ومواقف محورها ما كان يصدر عن عون نفسه الذي بقي 5 سنوات خاضعاً لواجب التحفظ بناء على اتفاق بين الدولة الفرنسية والدولة اللبنانية. وكان أبرز الناطقين باسم التيار اللواء المتقاعد نديم لطيف والقاضي السابق يوسف سعدالله الخوري. ونظم وجوده في عدد من القطاعات النقابية التي خاض فيها انتخابات وتحالفات، فيما قاطع 3 دورات انتخابية نيابية بحجة تحكم نفوذ سورية فيها مطالباً بانسحابها من لبنان. وشكلت له هيئة عامة وهيئة سياسية. وله وجود في معظم الجامعات في لبنان، الى جانب الأحزاب اللبنانية الأخرى المتعددة الاتجاهات ويتركز نفوذه في فروع للجامعة اللبنانية، والجامعة اليسوعية وجامعة اللويزة والكسليك. والتيار متحالف منذ الانتخابات في الصيف الماضي مع "القوات اللبنانية" المنحلة و"حزب الوطنيين الأحرار" على بعض العناوين المطروحة على الساحة اللبنانية. وترفده تنظيمات مثل "حركة التغيير" و"مكتب التنسيق" "والتجمع من أجل لبنان" وله وجود في وسط اللبنانيين في فرنسا واستراليا والولايات المتحدة الأميركية.