تحولت أزمة اجتماعية بين مواطن مصري وزوجته الالمانية حدثاً سياسياً - أمنياً أمس. إذ احتجز إبراهيم علي السيد مساء أول من أمس اربعة من السياح الالمان رهائن في الاقصر واتصل بالسفارة الالمانية في القاهرة لابلاغها أنه لن يُطلقهم إلا إذا أعادت اليه السلطات الالمانية طفليه اللذين فرت بهما زوجته الى المانيا قبل سنة ونصف سنة. واصدرت وزارة الداخلية المصرية بياناً أمس نفت فيه أي أبعاد سياسية أو أمنية للقضية. وقالت انها "نزاع شخصي بين مواطن مصري وزوجته الالمانية". وأفاد البيان أن رجال الأمن "يتعاملون مع المواطن في اطار تأمين الرعايا الالمان". وتناول تفاصيل الحادثة، مشيراً إلى أن السفارة الالمانية تلقت اتصالاً هاتفياً من السيد أعلن فيه احتجازه اربعة من السياح الالمان خلال وجودهم في مدينة الاقصر، وهدد بعدم اطلاقهم قبل اعادة طفليه كريم 7 سنوات ورامي 3 سنوات الموجودين حالياً في المانيا مع زوجته هيكا رايتر. وأضاف البيان أن المواطن الذي يعمل مرشداً سياحياً كان تزوج من رايتر العام 1991 وأقامت معه في محافظة المنوفية، وانها "تمكنت من الفرار بالطفين الى المانيا بمساعدة السفارة الالمانية في القاهرة التي منحتها جوازات سفر المانية من دون موافقته على رغم تمتعهما بالجنسية المصرية". وأشار البيان الى أن الخاطف ذكر أنه لجأ مرات عدة الى السفارة لطلب الحصول على تأشيرة دخول الى المانيا لرؤية ولديه وزوجته الا ان المسؤولين فيها رفضوا منحه اياها للحؤول دون تمكينه من استرجاعهما أو السماح له برؤيتهما، فيما تمكنت زوجته من استصدار حكم بأحقيتها في حضانة الطفلين. وأوضح البيان أن السياح الاربعة هم: ماركو فيديكند ورالف ليفر وكريستوف باننج وبيتر نوفوتنيك. وتحدثت "الحياة" أمس إلى إبراهيم السيد 46 سنة عبر هاتف نقال في حوزته فذكر أنه كان هاجر إلى المانيا العام 1978 وتزوج من سيدة المانية رفض ذكر اسمها انجب منها طفلته الأولى ايناس ثم تزوج من سيدة أخرى هي رايتر وانجب منها طفليه كريم ورامي. وهي عادت واقامت معه في مصر منذ العام 1991. ونفى أن يكون خطف السياح الاربعة أو احتجزهم. وقال إنه تعرف عليهم وعرض عليهم مشكلته فاقترحوا عليه "سيناريو" الاختطاف وطلبوا منه الاتصال بالسفارة الالمانية في القاهرة والادعاء بأنه خطف اربعة مواطنين المان حتى تهتم الدوائر المصرية والالمانية الرسمية بقضيته. ورفض ابراهيم كشف المكان الذي كان يتحدث منه أو مكان الالمان الاربعة الذين اكد انهم "في حال جيدة للغاية ويمارسون لعبة النرد طوال الوقت". وأضاف: "هم يأكلون المحشي الآن وسعيدون بما يجري". وذكر أنه كان عرض قضيته على وزير الخارجية السيد عمرو موسى في تشرين الاول اكتوبر الماضي، وانه التقى ديبلوماسياً المانياً في الشهر نفسه في مقر وزارة الخارجية المصرية في حضور الوزير المصري المفوض اسماعيل معوض وأن المسؤول الالماني وعده وقتها بمنحه تأشيرة لزيارة طفليه ثم تنصل من وعده. وذكر أن زوجته تحدثت اليه عبر الهاتف امس واكدت له رغبتها في الحضور الى مصر ومعها الطفلان، إلا أن السلطات الالمانية ترفض ذلك. وختم حديثه الى "الحياة" قائلاً: "أنا مظلوم. كل ما أريده هو رؤية طفليّ". ونقلت وكالة "فرانس برس" أمس عن ماركو فيديكند، احد السياح الاربعة، انه "مخطوف لكنه يلقى معاملة جيدة". واضاف السائح بصوت هادئ للغاية انه يلعب الورق مع رفاقه.