فيما دخلت معركة انتخابات رئيس الحكومة في إسرائيل أيامها الأخيرة وسط شعور عام في أوساط الإسرائيليين بأنها محسومة لمصلحة زعيم ليكود ارييل شارون، بقي منافسه رئيس الوزراء المستقيل ايهود باراك مرتبكاً امس بشأن عقد او عدم عقد لقاء اخير مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في وقت هو احوج ما يكون الى "معجزة" تجنبه هزيمة ماحقة، الى ان قرر في المساء الا يلتقي الرئيس الفلسطيني قبل الانتخابات. واوردت الاذاعة الاسرائيلية، نقلاً عن مسؤولين كبار في رئاسة الحكومة، ان القرار اتخذ بسبب "استمرار اعمال العنف التي أدت الى مقتل اسرائيلي اليوم امس في الضفة الغربية، وقرب موعد الانتخابات، وعدم توجيه دعوة رسمية للقمة، وعدم تحديد اسباب اللقاء". كما قرر باراك، حسب الاذاعة، استئناف الاتصالات السياسية مع الفلسطينيين بعد الانتخابات المقررة الثلثاء المقبل. راجع ص 3 و 4 وكان وزير التخطيط والتعاون الدولي في السلطة الفلسطينية نبيل شعث الذي يقوم بجولة اوروبية اكد في حديث خاص مع "الحياة" ان الوقت ينفد بسرعة امام اجتماع بين عرفات وباراك. وقال: "لا اتفاق بعد على المكان او الزمان او جدول الاعمال"، مبدياً استعداد الجانب الفلسطيني للخروج ب"بيان مشترك" من لقاء القمة المؤمل عقده في القاهرة او ستوكهولم في حضور اوروبي ملموس "اذا كان هذا البيان يثبت النقاط التي وافق عليها الاسرائيليون في مفاوضات طابا لالزام اسرائيل به في المستقبل". ورهن باراك عقد القمة بالاتفاق على نتائجها مسبقاً، وبعث بوزيره امنون شاحاك الى غزة مساء الاربعاء للبحث في آفاق اللقاء مع عرفات مع التركيز على "الجانب الامني"، كما اشارت مصادر اسرائيلية. وواصلت اطراف دولية امس جهودها لترتيب قمة آملة في ان تساعد الحظوظ الانتخابية لباراك، واعلنت السويد التي ترأس الاتحاد الاوروبي استعدادها لاستضافة القمة في عاصمتها ستوكهولم. في غضون ذلك استند شارون الى استمرار تفوقه في استطلاعات الرأي لبدء اتصالات واجتماعات مع عدد من النواب وقادة الأحزاب من شركائه المحتملين للبحث في تركيبة الحكومة التي يأمل في ان يشكلها قريباً. وزاد من ثقة شارون بالفوز ان معركة كلامية طاحنة دارت داخل حزب العمل بين زعيمه باراك وأنصاره من جهة، وبين أنصار الوزير شمعون بيريز من جهة اخرى. وحمل باراك على انصار بيريز الذين يدعونه للتنحي لمصلحته ووصفهم ب"الدساسين والمتآمرين"، مكرراً انه لن يتنحى ابداً. وكان منتصف ليل الخميس مهلة اخيرة لسحب باراك ترشيحه لمصلحة بيريز.