"عملية، يسيرة الكلفة، سهلة الاستعمال، مفصّلة على القياس" هي الحلول التي تقدّمها شركة "كليكس"، Clicks، في مجال تكنولوجيا المعلومات والإنترنت، جواباً عن تفاقم "التفرقة التكنولوجية" الحاصلة. وتتوجّه الشركة بحلولها وخدماتها الاستشارية إلى شريحة كبيرة من العامة والمتخصّصين، لتساعدها على اللحاق بالركب الرقمي الجديد. وقد تكلّلت مساعيها بنجاحات عدّة في عدد من دول المنطقة وأفريقيا، وبخاصة في القطاع التربوي والمجال الإداري. التقت "الحياة" سْبيرو حَبَش رئيس شركة "كليكس" اللبنانية ومدير المبيعات في الشرق الأوسط وأفريقيا لشركة "نيوديل" NewDeal الأميركية رئيسها كلايف سميث، لسؤاله عن جهوده لتحسين اتصال الأجيال الجديدة بالتكنولوجيا الرقمية ومعارفها. في حديث الشاب الثلاثيني قصص كثيرة، تحمل تشبيهات تنمّ عن فهم عميق لأزمة التواصل التكنولوجي وحلولها وتدحض مزاعم الشركات الكبرى التي تفرض على المستهلك اقتناء "الكومبيوتر الوحيد الذي توفّره هي له، وإن كان سيرميه بعد سنتين على الأكثر"، على حد قوله. فيل في سيارة "بورش" لمس حَبَش بعضاً من أوجه الأزمة مذ ترك، عام 1998، منصبه كمربٍّ في إحدى المدارس الخاصة اللبنانية، ليشارك في حل "مشكلة العام 2000"، Y2K، في الولايات المتّحدة نفسها، حيث نفّذ عدداً من مشاريع الحل، أحدها لمصلحة متحف العلوم في بوسطن. ونظراً إلى أن الحل الناجع للكومبيوترات القديمة، في مكافحة تلك الأزمة، اقتضى استبدال أخرى جديدة بها، "تكوّمت" أعداد هائلة من الكومبيوترات "الشغّالة" في المستودعات. ويُحظّر إتلافها لما فيها من مواد خطرة على الانسان والبيئة. وخلال بحثه عن حلول، تعرّف الى شركة "نيوديل" التي توصّلت إلى "إعادة إحياء" كومبيوترات قديمة، من عائلات 268 إلى 468 وما بعدها. وإلى مقبرة الكومبيوترات تلك، ثمة مشكلة أخرى تتمثّل ب"وأد" ملايين الأجهزة الشّغالة، سنوياً في أميركا والعالم، لمجرّد أنها لم تعد "نافعة" إما لبُطلان اللواحق الأساسية للعتاد، كالمعالِجات والذاكرات، وإما لعدم توافق العتاد مع نُظم التشغيل والبرامج المُتجدّدة باطّراد. للتذكير فقط: عند ظهور "ويندوز 95"، اضطر أفراد ومؤسسات إلى تغيير الأجهزة والنُظم، ولجأت شركات البرامج إلى تعديل منتوجاتها، تماشياً والهندسة البرمجية الجديدة، على رغم ادّعاء مايكروسوفت أن نظامها الجديد يستوعب برامج الهندسة السابقة، وأن في الامكان تثبيته في الأجهزة الرائجة آنذاك. ثم تتالت نُظم ويندوز السنوية وصولاً إلى "ويندوز 2001" النهِم الذي يتطلّب ذاكرة عمل، RAM، تفوق 64 ميغابايت، ويحتلّ مساحة كبيرة جداً من سعة القرص الصلب، مع أنه للاستخدام "الشخصي" فقط. وهذا في سبيل المحافظة على أسعار مرتفعة تؤمّن استمرار شركات البرامج والعتاد. وأياً يكن صانع النظام، تبقَ المشكلة الحقيقية في كِبر الحجم والمزايا الفائضة عن حاجة المستخدم الشخصي، بحجة التطوّر نحو الأفضل. وفي هذا قال سبيرو حبش: "ركّز صنّاع التكنولوجيا على تحسين السعة والسرعة في عملية تطوير