بعد شهور قليلة على إطلاق نسخة نظام التشغيل «ويندوز 8.1»Widows 8.1، من صنع شركة «مايكروسوفت» Microsoft العملاقة، لا يزال النقاش في شأن مدى تقدّمه تقنيّاً مستمراً، خصوصاً بين الجمهور الميّال إلى نُظُم «ويندوز»، وهو الشريحة الأكبر من مستخدمي الكومبيوتر. وجاءت تلك النسخة تعديلاً لنظام التشغيل «ويندوز 8» الذي يتميّز بميله إلى ردم الهوة بين أجهزة اللوح الذكي والحواسيب المكتبية والمحمولة. ويتيح «ويندوز 8.1» إمكان العمل على برنامجين سويّة، على غرار نظام «ويندوز 8» الذي أُطلق في تشرين الأوّل (أكتوبر) 2013. فمن جهة، تقدّم النسخة واجهة تعمل باللمس مع أيقونات شبيهة بتلك المتوافرة في اللوح الذكي. ومن جهة أخرى، جرى الإبقاء على سطح المكتب التقليدي الذي يعمل باستخدام ال»ماوس» ولوحة المفاتيح. ويحتوي «ويندوز 8.1» اختصارات عن التطبيقات الرقمية، يمكن تشغيلها بالإصبع أو بواسطة الإيماء، إلى جانب استعادة بعض مزايا سطح المكتب التقليدي ل «ويندوز أوفيس» التي اعتاد عليها عشرات الملايين من مستخدمي الحواسيب. العمل بشاشة مقفلة! هناك تنظيم للأيقونات في «ويندوز 8.1» يسهّل التعامل معها. إذ أنها تتحرك عبر الضغط المتواصل بالأصبع عليها، كما تكفي نقرتان إضافيّتان للتحكم بحجمها المتوافر في أربعة قياسات. في النسخة السابقة، كان يجب استخدام الماوس أو لوحة اللمس، وضغط الأيقونة باستعمال الزر اليمين من الماوس من أجل القيام بذلك، مع العلم بأنّ الخيار كان محصوراً في قياسين. في «ويندوز 8.1» صار الوصول إلى التطبيقات سهلاً تماماً، بل يمكن العثور على التطبيقات كافة بمجرّد لمسة على شاشة البدء. وفي «ويندوز 8»، كان ينبغي العودة إلى القائمة السفلية في شاشة البدء، ثمّ الضغط على زر «التطبيقات كافة» («أول أبس» All Apps). يجري تحديث التطبيقات في خلفية النظام، من دون الاضطرار إلى التعامل مع التنبيهات المستمرة التي تجبر المستخدم على العودة إلى متجر «ويندوز» الشبكي لتحديث التطبيقات. يتمتّع نظام «ويندوز 8.1» بشاشة رئيسية تشبه نمط ال «بورتريه» على الشاشات اللوحيّة التي يتراوح قياسها بين 7 و8 إنشات. حتى عندما تكون الشاشة المقفلة، من الممكن الإجابة على اتصالات «سكايب» أو التقاط الصور، من دون الاضطرار إلى تسجيل الدخول عليها. ويكفي ملامسة الشاشة لإنجاز تلك الأمور، بل يمكن تجهيز تطبيقات مثل «تويتر» كي تبعث بتغريدات حين تكون الشاشة مقفلة. في ملمح آخر، تظهر تعددية أفضل للمهام في «ويندوز 8.1» بالمقارنة مع «ويندوز 8». إذ بات ممكناً تشغيل أربعة تطبيقات سويّة، خصوصاً إذا كان النظام مثبّتاً على جهاز قوي. كذلك بات ممكناً التحكّم بحجم النوافذ عبر استخدام تقنية الانزلاق للانتقال من جهة إلى أخرى، بدلاً من الانحصار بنافذة كبيرة ورفيعة. تجدر الملاحظة أنه في نظم «ويندوز 7» وما قبله، كان ممكناً فتح عشرات التطبيقات في نوافذ ذات حجم قابل للتحكّم أفقياً وعمودياً، عبر اعتماد نمط سطح المكتب التقليدي. ويجدر بعدد كبير من مخترعي التطبيقات التأقلم مع ذلك الملمح في نظام «ويندوز 8.1»، ما يعني أنّ بعض التطبيقات تظهر على شكل شريحة رفيعة حتى لو كان المراد أن تحتل نصف الشاشة! هناك أيضاً توسّع في استخدام تقنيّة البحث. إذ تخوّل الطباعة على شاشة البدء المستندة إلى الأيقونات، عرض نتائج بحوث تجري في ال»ويب» وذاكرة الحاسوب ومتجر تطبيقات «ويندوز» سويّة. في حال البحث عن موسيقى، تظهر قائمة من الأغاني الشعبية التي يمكن سماعها باستخدام «إكس بوكس ميوزيك». وعندما يتعلّق البحث بشخص مشهور كالرئيس باراك أوباما، تظهر تفاصيل عن سيرته الذاتية وأفلام مصوّرة ومعلومات أخرى عنه. وفي نظُم التشغيل السابقة، توجّب على المستخدم اختيار نوعية البحث الذي يستعمله: هل يبحث في ال»ويب» أو في مجلدات الحاسوب أو في صفحات التطبيقات أو غيرها؟