أقال الرئيس حسني مبارك، بصفته رئيساً للحزب الوطني الحاكم، 18 قيادياً في الحزب في أوسع حركة تغييرات يشهدها منذ تأسيسه قبل 23 عاماً. وجاءت التعيينات الجديدة لأمناء المحافظات في سياق تضييق الحصار على القيادات التقليدية وتوسيع نفوذ الجيل الجيد الذي أعلن مرات عقب الانتخابات البرلمانية الأخيرة ضرورة إجراء تغييرات واسعة. وكانت الأمانة العامة للحزب شهدت جدلاً حاداً بين جيل الشباب الذي يقوده السيد جمال مبارك والقيادات التاريخية للحزب بزعامة الأمين العام الدكتور يوسف والي وأمين شؤون التنظيم السيد كمال الشاذلي في خصوص تقويم نتائج الانتخابات البرلمانية الاخيرة التي خسر فيها اكثر من ستين في المئة من مرشحيه الرسميين. وشملت التغييرات محافظتي القاهرة والجيزة. وتم تعيين الدكتور كمال أبو الخير أميناً للحزب في الأخيرة. وهو من القياديين البارزين في منظمة الشباب قبل ان يعتزل العمل السياسي مع التطورات التي شهدتها مصر في نهاية السبعينات ثم عاد لتولي أمانة الشباب في بداية عهد مبارك واستبعد لصراعه مع القيادات التاريخية في الحزب. وأختير وزير الإنتاج الحربي السابق الدكتور محمد الغمراوي أميناً للقاهرة. وهو لم يعرف بدور حزبي في السنوات الماضية، غير أن كفاءته وسمعته الطيبة رشحتاه لرئاسة الهيئة العامة للاستثمار. وشملت التغييرات ايضا محافظاتالاسكندرية والمنوفية والغربية وكفر الشيخ والشرقية وبورسعيد والاسماعيلية والسويس وجنوب سيناء وبني سويف والبحر الأحمر وقنا واسوان والمنيا ودمياط والقليوبية. واللافت أن حركة التغييرات توقفت عند مستوى امناء المحافظات ولم تمتد الى الحرس القديم في الحزب، لكن النظام الداخلي يتيح لامناء المحافظات عضوية الأمانة العامة وهو ما يشير الى رغبة في تقوية نفوذ الأجيال الجديدة داخل الحزب الحاكم من دون استبعاد مباشر للقيادات التقليدية.