} وسط أجواء من الترقب والاجراءات الأمنية المشددة، توجه أكثر من خمسة ملايين ونصف المليون يمني أمس إلى صناديق الاقتراع في مختلف المحافظات لاختيار ممثليهم في المجالس المحلية والاستفتاء على التعديلات الدستورية. وسقط خلال أول انتخابات في اليمن منذ 1990 تسعة جرحى، فيما تبادلت أحزاب المعارضة والحزب الحاكم اتهامات بممارسة "الارهاب" والتزوير. نشرت اللجنة العليا للانتخابات حوالى 60 ألفاً من قوات الأمن والجيش، فيما وقعت خلافات حادة بين أحزاب المعارضة من جهة، والحزب الحاكم المؤتمر الشعبي العام من جهة أخرى. واستمرت الحملات الإعلامية والسياسية المتبادلة خلال ساعات الانتخابات والتصويت، وكثفت الأحزاب بياناتها التي تحدثت عن خروقات ومخالفات وعمليات تزوير يرتكبها الحزب الحاكم، بالإضافة إلى أخطاء جسيمة وقعت فيها اللجنة العليا للانتخابات في توزيع بطاقات المرشحين. وعلمت "الحياة" أن "التجمع اليمني للاصلاح" أعلن انسحابه من الانتخابات المحلية في أربع محافظات هي ذمار والحديدة وإب وتعز، وقال مصدر مسؤول في "التجمع" إن الانسحابات التي أعلنتها فروع "التجمع" في هذه المحافظات كانت نتيجة التجاوزات وأعمال الترهيب والتزوير التي يمارسها "المؤتمر" ولم تعد تطاق، بالإضافة إلى مخالفات كبيرة وخطيرة ارتكبتها اللجنة العليا للانتخابات في كشوفات المرشحين حيث أسقطت أسماء وأضافت اسماء غير مرشحة، وعدم دقة توزيع البطاقات الانتخابية، بالإضافة إلى مخالفات واستفزازات تقوم بها أجهزة السلطات المحلية في المحافظات والمديريات ضد مرشحي المعارضة. ولوحظ أن هناك تنسيقاً انتخابياً قائماً بين أربعة من أحزاب المعارضة، هي "التجمع" والحزب الاشتراكي اليمني والتنظيم الوحدوي الناصري وحزب البعث، ورفعت هذه الأحزاب شكاوى مشتركة في عدد من المحافظات إلى اللجنة العليا للانتخابات عن الخروقات والمخالفات والاشكاليات التي تهدد العملية الانتخابية وتفرغها من محتواها ومنها سقوط اسماء مرشحين في بعض الدوائر وتغيير "الرموز" لبعض المرشحين الحزبيين والمستقلين، واختفاء بعض بطاقات الاقتراع، وسيطرة بعض المتنفذين على اللجان الانتخابية. وطالبت هذه الأحزاب وقف عملية الاقتراع في المراكز التي شهدت هذه المخالفات، لأنها فقدت طبيعة التنافس، ومنع تنقل اللجان من امكانها المحددة ومنع "المتنفذين" واللجان الأمنية من السيطرة على اللجان الأساسية والفرعية ولجان الصناديق. ولوحظ ارتفاع عدد المديريات التي أعلنتها اللجنة العليا للانتخابات من 2025 ليل أول من أمس إلى 2032 مديرية صباح أمس، ما يعني زيادة سبع مديريات تم استحداثها عشية الانتخابات. وفي هذا السياق تحدثت دوائر في الحزب الحاكم المؤتمر الشعبي العام عن "ممارسات ارهابية وأعمال عنف ومحاولات لعرقلة العملية الانتخابية والاعتداء على أعضاء المؤتمر ومرشحيه في عدد من المراكز الانتخابية من قبل ما وصفته بميليشيات التجمع والحزب الاشتراكي اليمني. وأكدت ل"الحياة" مصادر في اللجنة العليا للانتخابات أن اللجنة الأمنية تلقت حوالى عشرين شكوى من اللجان الفرعية في حوادث اطلاق نار واشتباكات بين مواطنين وأفراد الحماية الأمنية، أسفرت عن سقوط خمسة جرحى في محافظة إب، بينهم مدير ناحية القفر وشخصين ينتميان إلى "التجمع" وشخص ينتمي إلى "المؤتمر"، بالإضافة إلى جريح سادس في مديرية شرعب السلام ينتمي إلى "التجمع" أيضاً. فيما سجلت مواجهات ومصادمات بين أنصار المؤتمر والتجمع في كل من محافظات إب والحديدة والضالع شارك فيها أنصار ل"الاشتراكي" وعدد من أحزاب المعارضة. واعترف عضو في اللجنة العليا للانتخابات بوجود صعوبات في الساعات الأولى من بدء الاقتراع والتصويت، غير أنه أكد في مؤتمر صحافي أن الأمور عادت إلى طبيعتها وليس هناك ما يعكر سير الانتخابات والاستفتاء. وأكد الناطق باسم اللجنة العليا للانتخابات أن الإقبال على التصويت كان جيداً حتى بعد ظهر أمس، وان النساء كن أكثر اقبالاً من الرجال على التصويت، خصوصاً في صنعاء وعدن.