بلغ عدد البعثات الأثرية في محافظة الحسكة خلال العام المنصرم 15 بعثة، توزعت في منطقة حوض الخابور التي كانت مهداً لحضارات كثيرة ومركزاً أساساً للاقتصاد والثقافة والتجارة. وفي "تل بويض" الذي يقع على الضفة اليمنى لنهر الخابور وحيث تابعت البعثة السورية أعمالها التي بدأت عام 1992 وتمكنت من اكتشاف قصرين يعودان الى العصرين الآشوريين الوسيط والأخير، ظهرت في عمليات التنقيب جدران القصر الآشوري الأخير والبوابة الرئيسة وبرجان متناظران على جانبي البوابة، اضافة الى سوية حضارية تعود الى 5500 ق. م. احتوت على مجموعة أزرار فخارية وحجرية. وفي "تل شاغر بازار" الذي يقع شمال مدينة الحسكة، تابعت البعثة السورية - الانكليزية - البلجيكية المشتركة أعمال موسمها الثاني وعثرت على عمارة من اللِّبن احتوت على مجموعة من المدافن والتنانير تفصل بينها طرقات وتتخلل بعضها قنوات لتصريف المياه تعود الى 3000 ق.م. إضافة الى اكتشاف رقيم مسماري ومجموعة من طبقات الأختام الطينية والجرار الفخارية والأدوات البرونزية وخرز الكريستال العائدة الى 2700 ق.م. وفي "تل عربيد" الذي يقع الى الشمال الشرقي من مدينة الحسكة على طريق القامشلي، اكتشفت البعثة السورية - البولونية مجموعة من الغرف وفي داخلها قبور وتنانير ومحال لبيع الصدف البحري، كما عُثر على مجموعة من الجرار الفخارية والخرز وبعض القطع البرونزية والأساور تعود كلها الى 2000 ق.م. أما البعثة السورية - الأوروبية المشتركة في "تل بيدر" فتابعت أعمالها في الأجزاء المكتشفة من المنشآت المعمارية المبنية من اللِّبن والعائدة الى 2500 ق.م. وعثر خلال هذا الموسم على قصور تتخللها طرقات وأقنية وأدراج من الحجر البازلتي المؤدية الى هذه القصور اضافة الى مجموعة من اللقى الأثرية الطينية والفخارية ،البرونزية. وعثرت البعثة السورية - الاميركية التي تعمل في "تل الحرية" على أجزاء من الغرف اللبنيّة احتوت على قبور تعود الى العصر الآشوري الأخير وعلى جزء من منشأة معمارية احتوت على غرف ومجموعة من الجرار الفخارية والبرونزية. وفي "تل خزنة" تابعت البعثة الروسية أعمالها لهذا الموسم بالكشف عن أبنية تخزين المؤونة. ومن اللقى الأثرية ختم اسطواني الشكل اضافة الى أجزاء من تماثيل حيوانية مصنوعة من الطين المشوي تعود الى 3000 ق.م. وفي "تل براك" كشفت البعثة الأثرية الانكليزية عن مبنى بيضوي الشكل احتوى على غرف من اللِّبن وعلى تنور دائري وجدران طولانية استخدمت كمواقد للطبخ وعلى ثلاثة محاريب صغيرة تبين أنها معبد مقدّس يعود الى 3500 ق.م، ورقيم مسماري يعود الى العصر الأكادي. وفي "تل بري" تابعت البعثة الايطالية أعمالها وكُشِف عن سويات حضارية تتواصل من العصر البابلي القديم وحتى الحضارة العربية الاسلامية. وضمن هذه السويات مستودع وتنور وقبور تعود الى الفترة الفارسية اضافة الى ورشات لحياكة الثياب والأقمشة تعود الى الفترة البابلية الأخيرة. وعُثر في "تل الحميدي" من جانب البعثة السويسرية على كأس فخاري عليه رسوم لأشكال انسانية وحيوانية ونباتية وعلى جزء من ختم اسطواني وصحون وجرار فخارية اضافة الى دمى حيوانية وكائنات اسطورية خرافية تعود الى 2000 ق.م. أما في "تل تينير" فعثرت البعثة الاميركية على مجموعة من القطع النقدية وأوانٍ زجاجية مزخرفة ومصابيح وكؤوس ورماح تعود الى الفترتين الأموية والعباسية. ... وتل موزان وتل بري اكتشفت البعثة الأثرية الاميركية في تل موزان سورية مجموعة أبنية من اللبن تعود الى الألف الثاني قبل الميلاد، وفيها رقيم مسماري وطبعات أختام واسوارة مصنوعة من الفضة وحلق من ذهب. كما تمّ التعرف الى مجموعة من الأسماء التي كانت تحكم هذه المنطقة في تلك الفترة، فتبيّن أن اسم الملك هو "توبكيش" والملكة "أكنيتوم" واسم طباخة الملك "تولي" اضافة الى اسم أحد التجار وهو "وبوشام". ويقع هذا التل شمال ناحية عامودا على مسافة 8 كلم على طريق القامشلي. وعلى الصعيد ذاته، وفي إطار البحث والتنقيب في تل بري، أكد السيد "باولو أميليو فيكوريلا" رئيس البعثة الأثرية الايطالية أهمية هذا التل من الناحية التاريخية وغناه بالحضارات القديمة التي تعاقبت عليه وخصوصاً الحضارة البابلية القديمة. فبعد موسم من الحفريات استطاعت البعثة العثور على مكتشفات أثرية مهمة، منها ختم اسطواني الشكل عليه رسوم تعود الى الألف الثاني قبل الميلاد، كما عثرت على أجزاء من غرف من اللبن وعلى تنورين وقبرين من الفترة الفارسية اضافة الى ورشات لحياكة الأقمشة تعود الى الفترة البابلية الحديثة وبئر وقبور تعود الى الفترة البابلية القديمة وجرار فخارية وأدوات برونزية وحجرية وخاتم ذهبي.