إذا كان فرانسيس فورد كوبولا فقد أحد أولاده خلال تصوير أحد أفلامه، فإنه عرف كيف يربي ابنين آخرين له على حب السينما. وانتهى الأمر بهما الى أن يصبحا مخرجين: صوفيا قبل عامين حين أطلقت "البتول تنتحر" أحد أجمل أفلام العام الماضي، واليوم رومان الذي يصور فيلمه الروائي الطويل الأول، بعدما ساعد أخته في فيلمها. عنوان فيلم رومان كوبولا هو "سي كيو"، والإنتاج لشركة أبيه "أميركان زويثروب". أما الموازنة فتبلغ 12 مليون دولار بزيادة مليونين عما خصص لفيلم صوفيا. رومان الذي بدأ حياته السينمائية ممثلاً طفلاً في "العراب" أدى دور سوني كورليوني وهو طفل شارك أباه في أفلامه كلها. أما اليوم فيقول إنه صار من النضج ليحقق فيلمه الأول. واللافت أن هذا الفيلم الذي ينهل فيه المخرج/ الكاتب من ذكريات طفولته، عبر محاولته الإطلال على العام 2000 وما يليه، من خلال زمن سنوات السبعين، يصور الجزء الأكبر منه في باريس، خصوصاً في أحد شوارع الدائرة السابعة. أما الموضوع فيتحدث عن مخرج من سنوات الستين زار باريس ليصور فيها فيلماً مستقبلياً يتحدث عن نهاية القرن. هل هي حكاية فرانسيس فورد كوبولا نفسه؟ ليس تماماً، يقول رومان الذي يعتقد أن فيلمه سيكون جاهزاً للعرض في الربيع المقبل موعد مهرجان "كان" مثلاً؟، إلا أن من المؤكد ان لبطل الفيلم ملامح وتطلعات كثيرة تذكر بكوبولا الأب. وفي الوقت نفسه لا يخفي رومان أنه متأثر بالكاتب جاك كيرواك اكثر من تأثره بأبيه، ومن هنا ليس من قبيل المصادفة أن ينكب هذا المخرج الشاب، وفور انتهائه من تصوير بقية مشاهد "سي كيو" في إيطاليا ولوكسمبورغ، على إنجاز سيناريو يحلم به منذ زمن بعيد: سيناريو عن رواية "على الطريق" لجاك كيرواك نفسه.