أول الكلام: للشاعر الفلسطيني الكبير/ هارون هاشم رشيد: - ناديتُ: يا وطني فما ردَّ الصدى: صوتي ولا حمل الأثير تنهُّدي وحلمت بالقدس الشريف مطهَّراً من ربقة الباغي وظلم المعتدي!!
هارون هاشم رشيد: صوت الحنين الى دياره فلسطين، وصوت الوجع الفلسطيني الذي يطوف ديار العُرْب منطلقاً من القاهرة أبداً/ سقفه منذ هدم المستعمر الصهيوني بيته، واقتلع شجرة زيتونه، وخرَّب بيارة برتقاله... وطوال هذه السنوات، ونحن نتدفأ بشعر هارون هاشم رشيد الذي زاد بزوغه منذ نشيده المغنى: "لن ينام الثأر" فردّدنا ذلك النشيد منذ العدوان الثلاثي على مصر، حتى وئدت الإذاعات والتلفازات العربية صوت القصيدة/ النشيد! واليوم... يفاجئني هذا الشاعر الصديق/ هارون هاشم رشيد بقصيدة اختار لها عنوان: من صمت الى صمت متفضلاً بإهدائها إليَّ، وكان يتمنى نشرها كاملة في الحياة لولا مبدأ الامتناع عن نشر القصائد الكلاسيكية المقفاة والموزونة!! وأعرف ان الاقتضاب، والابتسار، واختيار فقرات من قصيدة هو: تشويه لها... لكنني أتجاوز جزءها الأول الذي أسبغ فيه عليَّ محبّته وصدق نفسه، وأستضيف الجزء الآخر من القصيدة لأزيد متعة القارئ العربي الفياض بالشجون عن الواقع العربي بهذه الصور الرائعة:
أأعود للقلم الذي عاندته أتُرى أعود، وكيف... قل لي أبتدي؟ ولأيِّ ساح سوف أُطلق مهرتي وبأي ميدان... يجول مهنّدي أم من رُبى نجد، ونفح أريجه وتراثه الباقي التليد، الأخلد؟ وأنا الذي تدري طهارة حرفهِ وصراعه من أجلِ فجرٍ أرغد ولأجل قرآني وديني والذي في القلب للوطن العزيز السيّد ناديتُ: يا وطني، فما رَدَّ الصدى صوتي ولا حَمَل الأثير تنهُّدي وحَلمت بالقدسِ الشريف مطهَّراً من ربقة الباهي وظُلم المعتدي وَحَننْتُ للبيت الذي فارقته ولغُرفةٍ شَهِدتْ هُنالِكَ مولِدي وتلفَّتتْ عيني وحارَ دَليلُها وأنا أقاسي غُربتي وتَشرُّدي ما عادَ لي دَوْحٌ أفيء لظلهِ أو شاطئٌ أُلقي إليه بمقْودي ما مِنْ جليسٍ لي فيؤنس وحشتي ويعيدني طفلاً غَريرَ المقْصدِ كالسّيفِ يا الله أيةُ غربةٍ هذي وأي توحُشٍ وتَوحُّد وتجيءُ من حينٍ لآخر نبضةٌ لك تستثيرُ حماستي وتَوقُّدي يا صَاحبي وأخي وتوأم مُهجتي أخجلتَني بحنانِك المُتودِد.