اضطر المئات من الفلسطينيين القاطنين في القرى المحيطة بمدينة رام الله الى المبيت في المساجد ومنازل معارف واقارب لهم في مدينتي البيرة ورام الله بعد ان تقطعت بهم السبل في اعقاب تكثيف اسرائيل حواجزها على مداخل الطرق ومخارجها، اضافة الى اغلاق الشوارع الالتفافية الوعرة التي شقها المواطنون لتجاوز الحواجز العسكرية. وقال شهود ل"الحياة" ان وسط المدينة عج بالناس ليلا بحثا عن سيارات التاكسي لنقلهم الى قراهم، و"عندما فقدوا الامل في العثور على من يقلهم، توجهوا الى المساجد للنوم". واشاروا الى ان الجنود المتمترسين عند الحواجز اوقفوا السيارات وامروا ركابها بالنزول والانتظار ساعات قبل ان يأمروهم بالعودة ادراجهم. ويأتي الاجراء الاسرائيلي بعد اصابة مستوطن ومستوطنة في عمليتي اطلاق نار منفصلتين في منطقة قرى بني زيد الغربية حيث شنت قوات الاحتلال حملة اعتقالات واسعة. الى ذلك، اندلعت مواجهات امس اثر تبادل لاطلاق النار بين مسلحين فلسطينيين وجنود اسرائيليين عند قرية بيت ريما قرب رام الله اسفرت عن اصابة خمسة فلسطينيين. وفي قطاع غزة قالت مصادر ان جنودا اسرائيليين اطلقوا النار على صبي فلسطيني يبلغ من العمر 13 عاماً فأصابوه اصابة خطرة في رأسه بالذخيرة الحية خلال اشتباكات في معبر المنطار. وقال متحدث باسم مستوطنين يهود ان مسلحين فلسطينيين اطلقوا الرصاص على ثلاثة اسرائيليين من قائدي السيارات امس واصابوهم في طريق في الضفة الغربية خارج القدس. واضاف ان قائدي السيارات من المقيمين في القدس وان احدهم كانت امرأة حالتها خطيرة بعد اصابتها بطلقين ناريين في الصدر واصيب اثنان آخران اصابة طفيفة. وشيع الاف الفلسطينيين امس حسام الديسي في رام الله، وهتفوا: "الثأر، الثأر" و "لا يمكن استرداد القدس الا بالدم". من جهة اخرى، قالت مصادر اسرائيلية انها اعتقلت شقيق امين سر حركة "فتح" في الضفة الغربية مروان البرغوثي اثناء عبوره جسر الملك حسين الفاصل بين الاردن والضفة. وقالت الاذاعة الاسرائيلية انه عثر بحوزة هشام البرغوثي على "آلة للرؤية الليلية". واشارت مصادر اسرائيلية الى ان الشرطة عثرت على الجهاز الذي يمكن تركيبه على سلاح مناسب داخل حقائب البرغوثي الذي اقتيد الى احد مراكز الشرطة في مستوطنة معاليه ادوميم قرب القدس. واضافت ان البرغوثي برر وجود الجهاز معه بانه هدية لابنه الطالب في الرام لكي يستخدمه فى كاميرته وانه لم يكن يعلم ان له استخدامات عسكرية. كذلك منعت اسرائيل مساء اول من امس مسؤول الامن الوقائي الفلسطيني في الضفة العقيد جبريل الرجوب من عبور جسر اللنبي قادما من الاردن من دون تفتيش سيارته. ورفض الرجوب الاجراء الاسرائيلي وترك سيارته وعبر بمفرده فيما اضطر سائقه الى الانتظار لساعات قبل ان يسمح له بالعبور مع السيارة. وفي قطاع غزة، اصيب جندي اسرائيلي بجروح متوسطة في انفجار عبوة ناسفة استهدفت دبابة كانت تمر بين صفي الاسلاك الشائكة التي تمثل الشريط الحدودي الفاصل بين فلسطين ومصر جنوب مدينة رفح. وكان الانفجار وقع ليل الاثنين - الثلثاء عندما القى مهاجمون عددا من القنابل اليدوية باتجاه الدبابة اثناء مرورها من حي البرازيل. ثم اشتبك المهاجمون مع قوات الاحتلال بالاسلحة الرشاشة قبل ان ينسحبوا. كذلك قصفت قوات الاحتلال الاسرائيلي فجر امس منطقة السودانية شمال غزة بالاسلحة الرشاشة الثقيلة والمتوسطة. واستمر القصف الذي بدأ منتصف ليل الاثنين - الثلثاء وسمع صداه وسط مدينة غزة بوضوح، مدة ساعة، والحق اضرارا جسيمة بالمنازل والمواقع العسكرية الفلسطينية. كما واصلت الجرافات العسكرية الاسرائيلية امس تجريف عشرات الدونمات من الاراضي الزراعية واقتلاع الاشجار على امتداد خط الهدنة شرق بلدة فزاعة في محافظة خانيونس وجنوبها قرب مستوطنة موراغ. الى ذلك، قالت مصادر حدودية مصرية ان اسرائيل سمحت امس بعبور خمس شاحنات تحمل مساعدات من الالبان من احدى الشركات المصرية الى قطاع غزة ووافقت على دخول سيارات اسعاف سعودية. وقالت المصادر ان هذه اول مساعدات غذائية تدخل الى القطاع منذ اواخر كانون الاول ديسمبر الماضي.