الدعابة التي انتشرت في الكويت أمس هي أن "الأزمة" الوزارية التي تراوح مكانها منذ أسبوعين، باتت من السوء بحيث انتقلت إلى الرئيس التشيخي الزائر فاتسلاف هافل، فسقط طريح الفراش ب"أزمة" في الشُعب الهوائية، استدعت عودته بسرعة إلى العاصمة براغ، على متن طائرة أمير الكويت الخاصة، المجهزة لحالات الطوارئ الطبية. وكانت زيارة هافل 65 سنة ارتبطت منذ بدايتها مع أزمة تشكيل الحكومة الكويتية في شكل غير مباشر، إذ تابع الصحافيون الكويتيون حدث وصول هافل إلى المطار ظهر الأحد، ليس من أجل الرئيس الزائر، بل لأن بروتوكول استقباله يتضمن وجود الأمير الشيخ جابر الأحمد الصباح وولي العهد المكلف رسمياً تشكيل الحكومة الشيخ سعد العبدالله ونائبه وزير الخارجية الشيخ صباح الأحمد المكلف عملياً اختيار الوزراء... وقيل ان اجتماع الأقطاب في المطار ربما يحسم الخلاف بين القطبين سعد وصباح على التشكيل، وبوجود الأمير، فيصدر مرسوم الحكومة الجديدة على موسيقى فرقة الحرس الأميري حين تعزف النشيدين الوطنيين الكويتي والتشيخي. والذي حدث أن لا هافل ولا موسيقى الحرس ساعدا على تسوية المشكلة الوزارية الكويتية، وبدلاً من أزمة واحدة سياسية محلية، صارت في الكويت أزمتان، الثانية صحية أجنبية! ونقلت وكالات الأنباء عن الطبيب الشخصي لهافل أنه اصيب ليل الأحد بارتفاع في درجة الحرارة، اثر نزلة حادة في الشعب الهوائية، وزاره الشيخ جابر صباح الاثنين في مقر الضيافة للاطمئنان إلى صحته، وتقرر اعادته إلى براغ، فقدم الأمير طائرته الخاصة التي يبدو أنها مجهزة للطوارئ الطبية في شكل أفضل من الطائرة التي جاء بها هافل. وطبقاً للمصادر التشيخية، فإن الرئيس الذي عانى سنوات من مشاكل في الرئتين، وأجريت له جراحات فيهما، تلقى مساعدة بالاوكسجين طيلة رحلة العودة، وكانت عربة اسعاف خاصة في انتظاره، فنقلته إلى مستشفى عسكري، كان أشرف على علاجه مرات. هافل المثقف المعارض الذي شارك في أحداث ربيع براغ عام 1968، ما زال يدفع فاتورة المعاملة السيئة التي نالها على يد النظام الشيوعي القديم.