قال مدير مكتب القطن في سورية فريد خوري: "ان سورية تحتل المرتبة العاشرة في انتاج القطن عالمياً والثانية في المردود في وحدة المساحة". وكانت سورية حققت رقماً جديداً في انتاج القطن العام الماضي حيث بلغ الانتاج 1.1 مليون طن من القطن المحبوب قبل فصل البذور مقابل 900 الف طن العام السابق وهي اكبر كمية تنتج حتى الآن. وتشير الارقام الى ان محصول القطن يشكل ثروة وطنية متجددة ويأتي في الدرجة الثانية على سلم الصادرات السورية بعد النفط، وفي الدرجة الثالثة بعد النفط والقمح في مساهمته باجمالي الناتج المحلي. ويعمل في زراعته وصناعته وتسويقه 18 في المئة من السكان، وتصل الاستثمارات في مجال الغزل والنسيج ما يزيد على 1.72 بليون دولار للقطاعين العام والخاص. ويقول العاملون في مجال الصناعة النسيجية "ان النجاحات التي تحققت في حقل الزراعة لم ترفد بنجاحات مماثلة في الصناعة ليبقى القطن السوري يُحمل خزينة الدولة مبالغ طائلة لتغطية العجوزات السنوية المحققة من دعمه. وهذه المبالغ ناتجة عن الفرق بين كلفة الانتاج والحلج والتسويق واسعار المبيع في الاسواق الدولية والمحلية. ويُقدر سعر الكلغ الواحد من القطن المحلوج في الاسواق الدولية بنحو 1.3 دولار اي ما يعادل 65 ليرة سورية ويُقدر السعر في سورية بنحو 79 ليرة". ويرى الخبراء انه على رغم "ان سورية ثبتت اقدامها في مجال زراعة القطن الا انها لم تنجح في التعامل مع المراحل اللاحقة التي تعتمد بالدرجة الاولى على التخطيط والمتابعة والقرار والفهم العميق للاسواق الخارجية ومعرفة متطلباتها". وتشير التقارير الى ان المنتجات القطنية السورية تزيد اسعارها في الاسواق الالمانية على مثيلاتها بين 10 و15 في المئة، علماً ان صناعة الملابس في العالم هي الاوفر حظاً في التصدير والاكثر استيعابا للعمالة وهي الاهم عند البدء بنهضة صناعية في اي بلد. وكانت قيمة صادرات القطن الخام في الاعوام الاخيرة تمحورت حول 14 بليون ليرة بينما الصادرات من المنتجات القطنية لا تزال ضئيلة جداً. وكانت الحكومة اقامت في الاعوام الاخيرة مجموعة من معامل الغزل لرفع القدرة التصنيعية الى نحو 130 الف طن سنوياً منها مصنع غزل جبلة واللاذقية وادلب، اضافة الى معمل جديد في طرطوس ومن المتوقع ان يصل حجم الانتاج بعد بدء العمل في هذه المشاريع الى نحو 161 الف طن. يُذكر ان زراعة القطن تطورت في سورية بشكل ملحوظ في اتجاهين الاول زيادة الانتاج والثاني زيادة انتاجية وحدة المساحة. وتشير المصادر الزراعية الى ان مردود الهكتار الواحد ارتفع من 1.6 طن عام 1970 الى 3.4 طن عام 1996 وتجاوز انتاج موسم العام الماضي المليون طن.