من المبكر جداً الحكم على نجاح ما وصف بأنه أكبر عملية اندماج في التاريخ بين شركتي "آي أو أل" و"تايم وورنر"، أو على فشلها. فالشركتان اندمجتا لكنهما لم تضعا هذا الاندماج، بعد، حيز التطبيق العملي، إن على مستوى خطط تقاسم موجوداتهما مجلات، موسيقى، برامج تلفزيونية... وترويجها، وإن على مستوى مواقع "ويب" مشتركة أو مدمجة. من هنا ونظراً الى عدم وضوح تلك الخطط والمقاربات تماماً، يبدو الحكم على أداء مشترك لمواقعهما مجحفاً وغير ذي صلة، إيجاباً أم سلباً. فلم يمضِ وقت على العملية حتى ظهرت نتائج المسح والاحصاء عن مؤسسة "جوبيتر ميديا ميتريكس" التي رصدت حركة روّاد "ويب" لكانون الثاني يناير الماضي. وكانت الشركتان حصلتا، لتوهما، على موافقة "هيئة الاتصالات الفيدرالية" الأميركية، FCC، على عمليتهما تلك. وأشارت النتائج إلى أن ثُلث الوقت نحو 33 في المئة الذي يمضيه الأميركيون على الشبكة، أمضوه في مواقع تملكها شركة "آي أو أل - تايم وورنر" الحديثة العهد، متقدّمة بأشواط على "ياهوو" 7 في المئة، و"مايكروسوفت" 6 في المئة. إلاّ أن توزيع النسب على المواقع التي تملكها كلتا الشركتين، على حدة، لحظ فارقاً كبيراً بين عدد الزوّار الذين انطلقوا من منازلهم. فبلغت نسبة روّاد ممتلكات "تايم وورنر" في الشبكة، بما فيها موقع "سي أن أن"، 7،15 في المئة، أو 8،12 مليون زائر فريد غير مكرّر، في مقابل 5،59 في المئة لمواقع "آي أو أل"، أو 2،46 مليون زائر فريد. أما كمية الوقت بالدقائق المصروف في ممتلكات "تايم وورنر" فوصلت نسبتها إلى 3.0 في المئة، في مقابل 4،32 في المئة في "آي أو أل". وتعطي النسبة الأولى ما مجموعه 4،293 مليون دقيقة لمصلحة "تايم وورنر"، من أصل 8،97 بليون دقيقة صرفها الأميركيون في كل المواقع التي يرتادونها. وبهذه الكمية، تكون الشركة الأخيرة، منفصلة، تخلّفت كثيراً عن شبكة "ياهوو" التي جمعت 9،6 بليون دقيقة، وكذلك عن شبكة "مايكروسوفت" التي سجّلت 1،6 بليون دقيقة. أما مجموع وقت الاستخدام للشركتين المندمجتين فبلغ 6،31 بليون دقيقة، أكثر من ثلثه لوظيفة التراسل الفوري، instant messaging. ويعزو محلّلون تفوّق "آي أو أل" إلى سيطرة نموذجها الأعمالي. فهو يجمع خدمة محتويات مع مصلحة تأمين نفاذ إلى الشبكة ومصلحة برامج وتطبيقات خصوصية، ما يتيح السيطرة على بيئة عمل المستخدم وتواصله، في شكل أشد مما تستطيعه منافساتها، ويؤدّي إلى صرف المستخدم أوقاتاً أطول في ربوع "آي أو أل". وعلى عكسها، ليست لدى "ياهوو"، مثلاً، مصلحة تأمين نفاذ ولا برنامج تصفّح خصوصي. ويؤخذ على نتائج المسح أنها لم تشدّد على الفوائد التي تكسبها "آي أو أل" من حضور "تايم وورنر" الشبكي في قطاع الأعمال. وأوردت صحيفة "واشنطن بوست" أن الناطق باسم "ياهوو" رفض التعليق على النتائج، في حين علّق مدير شبكة "مايكروسوفت" بوب فيس، قائلاً: "عندما تتطوّر مهارات المستخدمين، تراهم يريدون الارتقاء في تجربتهم، من "حديقة آي أو أل المسوّرة" لتطاول الإنترنت ككل. ونلاحظ أن كثيرين من هؤلاء يريدون الانتقال إلى شبكة مايكروسوفت والتوطّن فيها". وأشار إلى أن النتائج شدّدت على الولايات المتّحدة، حيث تفوّقت "آي أو أل". إذ تتفوّق شبكة مايكروسوفت على "آي أو أل" في عدد الزوّار، في أوروبا، وفقاً لشركة "ميديا ميتريكس" التي نشرت النتائج أعلاه. [email protected]