العتاد. وكلما ازدادت سرعة العتاد جاء برنامج أثقل وزناً. فباتوا كما لو أنهم يضعون فيلاً في سيارة "بورش". ويبدو لي أنهم يجبروننا على قيادة شاحنات كبيرة للتنقّل والتنزّه والعمل، بحجة أننا قد نستخدمها يوماً ما، لنقل أغراضنا من منزل إلى آخر". وأضاف: "إن الأمر لا يقف عند هذا الحد، بل إنهم يغيّرون وقود الشاحنات كل سنتين، فنضطرّ إلى اقتناء شاحنات جديدة... ورمي القديمة. وفي مقابل ذلك، تتوافر خيارات عملية كثيرة لسعينا اليومي: أَقدامُنا للذهاب إلى المتجر، الدرّاجة للنزهة، السيارة للعمل و... استئجار "شاحنة" عند الضرورة". أبسط تكنولوجيا لأكثر الناس وتابع حَبَش: "إذاً، كان لا مفرّ من تصغير حجم الفيل وجعل كل سائق يقود سيارة مناسبة لحجمه. من هنا، تم التوصّل إلى ما يمكن تسميته "البرمجة المشدودة" tight coding، أي بما يكفي. فلا شيء يُلزمنا تصميم برنامج بحجم معيّن. وبوضع الضوابط، تنخفض تكاليف الصنع وتتدنّى الأسعار، ويسهُل علينا التوجّه إلى معظم الناس. وبذلك نضمن عدم "حرق" كومبيوتر جديد كل سنتين، من طريق تزويد الكومبيوترات المستعملة والعتيقة بنُظم تشغيل وبرامج موافقة لها، لجعلها تخدم ما بين 7 سنوات و10، تماماً كالسيارات المستعملة التي تبلغ سوقها ثمانية أضعاف سوق السيارات الجديدة". ويباع الكمبيوتر "المعاد تأهيله" بما بين 100 دولار و300 فقط، مقارنة بما بين700 و1000، على الأقل للكومبيوترات الجديدة، ما يتيح اقتناءه لذوي الدخل المحدود أو المتدني، حتى في البلدان الفقيرة. وهو سهل التصليح وأسرع من الجديد لخفّة نظام تشغيله وبساطة تطبيقاته، علماً أنه معدّ لتصفّح "ويب" وتبادل البريد الإلكتروني وغيرهما من التطبيقات، من مثل معالجة النصوص والمحاسبة. ولضمان التوافق مع البرامج الأخرى، يكفي حفظ أي مستند فيه بواسطة أمر "حفظ بنسق" Save As، ليصبح بنسق "أكسل" أو "وورد" أو غيرهما. إنه النظام الذي أنتجته شركة "نيوديل" والمؤهّل ليعمل بلغة المستخدم العربية، الأسبانية، الزولو... إلى جانب لغة أو لغات أخرى. كذلك، يتميّز بسهولة الاستعمال التي تصل إلى المستوى "الحدسي" intuitive لجهاز "الصرّاف الآلي"، مثلاً، والذي أصبح في متناول كثيرين من غير أصحاب مَلَكات التكنولوجيا. أما "كليكس" فتبحث، في استمرار، عن الحلول المناسبة أو المُثلى، أكانت من "نيوديل" أم من ابتكارها هي بالذات. وتولي اهتماماً خاصاً بالقطاع التربوي، مَعْبَر الأجيال إلى العصر الرقمي، من خلال هيئات رسمية وغير رسمية. وتدأب لمدّ الجسور وإتاحة خيار العبور لذوي الدخل المتدنّي. لذلك، هي لا تكتفي بتأمين الكومبيوترات المعاد تأهيلها أو الجديدة فحسب، بل تُعنى أيضاً بكل مراحل المشروع: المساعدة على البحث عن مصادر تمويل وإعداد مقررات مبسّطة للتدريب على الاستعمال والتصليح وإقامة البُنى التحتية الضرورية، كالشبكات. كذلك، تسعى إلى تأمين "أكشاك عمومية" في المناطق، لتقديم التكنولوجيا ومعارفها الى من يريد. الموقع على الانترنت: www.clickslimited.com [email protected]