يسعى الرئيس الفرنسي جاك شيراك الى انشاء "صندوق ضمان دولي" يتيح للبنان الاقتراض بفائدة مخفوضة، مما يساعده على تحقيق برنامج الحكومة خفض خدمة الدين العام وبالتالي تقليص ديونه تدريجاً. ويزور رئيس الحكومة اللبنانية رفيق الحريري باريس يومي الاثنين والثلثاء المقبلين لهذه الغاية. وكشف مصدر فرنسي مطلع ل"الحياة" ان رئيس الجمهورية اميل لحود سيلبي، في 28 و29 أيار مايو المقبل، الدعوة الى "زيارة دولة" وجهها اليه شيراك غداة انتخابه قبل اكثر من عامين. من جهة اخرى، وافق مجلس الوزراء اللبناني أمس على قانون جديد لتشجيع الاستثمار، وعلى تنفيذ خطة تأهيل الاعلام الرسمي بخفض عدد الموظفين فيه. وقرر صرف مبلغ 33 مليون دولار أميركي بدل تعويضات ل503 موظفين في تلفزيون لبنان الرسمي، وإقفاله بدءاً من الأول من آذار مارس المقبل، مدة 3 أشهر، تمهيداً لاطلاقه مجدداً على أسس جديدة أقل كلفة. وكانت "الحياة" أشارت امس الى نية الحكومة اتخاذ هذا القرار. وسيتبعه الاستغناء عن خدمات نحو 900 موظف من الفائضين في وزارة الاعلام خلال اليومين المقبلين في اطار توجه الى خفض انفاق الخزينة على الادارة سيشمل دوائر ووزارات اخرى، لتقليص العجز في الموازنة. وكان المكتب الاعلامي للحريري اعلن في بيروت ان زيارته العاصمة الفرنسية تهدف الى الاجتماع مع شيراك ورئيس البنك الدولي جيمس ويلفنسون ورئيس المفوضية الأوروبية رومانو برودي ومسؤولي البنك الأوروبي للاستثمار ووزارة المال الفرنسية، "بهدف البحث في مساهمة المؤسسات الدولية، على مختلف الصعد، في دعم جهود الحكومة اللبنانية لتحقيق النمو الاقتصادي عبر سياستها الاقتصادية والمالية". ووصف الحريري اجتماع باريس المرتقب بأنه "مهم"، موضحاً انه "تحضيري وتمهيدي للبحث في كل المواضيع الاقتصادية المطروحة". ودعا الى "انتظار النتائج بروية وعدم استباق الأمور". وكان التقى برودي وويلفنسون في بيروت وزار باريس الأسبوع الماضي، وأجرى شيراك في حينه، الاتصالات التحضيرية لاجتماع الاثنين المقبل. وأوضح المصدر الفرنسي المطلع ل"الحياة" ان مبادرة شيراك ترمي الى مساعدة لبنان على حل لديونه التي تبلغ نحو 25 بليون دولار، يتيح له ان يقترض من الأسواق الخارجية لتسديد خدمة الدين والدين بفائدة مخفوضة، لأنه مضطر الى الاقتراض من الأسواق الدولية المرتفعة، ولذلك ينبغي المساعدة على خفضها. وذكر ان فكرة صندوق الضمان الدولي لقروض لبنان ستبحث في الاجتماع على ان تموله الأسرة الدولية وتساهم في تأسيسه الجهات المشاركة في الاجتماع. وأكد "ان هذا هو البند الأساسي للمجتمعين". وفيما وصف مراقبون في بيروت اجتماع الاثنين بأنه اشبه بغرفة عمليات أوروبية دولية لمساعدة لبنان، قال مصدر مقرّب من الحريري انه "خطوة على طريق وضع آلية تدعم خطة الدولة لخفض خدمة الدين، على المديين المتوسط والبعيد، وسيتحدد خلاله مدى مساهمة الحاضرين في انجاح هذه الخطة التي تشمل اعادة لبنان مركزاً تسويقياً ومالياً وسياحياً وطبياً وتعليمياً، عبر الاجراءات التي اتخذت وينتظر اتخاذها لتشجيع الاستثمار فيه، اضافة الى نيتها خصخصة بعض القطاعات". وعلى صعيد زيارة لحود المرتقبة لفرنسا في أيار توقع المصدر الفرنسي المطلع ان تتم قبل زيارة الرئيس السوري بشار الأسد المرتقبة في حزيران يونيو، اذ "لن يأتي الأسد الى باريس الا بعد زيارة البابا يوحنا بولس الثاني لدمشق". وأهمية زيارة لحود انها تكرس عودة العلاقات طبيعية بينه وبين شيراك، بعد ابتعاد لم تنجح القمة الفرنكوفونية التي عقدت في كندا قبل عامين في تجاوزه. ويتوقع ان يزور الرئيس الفرنسي بيروت للمشاركة في القمة الفرنكوفونية. راجع ص4