لا أحد يشك في أن القدامى كانوا أكثر رومانسية من العشاق في أيامنا. ولكن لم يكن أحد يتوقع ان يبعد الملل الإنسان عن المظاهر العفوية للحب... لتقبل عليها الحيوانات. ففي وقت أقيمت للفئران حفلة "زواج" جماعية في لندن، وكذلك للأفيال في بانكوك واحتفلت ثعالب البحر في طوكيو بالمناسبة، انزوى معظم سكان تلك المدن وراء الأجهزة من كومبيوتر وهاتف محمول لتبادل الرسائل الإلكترونية القصيرة مع الحبيبات من دون لقائهن. ففي لبنان تطرح شركات الاتصالات الخلوية عروضاً للعاشقين ليرسلوا عبر مواقع الإنترنت وال"واب" خمس أغاني حب الى عشاقهم. وفي سنغافورة، تتوقع شركات الهاتف الخلوي ان تنقل أجهزتها عدداً قياسياً من رسائل الحب القصيرة التي يتبادلها العشاق. وفي اليابان تبدو المصيبة أعظم، إذ صارت الحبيبة شخصاً افتراضياً، يتبادل معها اللاعب رسائل إلكترونية". في دول أخرى بدا الاحتفال بالحب ممنوعاً، إذ هدد أعضاء في حزب هندوسي متطرف بإفساد الاحتفالات به، "لأنه جنون مستورد من الغرب". ففي طوكيو، طاولت التدريبات ثعالب البحر لتقدم عرضاً اليوم تلعب فيه بألواح من الثلج على شكل قلب. ونظم رئيس نادي الفيلة في مقاطعة ايوتاها التايلاندية، حفلة في مناسبة تزاوج فيل وفيلة من النادي عمرهما 18 سنة. وضرب بعض الفيلة على الطبول احتفاء بالعريسين. ورتب المدافعون عن البيئة في لندن لقاء تزاوج بين 30 فأراً وفأرة، وضعت في أقفاص فيها أسرة وأحواض سباحة... بعيداً من عيون البشر.